تشهد البلاد حالة من الاستقرار وتوفير للخبز بانواعه المختلفة الا ان هذه الوفرة تفتقر في كثير من المخابز الى المواصفات والمعايير بحيث تتفاوت الاوزان والاحجام والطعم بين مخبز واخر , في الوقت الذي انتشرت فيه السرطانات بين الناس واصبح هذا المرض القاتل الحاجز الاساسي لدى المواطن وعزى ذلك البعض لاستخدام مادة برومات البوتاسيوم في بعض المخابز التي ظلت تمارس هذه المواد من اجل التربح والغنى , وذهب البعض الآخر بالقول ان كل حاجيات المواطن بدءاً من الخبز والخضر والفواكه تفتقر الى الحد الادنى من المواصفات والمعاير المتبعة عالمياً فالاسواق في السودان حدث عنها ولا حرج . واذا سلمنا جدلاً الخبز باعتباره الاكثر تداولاً بين موائد الناس , واذ تعد مادة برومات البوتاسيوم احدى محسنات الدقيق وتعمل على زيادة مرونة العجينة وتقلل تمددها فيفعله بعض اصحاب المخابز كوسيلة للترويج والتسويق وجني الكثير من الارباح , وتتضمن الاخطار باستخدام هذه المواد احداث للحرائق والانفجارات لانها من (المواد المؤكسدة القوية الانفجار) , وكذلك لكونها مادة سامة لجسم الانسان ولوجود دليل قوي جداَ على انها من مسببات السرطان , واليوم يمنع استخدامها في امريكا وبريطانا وسائر دول اوربا وحزفت نهائيها من قائمة المواصفات الغذائية المسموح بها في المملكة المتحدة واما في السودان فالله المستعان مازال المواطن يرزح تحت رحمة التجار المتربحون الباحثون عن الغنى ولو على صحة المواطن البسيط . في الوقت الذي افتى مجمع الفقه الاسلامي بحرمة استخدام مادة برومات البوتاسيوم في الخبز وشدد على ضرورة منع اجهزة الدولة استيراد هذه المواد , واشار الامين العام لمجمع الفقه الاسلامي ان كل الحقائق العلمية الواردة في شان برومات البوتاسيوم تؤكد حرمة هذه المواد لما تجلبه من ضرر للانسان , ولعلنا شهدنا في الاعوام الماضية حملات متقطة النظير من الاجهزة المختصة لمكافحة ومحاربة استخدام مادة برومات البوتاسيوم في المخازن واسفرت تلك الحملات بقبض العديد من اصحاب المخابز والذي اكدت الاجهزة ذات الكفاءة العالية التي ادخلتها الحكومة لكشف مثل هذه المواد استخدامهم تلك المواد في الخبز وحينها حكمت عليهم المحاكم بالسجن والغرامة , وقلل ذلك من حدة استخدام هذه المواد , وللاسف ان هذه الحملات توقفت مما شجع اصحاب النفوس الضعيفة الباحثين عن الغنى لاستخدامها مجدداً . وهنا لا نستثني دور وزارة الصحة الاتحادية وهيئة المواصفات والمقاييس وجمعية حماية المستهلك لدورهم الرقابي لتقليل استخدام هذه المواد التي تضر بصحة الانسان , وهنا لايسعني الا ان اناشد السيد وزير الصحة للقيام بمسئوليته كاملة تجاه صحة المواطن في (ماكله ومشربه وتامين علاجه ..) والمنطق يقول كيف تترك وزارة الصحة هؤلاء يعبثون بصحة المواطن ويتربحون واقسم بالله اعرف صاحب مخبز بامبدة وقبل خمس سنوات كان يسوق عربة كاروا واليوم يتحدث بالمليارات بالله عليكم وبالمنطق اي خبز يحقق مثل هذه الارباح , الم يقل بعض الشرفاء من اصحاب المخابز نحن اذا اخرجنا تكاليف العمال واجار المحل ومصاريف الاولاد (نحمد الله مليون مرة) اذن فلماذا لا يطبق على هؤلاء عقوبة المحاربين لله ورسوله اليس هذا قتل بالعمد واخذ مال من غير حق شرعي الحق اقول لان تغلق هذه المخابز المستخدمة لهذه المواد مخبزاً مخبزاً ويرجع الناس (لاكل الكسرة والملاح) كما قال وزير المالية خير من تناول هذا السم الزعاف , كيف يصرف وزير الصحة وجهه عن هذه المشاهد ؟ اليست الوقاية خير من العلاج ودرء المفاسد اولى من جلب المصالح . ولماذا لا نسال انفسنا ما الذي جعل الناس في خارج السودان ياكلون وجبة واحدة في اليوم وهم بعافية وصحة جيدة , وقد تعودت اكل وجبة واحدة خلال اقامتي بماليزيا والامارات لمدة شهرين (واكتفيت بتناول وجبة الغداء) اما حالنا اليوم في السودان فهى ثلاث وجبات (فطور وغداء وعشاء وسندات وهلم جرا) ومع ذلك لا تسمن ولا تغني من جوع بل تؤدي الى زيادة وتراكم السموم في الجسم , اليست البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير كيف تقوم صحة في البلاد في ظل استخدام هذه المواد السامة ذات التكلفة الباهظة ثم يطل علينا وزير الصحة ليبجث عن الدولار لاستيراد الدواء اليس المرض المكلف هو السرطانات الناتجة من سميات استخدام هذه المواد التي ياكلها الناس من صنع ايدي بعض اصحاب المخابز من اجل التكسب والربح العالي . بحيث اصبح امر الصحة في البلاد كله في خطر مع ضعف الامكانات وان قطاع الصحة والتعليم ياتي في مؤخرة الاولويات لتزيد كما يقال الطين بلة وبحسب المعاير الدولية فان تخصيص ثلث الموازنة للقطاعين يوفر الحد الادنى من تقديم الخدمات للمواطنين وقد اعترف مؤخراً الدكتور كمال ابوسن بصالون الراحل سيد احمد خليفة بضعف الموازنة والتي نتج عنها الكثير من المشاكل الصحية وانعكس ذلك بالضغط على المستشفيات التي تفتقر اصلاً للكثير من الضروريات. وفي الختام نناشد وزير الصحة وهيئة المواصفات والمقايس وحماية المسهلك والجهات الامنية بتفعيل دور الرقابة القبلية على المخابز لا على الصحف لان سم البروميد اخطر من سم الصحف, حتى يطمئن المواطن ان ما ياكله هو رغيف صحي حتى يامن صحة نفسه وعياله , كما نناشد حكومة ولاية الخرطوم بتنفيذ وعدها استيراد مصانع للخبز بذات السعات الكبيرة التي تنتج في اليوم الواحد (مليون رغيفة) تكفي حاجيات المواطنين بالخبز الصحي وكذلك لا بد من الاخذ بكافة الوسائل لمحاصرة استخدام هذه المواد ومحاكمة مستخدميها في اطار تفعيل دور اللجان الشعبية بالاشراف والمراقبة القبلية درءاً لكل مفسدة وطلباً لكل مصلحة والوقاية خير من العلاج (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله قوي عزيز)