لقد تحدثت عن الحكم المحلي بين النظرية والتطبيق كثيراً وكتبت عنه كثيراً ولا أظني في حاجة لاتحدث في ندوة ولكنه ظن السوء، وإلغاء الندوة هذا أكد لي أن هناك جماعة أو بطانة خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ، وما كان الله يضل قوماً بعد إذ هداهم، والظاهر أن قضيتنا ما حكاية ندوة قامت أو الغيت، القضية تكمن في قضية منهج ونهج . فالمنهج يحتاج إلى وقفة وتجويد والنهج أس البلاء، الوسائل التي نستعملها لتنفيذ المنهج أصبحت غير شريفة كلها ، لذا أرى أن النظريات كلها جميلة، ولكنها بعد الممارسة تحتاج إلى مراجعة تحكم فيها الإستراتيجية برؤى واضحة ورسالة شفافة وأهداف وفرص وإبدال وإحلال في الدستور والقوانين المصاحبة والحمد لله رب العالمين لقد قيد لنا فرصة إعادة كتابة الدستور الدائم للسودان وقطع شك أن الحكم اللا مركزي أحد ثوابته المتفق عليها من السودانيين بمختلف أحزابهم. قال تعالى في سورة البقرة (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) صدق الله العظيم .. ورحم الله شيخنا الأستاذ حسن البنا الذي قال في تعاليمه «الفرد إذا لم تكن رؤيته واضحة في كل شئ فإن قدرته على الإنطلاق تكون ضعيفة، وهذا حالنا يا شيخنا رحمكم الله». ماذا نفعل مع تلاميذك في هذا الزمان؟!! الذين فتنتهم السلطة فأصبحوا فراعنة وليتهم اتعظوا بفرعون موسى عليه السلام وآخر فراعنة مصر مبارك ومشكلتنا في السودان في الأفراد وممارساتهم كحكام سرعان ما يفرقوا النعم على المؤسسات والحواشي حتى يضعوا الكل في عبهم كما تحدث شيخ البنا قائلاً لوجود صف جماعة قادر على تحقيق الأهداف لابد من وجود الفرد الذي وضحت لديه الأهداف وطرق تحقيقها ملائمة مع الجماعة. ومن باب دعوته لإقامة دولة إسلامية حرة (أين الحرية يا شيخنا مع هؤلاء؟؟) وإن لم تهتم هذه الدولة فالإثم يقع على كافة المسلمين، ومسئولون يبين يدي الله العلي القدير وهذا هو الفهم الصحيح للإسلام والبيعة. وبحمد الله هذه الدولة الحرة وضعنا أسس إدارتها عن طريق المؤسسات والشورى والتحرر يعني قبل الرأي الآخر داخل وخارج الجماعة والمؤسسات. سأحكي واقعه في الأسبوع الماضي «الدعوة مرفقة» تتحدث عن إزهاق هذه الحرية وكتم أنفاس الشورى وغوص المؤسسية والفرق بين السلطة والتسلط ، لقد تداولت الأمانة العدلية والبرلمانية بأمانة محلية الخرطوم مقترح تقدمت به دائرة الحكم الراشد بإقامة ندوة شورية في سبيل إقامة حكم راشد ، تكون محلية الخرطوم خاصة وولاية الخرطوم عامة قدوة ونموذج قبل تعديل الدستور وقبل إختيار المجالس التشريعية للمحليات التي غابت بفعل فاعل وصهينة مؤسسات تشريعية وسياسية نبه لها النائب الأول والنائب الثاني في بدايات إنعقاد دورات المجلس التشريعي لولاية الخرطوم حتى إنبرى أخيراً الأخ المشير البشير ووجه بقيام هذه المؤسسات الرقابية، وقد جاء في صفحة 9 من كتاب برنامج إستكمال النهضة تتحدث عن ترسيخ تجزية الحكم القومية أو الولائية أو المحلية. وعندما قررت الأمانة العدلية والبرلمانية بالمحلية قيام هذه الندوة حسب إختصاصاتها المكتوبة في اللائحة المجازة من أمانة الولاية والتي حددت إنها تنفذ برامجها عن طريق الندوات والتنويرات والصوالين وفق هذه المخططات التي تكتبها بإيدينا تم التحضير والتجهيز لإقامة الندوة يوم السبت 9 / 2 / 2013م الساعة السابعة والنصف مساءً بقاعة أمانة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم. المتحدثون هم: البروفيسور محمود حسن أحمد متحدثاً عن الجانب النظري للحكم المحلي، الدكتور الشيخ البشير أبو كساوي متحدثاً عن جوانب التطبيق والممارسة، الأستاذ الفاتح عز الدين مبتدراً أول للنقاش، الأستاذة عواطف طيب الأسماء رئيس الأمانة العدلية والبرلمانية الولائية مبتدراً ثاني للنقاش الأستاذ علي جرقندي النعيم معقباً. سيخاطب الندوة الأستاذ الصادق باشاب نائب رئيس المؤتمر الوطني محلية الخرطوم، كما سيدير الندوة السيد مختار محمود رئيس دائرة الحكم الراشد والندوة بأكملها تحت رعاية سيادة اللواء (م) عمر نمر رئيس المؤتمر الوطني المحلية. المستهدفون بالحضور هم : أولاً : أعضاء المجلس الوطني - من محلية الخرطوم ثانياً : أعضاء المجلس الولائي - من محلية الخرطوم ثالثاً: أعضاء هيئة شورى والمكتب التنفيذي لمحلية الخرطوم رابعاً: رؤوساء المجالس التشريعية لمحليات ولاية الخرطوم خامساً : رئيس