٭ الحالة التي تمر بها البلاد تتطلب بالضرورة وقفة جادة ونظرة عميقة ووعي وطني حقيقي، لأن حال السودان لا يسر أحد ولا يبشر بخير، ويسير إلى الأسوأ ، إذاً سادتي الأوضاع على ما عليه الآن وهذا كله ناتج لضيق أفق النخب السياسية التي جعلت من الصراع السياسي المشروع ساحة لتصفية الحسابات الشخصية والحزبية بعيداً عن معايير الصراع السياسي المعلومة. ٭ المناداة بالمشروع الوطني الحقيقي لم تعد ترفاً سياسياً ولكن ضرورة ملحة حتى لا نفقد ما تبقى من هذا الوطن او من أجل إيقاف معاناة المواطن التي وصلت حداً لا يحتمل، والمشروع الوطني مطلوب من أجل إعادة صياغة هذا الوطن الجميل الفني بموارده البشرية والطبيعية والتي تكفي أن يعيش شعبه في خير ورفاهية إذا ما أحسن استقلالها لمصلحة الوطن والمواطن. ٭ إن المدخل لصياغة مشروع وطني مقبول يتطلب في البداية وعي حقيقي وصادق وقناعة وإرادة في منظوماتنا السياسية الحزبية والمجتمعية. ٭ إن ماهو مطلوب هو العمل الجمعي لانقاذ هذا الوطن وهذا يتطلب التخلي عن المكاسب الشخصية والحزبية لأن العنوان العريض للمشروع الوطني هو كيف يحكم السودان؟ ٭ كيفية حكم السودان تعني التوافق على ثوابت وقضايا وطنية مهمة من خلال شراكة واسعة تسهم فيها كل قوى المجتمع الحية بمختلف مكوناتها دون إقصاء أو تهميش لحزب أو جهة. ٭ وأن يتم فتح الملفات لهذه القضايا بأُفق استراتيجي جديد يضع الوطن الهم الأول والأخير. إن أولى القضايا في ملف المشروع الوطني هي مسألة الإستقرار السياسي، وهذا يعني أن تتفق القوى السياسية كافة على السلطة بالوسائل الشرعية والنزيهة عبر المنظومة الديمقراطية المعلومة والتي يجب أن تجد مكاناً بارزاً لها في الدستور الدائم يما يضمن استدامة الحريات وإستقلال القضاء وأجهزة الدولة وبذلك يحس المواطن بالأمن والثقة وهذا يدفع به في إتجاه المشاركة الإيجابية في حكم البلاد من خلال اختياره لممثليه بعيداً عن هذا الواقع الذي نعيشه وهو الإحباط النفسي الذي يعيشه المواطن. ٭ الإستقرار السياسي هو بداية النهضة الإقتصادية ومفتاح ثقة الإستثمارات في بلادنا وجذوة الحماس عند الشعب للتوجه للإنتاج وهذه عوامل تدفع بالجميع للعمل المشترك من أجل طرح القضية الإقتصادية كأولوية تستجوب الدراسة والنقاش والوصول لحلول ومقترحات وتوصيات حولها. إن قضايا البلاد الإقتصادية لن تحل من خلال رؤية حزبية ضيقة ولكنها قضايا قومية تحتاج لجهود كل الخبرات والكفاءات المتخصصة حتى تستطيع أن نضع خارطة طريقة تنطلق من برنامج إسعافي يضع حداً لهذا التدهور الماثل وتعبر إلى آفاق استغلال الموارد الطبيعية وتعمير المشاريع الإنتاجية الزراعية والصناعية وإعادة تأهيل البنى التحتية لنبدأ الخروج من هذا النفق المظلم.