صادف الأسبوع الماضي الإحتفال العالمي بعيد أول مايو وهو اليوم الأول من مايو الذي حدتت فصوله في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتحديد حيث وقعت الأحداث وسط عمال الجرارات الزراعية في إحدى الولاياتالأمريكية حيث كان الإضراب حول تدني الأجور فحدث الإضراب والإعتصام ثم الإحتكاك المباشر مع الشرطة التي استعملت الذخيرة الحية والتي راح ضحيتها بعض العمال، والغريب أن الشرطة قد أنكرت الحادثة ولكن في سكرات الموت اعترف مدير الشرطة بأنهم أي الشرطة هي التي قامت بقتل العامل ومنذ ذلك الزمان فإن الأمم تعتقد أن هذا اليوم «أول مايو» عيداً عمالياً للعمال في العالم ليس في الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب بل في انحاء العالم، بل ظلت روسيا تتبنى هذا اليوم وجعلته إجازة كل عام حتى ظنّ كثيرون أن هذا اليوم قد إبتدره الروس وأن تلك النقابة أي نقابات الجرارات التي إستشهد عمالها من أجل تحسين الأجور بأن منشأها الإتحاد السوفيتي. مهما يكن من أمر فإن الحال قد إختلف جداً الآن وأصبحت الطبقة العاملة التي تصنع الحياة من أكثر الطبقات إنحطاطاً إن كان ذلك على المستوى الثقافي والتعليمي والإقتصادي والإجتماعي وحتى السياسي فالأنظمة القهرية التي تحكم معظم دول العالم وحتى من تدعي الديمقراطي لا تعطي العامل حقه بل تعتبره مواطن درجة ثالثة، وهي لا تدري وقد تدري بأن هذا العامل الذي يصنع الحياة ويشكل اتجاهها في المستقبل.. حرياً بنا ونحن نستقبل هذا اليوم التاريخي العالمي في تاريخ الشعوب أن نستعرض حال طبقتنا العاملة بالسودان وأيضاً وجب علينا أن يستعرض استعراضاً سريعاً تاريخ الحركة العمالية بالسودان التي لعبت دوراً مههاً في تاريخ الحركة الوطنية السوادنية ولها أثر فعال مع الأحزاب والمنظمات السودانية في طرد المستعمر من السودان والشاهد أن القيم والمثل العليا التي غرستها الحركة العمالية ما زالت بذورها لم تينع بعد وإن كان شهداء الحركة العمالية أمثال الشفيع أحمد الشيخ قاسم أمين أحمد السيد سلام محجوب الزبير وكثيرون لا تسع المساحة لذكرهم أن نستعرض ونستلهم قيمهم وأخلاقهم ونضالاتهم من أجل الحياة العمالية السودانية التي تعيش الآن على هامش الحياة لا أثر ونقابات بمسميات وهمية لا أثر ولا نفع لها في الحياة العمالية السودانية إذ أن العامل السوداني يظل الشريحة الوحيدة التي تعيش في فقر مدقع، وتخلف ثقافي وصناعي كبير، وما زلت وسأظل أكرر ما لم ينصلح حال هذه الطبقة المغلوب على أمرها.. فلا تطور زراعي ولا صناعي في السودان وإن كنا قد حاولنا الإستعاضة عن هذه الطبقة بطبقات خارجية لا تحل محل العمالة السودانية.. ولكن هيهات وهيهات ويلاحظ أن وسائل الإعلام بكل صورها المعروفة لم تشر الى هذا اليوم لا من بعيد ولا قريب ما عدا أقلام شريفة وطنية تناولت هذا اليوم الخالد في تاريخ الشعوب، كما أن اتحادنا وأعني به إتحاد عمال السودان ما أظنه قد خطر بباله أن يحتفل بهذا اليوم العظيم في حين أنه يهتم بإحتفالات تافهة لا قيمة لها في تاريخ الحركة الوطنية السودانية. وسيظل مفتاح السر في تطور الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية الإهتمام بالعامل السوداني ووضعه في مكانه المناسب بزياد ة راتبه ومستوى تعليمه وتدريبه بدلاً من الفتات التي نعيشه في أسوأ صوره. ٭ لكزة ٭ ياوالي الخرطوم آخر الأخبار عن حل مشكلة المواصلات ٭ ولسه مدير مواصلات العاصمة لم يقدم إستقالته حتى الآن؟!!