المعاش هو النتيجة الحتمية لكل عامل ولكن عند وصول سن المعاش تتبخر الأحلام والآمال العِراض ويُصيب الإنسان حالة من اليأس والقنوط خاصة إذا كان هناك عطاء بلا حدود في مجال العمل فضلاً عن الحالة النفسية السيئة التي يُعاني منها المعاشي ويمتد به الى الأسرة بل الى المجتمع بأسره حتى يصبح يعض على بنان الندم لما وصل إليه من حالة، فهل يصبح المعاشي عالة على الأسرة كما يُحِس هذا الإحساس العميق بعد أن كان هو العائل الوحيد لها وفي كثير من الأحياء نري تجمعات أرباب المعاشات وهم يتناولون أحاديث في ضروب الفن والثقافة والسياسة وحتى في كُرة القدم، وبعضهم يحكي عن ذكرياته الجميلة عندما كان في عز شبابه. عطاء بلا دحود لنرى في السطور القادمة ما يحمله أرباب المعاشات من ذكريات جميلة للوطن. جلست مع بعض من أرباب المعاشات في إستدعاء الذكريات الجميلة فماذا قالوا ؟ ٭٭ سنوات دفاعاً عن الوطن العم الذين عمر بلغ من العمر عتيا يتحدث بنبرة الفخر والإ عزاز عندما قضى سنوات عمره جندي مخلص في القوات المسلحة كيف وأنه دافع عن تراب هذا الوطن وحمل السلاح حامياً عن حياض الوطن فهذه كانت أجمل أيامي. ٭٭ نشاط وحيوية العم عبدالعزيز علي: إن فترة عمله إمتدت لأكثر من ثلاثين عاماً عملاً متواصل بلا إنقطاع، وقد أفنى ذهرة شبابه وسعيد بذلك العطاء المتصل ولكن عندما علم بخبر إحالته للمعاش أصابه الإحباط وبدأ اليأس يتسلل الى نفسه، هل عطاءه قل أم ماذا؟؟ فهو لازال يمتلئ نشاطاً وحيوية وقادر على العطاء ولكنها سن المعاش الإجباري الذي يطال كل العاملين فهو شر لابد منه وحتى يهرب من هذا الواقع يجتمع مع أرباب المعاشات ويعيشون على الذكريات الجميلة. ٭٭ المعاش حلم وردي ولكن !!!! العم عثمان عوض الله .... معاشي فقد بدأ حديثه بأن التقاعد حلماً وردياً يداعب الخيال إذ أن المعاشي كان يشعر بالسعادة لخلوده للراحة بعد عناء العمل يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وعام تلو عام وهو ينتظر لحظة إحالته للتقاعد بفارق الصبر ليتفرغ للراحة التامة ولكي ينجز أعماله الخاصة التي لم يتمكن من إنجازها وهو في العمل. ولكن الحالة الإقتصادية أصبحت سيئة، وأصبح راتب الموظف لا يكفي إلا إذا كانت لديه مصادر دخل أخرى تعينه في توفير الإحتياجات، فكيف يكون الحال و المعاش لا يكفي لتلبية الإحتياجات الضرورية؟؟ لهذا فإن من يُحال للمعاش لابد له من أن يشعر بالحزن والأسى لأن حياته ستنقلب راساً على عقب ويصبح عاجزاً عن توفير ضرورياته ويصبح في هم دائم وبلاء مقيم لان قواه قد خارت بحكم السن. وفي كثير من الأحيان يكون المعاش مصاب بأمراض عديدة تُقعِده من أي عمل. لهذا يحزن الإنسان المحال للمعاش لأنه يُحال تلقائياً الى تحت خط الفقر وما أدراك ما تحت خط الفقر من معاناة وعذاب وجوع وأحزان خصوصاً على أوضاع أسرته. ٭٭ من المحررة التقاعد للمعاش باب الريدة وانسدا