لاشك أن شر الناس في هذه الحياة وبالذات في هذه الآونة الدقيقة التي تمر بحياة المجتمعات لا يقولون الحق لأن في هذه الحياة الكثير من العجائب وفيها الكثير من الصدق ومنها الذين يقولون الحق وفيهم من لا يقول الحق وحتى المجموعة الخيرة من الناس التي تعيش في أعماق العفة والفضيلة وهذه الفئة التي يصفونها بالخيرة والأمينة الصادقة ولكن هذا وذاك لا تقول الحق ولذلك أصبحت المجتمعات لا تلوم الذين يكذبون أو يسرقون أو يلفون ويدورون لأن الحياة أصبحت لف ودوران ولذلك أن التأمين الصحي عندما بدأ عمله في خدمة علاج المواطن بالبطاقة الصحية في هذه الولاية وغير هذه الولاية، وحقيقة كان في البداية عمله عملاً جميلاً ومفيداً أشبة بالمرأة الحسناء والشابة الساحرة ذات الاريج الفواح وهي في ريعان شبابها إذا مشت مشيتها صحة ورزانة، واذا ابتسمت بسمتها تترك البهجة في النفوس لأنها ممشوقة القوام ممتلئة الجسم تحمل من خلفها أجمل وأروع المخالب التي تترك الشرشحة في نفوس كل من يراها لأنها مستديرة الوجه قمحية اللون تعجب بجمالها وقوامها الذي وهبته لها العناية الالهية حتى نمل الارض إذا راها بتلك الصورة الابداعية الجمالية يقف ولا يتحرك احتراماً وأدباً وإعجاباً وتقديراً لذلك السحر الذي تحمله تلك المرأة بذلك القوام الساحر وهكذا كان التأمين الصحي في بدايته عندما كان في ريعان الشباب نظام وإهتمام بحياة المرضى واختيار الكادر الصالح من الاطباء الذين يعملون في دائرة التأمين الصحي، الأطباء الذين لديهم خبرة طبية ومكانة فكرية في تشخيص المرض والمعاملة الرقيقة مع المرضى، ولكن في الأيام الأخيرة من عمر التأمين الصحي الذي شبع فيها من جمع البطاقة الصحية لأن معظم المواطنين اشتركوا في التأمين الصحي بالبطاقة العلاجية وعندما شبع مادياً صار في حالة كئيبة مثل تلك المرأة الجميلة التي ضربنا بها المثل في مستهل هذه السطور وهي في ريعان شبابها يدفعها النشاط الجسمي لمواصلة العمل وانجاز المعجزات، ولكن عندما التفت من حولها الكهولة فصارت تقاسي قسوة الايام الجميلة الفائتة التي كانت ترتسم على ملامح وجهها وعلى ما كانت عليه في شبابها من الجمال المفرط الذي ليس له حدود لأنها كانت رشيقة القوام ومحتفظة بآثار الجمال رغم ما مر بها من تكدارات الحياة فبدون شك جمال التأمين الصحي إختفي واحتل مكانه الكبر والكسل وعدم المبالاة كما حدث لتلك المرأة وأصبح صورة باهتة مثل العمل الذي لا رجاء فيه ولا أمل لأنني التقيت بشباب الحي الجنوبي وحقيقة أن السيد عبدالخالق بشرى رجل مسؤول يتابع أغراض المواطنين وحاجاتهم بدقة وسلوك وأخلاق ولأنه إذا بدأ عمل يتمه مهما كان صعباً أو عسيراً لأن سلوكه وخبرته في الحياة جعلته أن يكون قادراً على تحمل الصعاب، ولذلك كل مواطني الحي الجنوبي يعتمدون عليه في الصغيرة والكيبرة وهو بدون شك أهل لهذه المكانة من سلوك وخبرة وتجارب في العمل الوطني والوظيفي، ولذلك أصبح قامة كبيرة من القامات والهامات الوطنية التي لها إعتبار في نفوس المواطنين البعيدين والقريبين والذين يحيطون من حوله في ثقة تامه لها المكانة الاجتماعية ومن ذلك اللقاء الذي يضم عدداً كبيراً من شباب الحي الجنوبي الشباب المسؤول الذي يتحمل المسؤولية الوطنية التي تستفيد منها الاجيال القادمة، وحقيقة أعجبت من سلوك هؤلاء الشباب الذين تدفعهم الوطنية أن يروا وطنهم فيه صورة إبداعية من العمل الوطني وفيه صورة جمالية من الحياة الكريمة، العمل الذي يرجع بعائد روحي للوطن، فذكروا ذلك الاجتماع بأن التامين الصحي بالمركز الجنوبي نقل خير الأطباء الذين يعملون بأخلاق وسلوك ملائكة من دكتور نور الدين ذلك الطبيب الانسان الذي يخدم كل مريض وكل من يحتاج الى خدمته ويحترم مواعيد عمله، قال أحد الشباب جاء مريض ودفع قيمة التذكرة التي يقابل بها الطبيب للكشف عليه، ولكن الطبيبة الموجودة امتنعت من مقابلة المريض بحجة أن الزمن المحدد للعمل لقد انتهي ولكن هؤلاء الشباب يصرون في حديثهم على أن اللزمن بقية كبيرة وأكثر من ساعة، ولكن الطبيبة أصرت أن لا تقابل المريض فهذه الأسباب القبيحة التي لا تليق سلوك الطبيب لأن الأطباء رسل الانسانية وملائكة في الأرض لخدمة الانسانية التي دفعت هؤلاء الشباب لمقابلة رئيس اللجنة الشعبية الذي يملك المقدرة والقدرة لمعالجة هذه المشاكل الإنسانية وإحقاقاً للحق أن التأمين الصحي كان مثل تلك المرأة الحسناء الساحرة في بداية حياتها أما اليوم فإنه يحتاج الى دربات من الشعور بالمسؤولية وأن يكون في الوريد حتى تعود له صحته وعافيته ويستطيع أن يواصل نشاطه الإجتماعي نحو الإنسانيه التي لا تغيب ولا تخفى.. وغداً سأواصل باذن لله.