تحدث أحدهم عن أن داخليات البنات الجامعيات تعاني من عجز في الخدمات ونقصاً في المواد الإعاشية الغذائية مما تسبب في قلق وإنزعاج الطالبات ،وما قد يؤدي لإصابتهن «بالأنميا» لا قدر الله، علماً بأن جميع أولئك الطالبات أو غالبيتهن.. أعني الملتحقات بجامعات ولاية الخرطوم، هذه غالبيتهن من بنات الولايات السودانية الأخرى، الشىء الذي يحتم مراعاتهن وتوفير كل احتياجاتهن الإعاشية من مأكل ومشرب وعلاج وكل سبل الراحة الكاملة لهن لأنهن بالبداية يعدن مغتربات ولائياً داخلياً لطلب العلم بحسب توزيعهن وانتسابهن لولاية الخرطوم ومن ناحية أخرى، قطعاً إنهن أو غالبيتهن من بنات الفقراء والمساكين من الناس الذين لا يمكنهم توفير كل الإحتياجات المادية لبناتهم ،ومن هذا يصبح على الجهات المعنية توفير هذه الإحتياجات لطالبات الداخليات بعداً وتلافيا ًلهذا الذي ذكره ذلك المواطن منسوباً لتلك الداخليات على حد قوله، وبالطبع ان هذا يعد من أولويات تلك الجهات المشرفة عليها، وهذا ما يحدث في جميع انحاء العالم من أهمية لإستجابة كل متطلبات الداخليات الجامعية وغيرها من مواقع وروافد تعليمية علمية حتى يجد المقيمين والمقيمات بها المناخ اللازم لإكتساب العلم والمعرفة كل في مجاله، ولما كنت غير مؤمناً أو مصدقاً لكل ذلك الذي ذكره ذلك المواطن من اهمال قد نسب لتلك الداخليات وبحثاً لحقيقته من منطلق ثقتي في القائمين بأمرها من المشرفين والمشرفات عليها.. فقد قمت بتكليف إحدى قريباتي بالوصول إلى تلك الداخلية التي دار حولها الحديث، وبعض من دونها؛ للتأكد عن ما نسب إليها أو إليهم، وذهبت مندوبتي في زيارة لداخلية البنات المشار إليها والأخرى ذهبت وأتتني بعد لقاء وحديث ومراجعة مع أولئك المشرفين، وجاءتني بالحقيقة المثالة والواقع المعاش فعلياً للطالبات بتلك الداخليات الجامعيات، فقالت بأن عموماً الحالة ليست كما ذكرها محدثك فبالنسبة للإعاشة متوفرة والرعاية ماثلة من جانب المشرفين والمشرفات في تلك التي زرتها، والأمن مستتب والعناية ماثلة إلا أن ما يؤخذ عليها أن هنالك بعضا ًمن ضعف في بعض الخدمات ووسائل العلاج، وهذا الجانب تحدثت عنه مع أولئك المشرفات اللائي وعدنني بمعالجته مع الجهات المسؤولة، وهذا ايضًا على حد قول مندوبتي بالنسبة لداخلية واحدة أو اثنتان على الأكثر بين تلك الداخليات التي انتشرت بالآونة الأخيرة في هذه الولاية، والتي تحتضن كميات مهولة من طالبات الجامعات اللائي غالبيتهن كما ذكرت واردات من الولايات الأخرى، التي تتنوع في مقدرات أهاليها لتوفير الكفاية المصرفية لبناتهم كما اسلفت، ومن هنا يقع الدور الكبير على الدولة ،إدارات الجامعات لسد ما يبدر من احتياجات للطالبات وما أكثرها كما هو معلوم في مجال البنات بالذات، واذا تمكنا من القول بأن تلك الجهات أصلاً لم تقصر أو تألوا جهداً في ذلك يصبح لابد لنا من المطالبة بالمزيد تجاه كل ما هو واجب من متطلبات اجتماعية تمهيدية لمسارات حياة اولئك الطالبات بالداخليات الجامعية بما يمكنهن من اكتساب العلم والتحصيل كل في مجالها المؤدي للنجاح المستقبلي الباهر الذي ينتظرنه وينتظره أولياء أمورهن وعامة البلاد فيما يؤدي للتنمية البشرية والإنتاجية الضاربة في تقدم وتطور هذا السودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تنتظره منهن الأجيال القادمة وهذا كما قلت هو المعمول به في جميع دول وبلدان العالم من عناية بالتعليم في جميع مجالاته التي من أهمها المجال الجامعي الذي نحن بصدده وبصدد داخليات طالبات الجامعات. وذلك حسماً للإشاعات التي تدور حولها من اهمال في حقها كما ذكر لي ذلك المتحدث، والذي انتفى على الأقل في بعضها التي زارتها مندوبتي، ولكن ذلك بالطبع لا يستبعد بعضاً من صدق ما ذكر الشىء الذي يحتم علينا الإشارة الى الجهات المعنية بشؤون الداخليات المزيد من المتابعة المباشرة واللصيقة بكل ما يدر فيها وحولها ،المهم أن هدفنا من ذلك هو مزيداً من المتابعة لداخليات البنات.