أعلنت القوات المسلحة عن وضعها خطة وتدابير إحترازية لوقف الدعم الذي يأتي من دولة الجنوب للحركات المتمردة بجنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وذلك بوضع قوات وأبتكار خطط مراقبة على الحدود والنقاط التي يتسلل منها الدعم الى التمرد وهي خطة لاشك أنها ستكون فاعلة جداً للحد من هذا الدعم طالما فشلت دولة الجنوب أو رفضت إيقاف الدعم والضغط على الحركات المتمردة لوقف نشاطها السالب المنطلق من دولة الجنوب ولعل هذه الخطة الجديدة ستضع جوبا على المحك وتحت مجهر رقابة القوات المسلحة لتحديد دعمها للتمرد من عدمه وبعد مطاردة التمرد ودحره بالكامل يتوجب على حكومة الجنوب تحمل مسؤليتها الكاملة عن أي تحرك جديد من داخل أراضيها وستكون تقارير الجيش ووحداته المرابطة على الحدود هي التي سيتحدد على ضوئها قرارات القيادة السياسية بوقف تنفيذ الإتفاقات المشتركة مع جوبا وإتخاذ القرار والموقف الذي يلزم لمواجهة عدم التزام جوبا بتعهداتها المشهودة أمام المجتمع الدولي والإقليمي ممثلاً في الإتحاد الأفريقي الذي رتب للحوار والإتفاق بين الخرطوموجوبا ووقع عليها الرئيسان البشير وسلفاكير ,وقد وجه الرئيس البشير إنذاراً نهائياً لجوبا على خلفية الدعم للتمرد الذي لم يتوقف وقال اننا سنعرف اذا كان جوبا توقفت عن الدعم أم لا وحينها سنوقف تنفيذ الإتفاقيات كلها بما فيها النفط وقال نصاً(ليشربوا بترولهم) والواقع ان جوبا ظلت تقف عاجزة تماماً عن إتخاذ قرار نهائي ازاء تحركات التمرد وتحرص في الجانب الأخر على ضرورة مرور نفطها عبر أراضي السودان وتدفقات عائداته الدولارية دون الإلتزام ببقية الإتفاقات التسع جملة واحدة كما نصت على ذلك ,فالإتفاقات لاتتجزأ ولكن يبدو أن الضغوط التي تمارس على الرئيس سلفاكير من الخارج ممثل في إسرائيل واللوبيات الأمريكية المرتبطة بالكيان الصهيوني علاوة على عدم توحيد الجبهة الداخلية نفسها للجنوب بما فيها الحركة الشعبية الحاكمة فيما يختص بشكل العلاقة الإستراتيجية والتطبيع الكامل مع السودان تعقد المضي في هذا الإتجاه وتعمل على تباعد وجهات النظر كلما تقاربت بين الدولتين ويصبح التصعيد والتشاكس هو النتيجة الطبيعية لعلاقة البلدين ,الحدود المشتركة شاسعة وتربو على الألفي كيلومتر ويصعب مراقبتها كلها والسيطرة بالقوات الأمنية والعسكرية ولكن يمكن أن تحرسها المصالح المشتركة والتبادل التجاري والرعي والحراك القبلي الأمن والقناعات الراسخة بأزلية العلاقات بين الشعبين بمكوناتهم الإجتماعية المختلفة وليس تغذية الصراعات الداخلية في أي من الدولتين على نحو ماتفعل حكومة الجنوب الأن وتحتاج جوبا أن تفهم وتتوصل لهذه القناعة قبل فوات الأوان وقبل أن تندلع مواجهات وحرب حقيقية بين الدولتين بدلاً من الجوار الأمن والمنفعة المتبادلة وقول ذلك لأنه اذا لم تتوقف جوبا عن دعم التمرد فإنه وفقاً لخطة الجيش الجديدة تكون الصدامات العسكرية حتمية ولامفر منها فلايمكن لأي دولة القبول بمثل هذا الوضع القائم وهي تتعرض للهجوم المتكرر الذي يروع الأمنين ويستنزف مقدرات البلد ويوقف مشاريع التنمية فلابد من حل جذري واذا لم تختار جوبا الحل السلمي العقلاني المرضي للطرفين ستكون قد أختارت سلفاً الخيار المر وهو الحرب وإدامة أمد الصراع في نطاقات واسعة بالدولتين وهذا قطعاً ليس من مصلحة الدولة الخديج التي لم تتشكل بعد وتحتاج الى الأمن والإستقرار لبناء نفسها وتحقيق الرفاه والطمأنية لشعب الجنوب الذي تسببت الحركة الشعبية قديماً وحديثاً وماتزال في تشريده وعدم إستقراره رغم أنها اصبحت دولة قائمة ذاتها ويفترض بها التحلي بالمسؤولية إنطلاقاً من ضرورات المرحلة والبون الشاسع بين أن تكون حركة متمردة وبين أن تدير دولة.