لجنة الحكم المحلي وأمانة الحكومة لولاية الخرطوم سادساً : أعضاء المجلس التشريعي لمحلية الخرطوم السابق سابعاً: رؤوساء المؤتمرات بمناطق محلية الخرطوم ثامناً: المنسق العام للجان الشعبية ومنسقي مناطق المحلية تاسعاً : المدير التنفيذي ونوابه ورؤساء الإدارات والأقسام بالجهاز التنفيذي للمحلية عاشراً : رؤوساء المنظمات الجماهيرية والفئوية وأقسام الشرطة والأمن أحد عشر: أمير الحركة الإسلامية بالمحلية وأمراء الحركة بمناطق الخرطوم أثنا عشر: شخصيات من المحلية الناظر لكل أطراف الندوة من بطون وفلذات أكباد من رحم المؤتمر الوطني فهي مجلس شورى حول الحكم المحلي الإيجابيات والسلبيات والإصلاح. وأكملت الأمانة العدلية والبرلمانية كل التجهيزات والتحضيرات ووصلت الدعوات لكل المستهدفين. قبل بضع ساعات قطعت جهيزة كل طريق لإقامة الندوة ورشحت المعلومات، طوالي زادوها موية قالوا الوالي أصدر قرار بالإلغاء بناءً على معلومات بأن الندوة مستهدفة جهات بعينها وأخرى قيل إن المعتمد هو الذي أصدر قرار الإلغاء لتداخلها مع برنامج مشارك فيه هو والوالي (طيب ما تمشوا الله يسهل لكم وإلى الندوة). سواءً أكان ألغاها الوالي أو المعتمد سرت معلومات خطيرة قيل إن جهات معلوماتية نما إلى علمها أن هناك أشخاصاً سمتهم أم لم تسمهم سيوجهون هجوماً إلى الولاية والمعتمدية وأنت خايف من شنو الكمال لله سبحانه وتعالى ورحم الله من أهدى لي عيوبي وإذا أنتم تلغون ندوة كلها (حلا وحمار) استعدوا للإنتخابات، الحساب ولد وكل من دخل جنته وهو ظالم لنفسه وظن إنها لن تبيد أبداً فليعلم الولاية لله الحق وهو خير ثواباً وخير عقباً. لقد برهن إلغاء الندوة ضيق الصدر التي يملؤها الغل فإذا كان هذا شأنكم مع عضوية حزبكم فكيف مع الآخرين؟ وأتقوا الله في إخوانكم . قال في سورة النساء(ومن يكسب خطيئة أو أثماً ثم يرمي به بريئاً فقد إحتمل بهتاناً وإثماً مبيناً). (أتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون). وقال تعالى في سورة الأنعام (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ما عليك حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم وتكون من الظالمين) صدق الله العظيم . أعلموا يا من وضعنا السلطة في أيديكم كل واحد عاوز يفرض نفسه هو المؤتمر الوطني يحكم موقعه ويلخص المؤسسات في نفسه ويقصي ويضرب فهو واهم ، أن الخرطوم التي أسست وبنت المؤتمر الوطني منذ الدورة التأسيسية حتى ونحن على أبواب الدورة الرابعة نقول لكم كنتم وين انتوا ما شفناكم في قواعد الخرطوم ما ممكن جداد الخلاء يطرد جداد البيت، ولا نسمح بمثل هذه الظواهر الخطيرة والدخيلة التي ظهرت معكم وهو إقصاء الآخرين والرأي وإستخدام آليات السلطة كلها لا ترهب عضو خرطومي ملتزم، وأقول لأخوتي الذين جاءوا بقلب سليم إلى هذا التنظيم وإلى هذه الندوة لا تتوقعوا من هؤلاء غير إتهامات الباطل ، وقريباً ستسمعون أن لابد من آخذ الإذن أو التصديق من السيادات لإقامة لقاءات وتنويرات وندوات للأعضاء في دارهم. لقد حاولوا تصغيرنا وتقزيمنا ويرسمون حولنا الإشاعات وليتهم يعلمون أنهم صغروا أنفسهم وأن هذا الإلغاء أضعف الحزب بالذين يقتلون المبادرات والإبداعات ، وكل من سمع بالإلغاء زاد إحباطاً وإيه يعني الندوة «ما أصلو الجمل ماشي وما بشوف عوجة رقبته». وسنظل نواجه المتسلطين الذين شوهوا الحكم بممارساتهم وقطع شك المنهج ما كده (ونحن يانا نحن ورحم الله حبر الأمة وإمام الأئمة الشافعي رضي الله عنه وأرضاه الذي قال :- دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثه الليالي ولما لحوادث الدنيا بقاء وقال في الدنيا: ٭ وما هي إلا حيفة مستحيلة عليها كلاب هممن إجتذابها وقال في خلق الرجال ٭ ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا ومن قضت الرجال له خنوقا ومن بعض الرجال فما أصابا وقال الدين والدنيا: ٭ قضاة الدهر قد ضلوا فقد بانت خسارتهم فباعوا الدين بالدنيا فما ربحت تجارتهم وقال في عداوة الحساد: ٭ كل العداوة قد ترجي مودتها إلا عداوة من عاداك عن حسد وقال في الصديق والعدو: ٭ وليس كثيراً الف خل لواحد وإن عدواً واحداً لكثير وقال عن طريق النجاة: ٭ يوم القيامة لا مال ولا ولد وضمة القبر تنسى ليلة العرس وأهل المحلية يسألونكم : إذا الندوة وأدت بأي ذنب ألغيت !! قلوالهم وحدثوهم بكل شفافية ضقنا ذرعاً ،،،، ولي عودة