لمجتمع عالمي خالٍ من الظلم والقهر والحرب.. مجتمع عالمي حر .. بعيد عن جنون الإمبريالية والرأسمالية الشرهة .. التي تعيش على كد وعرق العمال .. الإمبريالية.. التي ظل إتحاد العمال العالمي يقود نضالاً ضد إستغلالها.. ككيان عالمي يقود الطبقة العاملة.. تتراص النقابات العمالية في جبهة عريضة تناضل بكل أسلحة النضال ضد الإقطاع والإحتكار وإستبداد الرأسمالية وظلم الحكومات.. جاعلة السلام العالمي هدفاً إستراتيجياً لها كحركة نقابية والحريات الديمقراطية والنقابية واجباً.. فنضالها الدؤوب يتواصل ضد العنف.. المضربون من العمال والمعلمين في كوريا الجنوبية والمكسيك وهجمة النظام الكولمبي ضد النقابيين المناضلين.. وتهديد عمال البناء في إستراليا.. فالإتحاد الدولي للعمال الذي ينادي بالسلام العالمي ضد التسليح النووي.. السلام الحقيقي.. لا سلام أمريكا.. سلام عالمي يساعد الدول النامية.. لا سلام الناتو حيث يحصد الرصاص والبارود العمال.. فالعمال أكثر سكان هذا الكوكب تعرضاً للموت أثناء الحروب.. فالتاريخ العالمي يسجل ملايين العمال الذين ماتوا في الحروب في فيتنام وكوريا وفلسطين وفي العراق.. فكانت الحركة النقابية بتضامنها الأممي وكفاحها ترياقاً ضد الحروب.. وظلت عبر تاريخ طويل ملئ بالتضحيات والكفاح هي خط الدفاع الأول للعمال .. نضال.. لرفع الأجور وتحسين أوضاع العمل الصحية والنفسية والأمنية وبصبر وكفاح انتزعت الحقوق لذا جعل الإتحاد العمال الدولي إستقلالية النقابات العمالية (شرطاً).. فالنقابة (المملوكة) لحكومة لا تستطيع نزع حقوق العاملين.. فمبادئ الحركة النقابية العالمية قائم على إستقلالية النقابات.. والحرية النقابية - فأظن أن التغيير الذي أحدثته النقابات العمالية في بولندا تأكيد على أن القوى النقابية المسنودة بالعمال قادرة على صنع التغيير.. فالنقابات المستقلة عن الأحزاب تستطيع أن تحارب سياسات الحكومات التي تثقل كاهل العمال.. فالإتحاد الدولي للعمال الذي تقوم مبادئه على الديمقراطية والحرية يقرع أجراس الخطر لحقوق الإنسان التي تشن عليها الحكومات الأمريكية والبريطانية وحلفائهم حرباً تحت غطاء مكافحة الإرهاب.. فهي تدرك أن مكافحة الإرهاب كلمة حق أريد بها باطل.. فالسلاح الذي تشهره الحركة النقابية لتحقيق رفاهية العمال.. هو سلاح العلم فعبر التطور العلمي والتقني ترفع الحركة عمالها مستهدفة الشباب.. فبالعلم والثقافة تتحسن حياة العاملين وتتحقق مطالبهم الإقتصادية والعمالية والتأمينية. فالحركة النقابية قوة محركة للتاريخ.. تصنع التاريخ لا يصنعها التاريخ.. ولبناء قيادة نقابية قادرة على قيادة المسيرة النقابية فإن القبول الجماهيري للقيادة واحد من مطلوبات القيادة العمالية.. وإن النقابات الحية الفاعلة.. لا تكون إلا بالجدية والمصداقية.. وهذا يتطلب على النقابات التخلي عن البيروقراطية ونقابات (الصفوة) ومطلوب منها العمل الجماعي والنقد والأسلوب الديمقراطي.. فهذه هي المرتكزات التي يقوم عليها العمل النقابي الراشد والقوي الفاعل - لهذا كان هذا النهج - هو الذي أدى إلى نجاحات الحركة النقابية العالمية - فالإتحاد العالمي بمبادئه الإنسانية التي تحترم تقاليد وتراث وحضارة الشعوب ووقوفه بشدة ضد فرض أسلوب الحياة الأمريكية التي لا تحترم تاريخ وحضارات الشعوب.. فهذه المرتكزات تجعل المستقبل للنقابات.. فهي حكومات مجتمع تملك الإرادة والجماهير.. تملك القوة ضد الإستبداد والإستغلال.. فالمستقبل للنقابات التي هي أقوى من حكومات الدول . ٭ نقطة أخيرة: ملتقى نقابات عمال أفريقيا تحت شعار«معاً نجعل أفريقيا في الطليعة».. تأكيداً على أن مسيرة الحركة العمالية السودانية - تظل علامة (بارزة) في تاريخ وحاضر ومستقبل العمل النقابي في أفريقيا والمنطقة العربية والعالم أجمع.