على الرغم أنني حاولت أن أتحرى الدقة وأنوِّع المصادر وعلى الرغم من حديثي عن القبلية باعتبارها«بغيضة» لأنها دمرت دولاً وشعوباً ، وعلى الرغم من حديثي عن «اللاجئين» في كسلا مدافعاً عن سكانها من القبائل التي ذكرتها في الحلقة الأولى، وعلى الرغم من إشادتي وتقديري للتداخل القبلي بين السودان وأرتريا الشقيقة، واعتزازنا بهذا التداخل ، وكل التداخل القبلي بيننا والدول المجاورة.. وعلى الرغم من كل ذلك.. لامني البعض لدرجة الإساءة والتجريح والتجريم..! ، ولكنني والحمد لله قابلت كل ذلك بصدر رحب، مقدراً عدم فهم «فئة قليلة» لمقالاتي حول كسلا وكل منطقة «شرق السودان» والتي سوف نفرد لها ملفات وصفحات أسبوعية لنربطها إخبارياً وتحريرياً بالمركز وبقية ولايات السودان ، خصوصاً أن السيد الوالي يهتم جدًا بهذا الجانب ، نتمنى من الله أن يوفقه ويعينه. أولاً: لم أقصد الإساءة إلى أي قبيلة من قبائل «أهلي» في كسلا ؛ فهم جميعاً محل تقديري واحترامي واحترام الجميع خصوصاً نحن في «الوطن».. وبحمد الله نسير في خط واحد وعلى مسافة واحدة من كل القبائل السودانية ونحترم تداخلها مع القبائل في بعض الدول المجاورة خصوصاً الشقيقة «أرتريا» التي ظل والدنا سيدأحمد خليفة مهموماً بقضاياها وقضايا شعبها حينما كانت جزءاً من أثيوبيا ، وفي سبيل ذلك ألف كتب عنها ؛ منها على سبيل المثال «عارنا في أرتريا» و«أرتريا حان وقت التسويات». ثانياً: في الحلقة الثانية من مقالي ذكرت بعض المناطق عن «طريق الخطأ» بأن سكانها من اللاجئين، معتمداً على المصدر الذي «ضللني» واكتشفت أن هذه الأحياء تقع في قلب كسلا ويسكنها مواطنون سودانيون بنسبة 100% ولا يوجد فيها أي لاجئ من الدول المجاورة. ثالثاً: بما أن سكان هذه المناطق سودانيون ؛ إذن ليس هناك أي ارتباط يتعلق بموضوع الجنسية الخاص بسكان هذه الأحياء «العامرة» بأهلها. تقريباً هذه هي الثلاث نقاط التي كانت مثار جدل، بالإضافة إلى العنوان الذي شرحت للأخوان بأنه وحسب العرف «الصحفي» نهتم جداً بأن يكون لافتاً وبارزاً بالأضافة إلى أن العنوان «الجالية السودانية في كسلا» حقيقة وواقع، لم نجزم بأن هناك جالية سودانية وما النقطتان الفاصلتان لأي نوع من التساؤل والذي نحسبه مشروعاً خصوصا أننا نهتم جداً بمشاكل كل سكان السودان وبدون «فرز» وليس لدينا أي غرض مع قبيلة أو جهة أو شخص أو دولة ؛ فالجميع مكان تقديرنا واحترامنا خصوصاً للذين هاتفوني وتحدثوا معي باحترام. وأخيراً أشكر الذين اتصلوا بي ووضحوا لي بعض الحقائق عن كسلا وأهلها ، وبكل تقدير واحترام.. وأشكر «الفئة القليلة» النشاز الذين أساؤا الفهم وتلفظوا وهددوا.. داعياً لهم الله أن يسامحهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور.