سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في صالون الرّاحل سيد أحمد خليفة عبدالرحمن الصادق المهدي يُقدم مبادرةً لتوحيد الجبهة الداخلية
مجلس قومي للسلام تُشارك فيه كل القوى السياسية حاكمة ومعارضة
القوات المسلحة قادرة على حسم التفلتات.. وعلينا أن نعمل على رفع قدراتها لأنها تحمي السلام والاستقرار
تداعت الآلام والمحن.. وشمرت الدسائس والمؤامرات عن ساعديها وأحاطت ببلادنا العزيزة وإنسانها الطيب النبيل.. ويأبى المضلون إلا أن يدسوا سمهم في جسد هذا البلد الطاهر، ولكن يظل صوت العقل وسط ضجيج الظنون هو الراجح وهو الغالب، لأن العقل والبصيرة يقودان الأمور عبر سفينة الحوار والتفاوض إلى بر الأمان.. وهذا ما فعله صالون الراحل سيدأحمد خليفة، وسط موجات الغضب والظنون والصراخ ونظرات التشاؤم والاستسلام.. جاء الصالون لينعقد ويطلق الصراح لصوت العقل، ليقول كلمته وسط كل هذه الاجواء.. لينقيها من شوائب النفوس وضيق الأفق..فوضع عنواناً كبيراً لم يدرِ بخلد أكثر المتفائلين وهو «مطلوبات توحيد الجبهة الداخلية».. وهي صرخة في وادي ظلام الخلافات والتشتت.. أراد بها الصالون أن تضع منهجاً للنهايات السعيدة، بدلاً من النهايات المأساوية.. التي من الممكن أن تنتظر بلادنا. واطلق من خلال هذه العبارة القوية عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية، العنان لكلماته القوية ورؤيته الثاقبة بهدوء القادة.. ورزانة الزعامة.. مبادرته لتوحيد الجبهة الداخلية.. ورغم أن المبادرة طفل يخرج إلى الحياة بصرخة الميلاد إلا أن الحوار كان كفيلاً بأن يبثَّ في جسدها النحيل بريق الحياة.. على أن تتهيأ لها ظروف النمو الطبيعية، ويبعد الله عنها أعداء النجاح، والرجرجة الدهماء، الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا ..وهم يدخلون أنوفهم في كل ما من شأنه مصلحة السودان ووحدته. بدأ الصالون هادئاً وقادت منصة الحوار لأول مرة بجوار«عادل سيدأحمد» الإعلامية «عفراء فتح الرحمن» من قناة الخرطوم الفضائية.. وازدات الاجواء سخونة حينما أمطر الصحفيون مساعد الرئيس بأسئلة.. هم يعلمون جيداً أنه لن يجيب عليها، لأن بعضها خارج عن دائرة اختصاصه، وبعضها لا يستحق، ورغم ذلك، فإن مساعد الرئيس قال ما يريد أن يقوله .. وقاد بهدوئه الصالون إلى أن انتهى إلى ابتسامات ورضاء.. وفوق كل ذلك فإنه قد زرع الأمل في النفوس رغم حالة التشاؤم العامة بأن القادم أفضل وأجمل وأنبل.. لأن إرادة الحل والتغيير وجمع الناس إلى كلمة سواء ستكون هي الغالبة في نهاية الأمر. بداية ساخنة عادل سيدأحمد قدم في بداية الصالون كلمة ضافية قال فيها إن السيد عبدالرحمن الصادق ظل يقوم بدور الحوار مع كافة أطراف القوى السياسية المختلفة داخل وخارج السودان، وإن شخصيته، وجهوده تجد قبولاً عند الجميع وأننا في صالون الراحل سيدأحمد خليفة وجدناها فرصة وسانحة بوجود شخص بكل هذا القبول من كل الأطراف معنا اليوم لإدارة حوار حول مطلوبات توحيد الجبهة الداخلية، في هذه الاجواء النهارية الساخنة مناخاً وطبيعة وسياسة.. وماذا يمكن أن يفعل عبدالرحمن الصادق لتحقيق هذه المطلوبات. أما الإعلامية عفراء فتح الرحمن، فقد أشعلت نار الأسئلة منذ البداية، حينما تساءلت عن الضمانات التي يمكن أن تتوفر لعدم اجهاض مبادرة عبدالرحمن الصادق داخل المؤتمر الوطني، خاصة وإن الإشكالية في مثل هذه المبادرات دائماً ما تكون في قبول الطرفين للمبادرة. تشخيص دقيق عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية ابتدر حديثه مترحماً على روح الراحل سيدأحمد خليفة، مثنياً على أبنائه الذين يسيرون على درب رسالته الوطنية، وقد بدأ مساعد الرئيس حديثه بوصف دقيق للوضع الحالي في البلاد. أولاً: الأمن يجب أن يتجاوز حالة الدفاع إلى ما من شأنه الوقاية من أي مهددات أمنية، ولابد من بناء القدرات للقوات المسلحة؛ لأنها صمام الأمان للبلاد. ثانياً: اقتصادياً، لابد من كفالة «المعايش» للمواطن ثالثاً: خارجياً، لابد من التعايش مع كل الكيانات الخارجية والتوصيف الحالي للوضع الأمني أنه أزمة، ولكننا يجب أن نحولها إلى فرصة.. نستنهض من خلالها عزائمنا ونمضي في وضع حلول لمشاكلنا ،ونوحد رؤانا ومواقفنا ونمضي في بناء القوات المسلحة؛ لأنها الداعم الأساسي للاستقرار.. وبث روح الرغبة في الانضمام للقوات المسلحة، التي ضعفت وتأثرت بما تأثر به المجتمع اقتصادياً، فأصبح الشباب يبحثون عن المهن التي تدرُّ عليهم ربحاً سريعاً مثل التنقيب عن الذهب وغيره، والحكمة تقول «إذا أردت السلام فاستعد للحرب». موقف استراتيجي أما السلام، فإن موقفنا منه موقف استراتيجي لا يتأثر بالمواقف الآنية، وفي مثل الظروف الحالية يجب أن نرد العدوان أولاً. ويمضي عبدالرحمن الصادق في سرده قائلا: إن علاقتنا مع الجنوب يجب أن تكون علاقة استراتيجية تقوم على أساس المصالح المشتركة بين الشعبين، وطالب من خلال حديثه الأسرة الدولية بإثبات حسن النية، وإدانة العدوان الذي تم، ونحن نجلس في طاولة الحوار والتفاوض. حوار ومعلومات وكشف عبدالرحمن الصادق وهو يتصفح أوراق أفكاره عن استعدادهم لإشراك كافة القوى السياسية في الدستور الجديد، حتى يكون أكثر قومية، واستغرب عن رفض البعض للمشاركة فيه، وطالما اتيحت لهم الفرصة لابداء رأيهم وملاحظاتهم فلماذا لايشاركون حتى يضمنوا أن الدستور الجديد قد تضمن كل مطالبهم، وأن الدستور يطبق على الجميع، فلايجوز أن تقوم بوضعه جهة واحدة، وأخذنا على أنفسنا عهداً بأن نشرك ونحاور ونفاوض كل القوى السياسية، طالما أنها رفضت الاستنصار بالأجنبي واستخدام القوة. بالنسبة للإعلام، فإننا قد كونا غرفة معلومات لتمليك المواطن السوداني المعلومات أول بأول، لأن الإعلام له دور كبير في توحيد الجبهة الداخلية بايصال المعلومة الصحيحة، والسودان آية في التعايش السلمي، وأعداء السودان يريدون إضعافه بالفكرة الإثنية، والمطلوب من الإعلام أن يدين هذا التوجه. مبادرة لجمع الشمل واطلق عبدالرحمن الصادق المهدي فكرة مبادرته التي قال إنه استوحاها من الاجواء العامة التي سادت البلاد، وأن التجربة أوضحت أن في القضايا العليا يُقدم الجميع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، كما حدث في أحداث هجليج، وضرب مصنع اليرموك، والآن في أم روابة وأبو كرشولا، وفكرت أنه يجب أن تكون هناك آلية تجمع بين الرأي والرأي الآخر، وهي عبارة عن مجلس أو آلية يلتقي من خلالها فرقاء الوطن ويجلسوا ليناقشوا قضايا الوطن المتفق عليها، ولنترك ما اختلف عليه جانباً.. واقترحت تكوين مجلس قومي للسلام يضم الأحزاب الحاكمة والمعارضة، وسنطرح هذه المبادرة من خلال العديد من المنابر، وسنذهب بها إلى كل قيادات ورموز الوطن، لأن السلام يهم السودان كله، وهي فكرة وليدة، أردنا أن نطرحها لكم من خلال هذا (الصالون)، ولابد أن نسمع رأيكم حولها، فهي لم تتشكل بعد، ومن خلال حديثكم يمكن أن نعثر على الأساس الذي يمكن أن تنطلق منه هذه الفكرة. ادانة للعنف وطالب عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد الرئيس الجميع بأن يرفضوا العنف والاستنصار بالأجنبي؛ لأنه خارج الأطر.. والذين اعتدوا علينا مؤخراً كنا نجلس معهم للمفاوضات بأديس أبابا، واستغرب مساعد الرئيس تصرف اولئك الذين لم يدينوا العدوان؛ لأن مثل هذا العدوان يُعيق تقدم العملية السلمية التي ينشدها الجميع. -- من شرفة الصالون ٭ محمد شيخ العرب تساءل عن الأدوات التي اتخذها عبدالرحمن الصادق للقيام بهذه المبادرة.. وهل الأجواء مناسبة للقيام بمبادرة بهذا الحجم، تتطلب توفر جو عام من الديمقراطية؟. ٭ الفاتح محمد الأمين قال: إننا نواجه حرب تقودها اسرائيل والدول الغربية، تُستخدم فيها الأسلحة الحديثة؛ لذلك يجب علينا أن ننتبه جيداً، والحديث عن الجبهة الداخلية يجب أن يتبعه حديث عن حرية الصحافة؛ لأنها المدخل لوحدة الجبهة الداخلية. ٭ محمد عبدالقادر سبيل، تساءل عن الصفة التي قدم بها عبدالرحمن الصادق المبادرة.. هل هي صفة شخصية أم حزبية أم صفة انضمامه لمؤسسة الرئاسة كمساعد للرئيس؟ وماهو الجديد الذي جعل مساعد الرئيس يتقدم يمثل هذه المبادرة ويشعر بأن تحقيقها ممكن؟. ٭ أبشر رفاي، كعادته رمى بأدواته الفلسفية، وشخّص الأزمة وقال إن علاج الأزمة لا يتم إلا من خلال الفكر، وطالب عبدالرحمن الصادق بمخاطبة المسكوت عنه.. حتى تشق مبادرته طريقها. ٭ خالد ساتي، اقترح أن يتم تكوين مجلس حكماء لمناقشة قضايا البلاد.. وتساءل كيف يمكن أن نصل إلى هؤلاء الحكماء، وهل هم موجودون؟. ٭ عوض الله الصافي، قال إن المفاوضات الحقيقية هي المفتاح لحل قضايا البلاد، والصراع دخل شمال كردفان.. والوقت غير مناسب للحديث عن الدستور. ٭عفراء محي الدين، قدمت الفرصة لشيوخ الصحفيين واختارت أن يمثلهم رحاب طه.. ولكننا نذكَّرها بأن شيخ الصحفيين هو الأستاذ الفاتح محمد الأمين، مستشار تحرير صحيفة «أخبار اليوم» واللقب ناله بصورة قانونية من خلال لقاء وزير العدل بالصحفيين الأسبوع الماضي، وأصبح ماركة مسجلة لديه، التحية لشيخ الصحفيين الفاتح محمد الأمين. ٭أبوبكر الزومة، قال إن هذه المبادرة جاءت في وقتها المناسب ولكن ماهي الضمانات التي يمكن توفرها لتحقق هذه المبادرة اهدافها؟. ٭ عبدالرحمن الأمين، قال إن المشكلة ليست في المتفق عليه، وإنما في ما اختلف عليه.. وتساءل هل هذه المبادرة متفرعة من دعوة الرئيس للحوار الوطني؟ ٭ عاصم البلال، قال إنه منذ فترة وصل إلى قناعة بأن السودان التقليدي إلى زوال.. في كافة المجالات. ٭ عادل سيدأحمد، قال إن أي مبادرة يجب أن تقرأ الواقع وتتعافى معه.. وتساءل هل التقى عبدالرحمن الصادق في سبيل انجاح الفكرة بالدكتور الترابي، والميرغني، وفاروق أبو عيسي والإمام الصادق؟ شهد (الصالون) لأول مرة مشاركة الفريق طارق محمد عثمان الطاهر الأمين العام لنادي المريخ ورحب عادل سيد أحمد بحضوره. قبل بداية (الصالون) جرت مباراة ساخنة في تنس الطاولة بين عادل سيد أحمد وخالد ساتي، وسط تشجيع الصحفيين ورؤساء التحرير.. المباراة انتهت تعادلية تضامناً مع أجواء الصالون الوفاقية.