سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
25 مايو ذكريات رئيس ومواقف جمال عنقرة ضحية معلومات كاذبة بين أجهزة أمن نميري وبين الاخوان المسلمين
محمود محمد طه و(05) من مريديه تمّ إعتقالهم ويشهد على ذلك سيد أحمد خليفة وابنه عادل سيد أحمد
المتتبع للصحفي والموثق، فإن جمال عنقرة يعتمد دوماً على المراجع والتوثيق في زمن يطلق فيه بعض الكتاب والصحفيين القول والكتابة وحتى الكلام على عواهنه دون مرجعية أو دليل، يكيلون التهم الجزافات بدون سابقة تذكر، وقد اتصل بي كثير من الجمهوريين وقالوا إنهم يشهدوا لجمال عنقرة بالوفاء والإخلاص إلاّ أنه للأسف وقع في الفخ الذي كان يرسمه دهاقنة أمن نميري منهم «عمر محمد الطيب عروة الفاتح الجيلي» وكثيرون لا يسع المجال لذكرهم، وإن كنت أخذت ما قاله الجمهوريون بتحفظ تام، وذلك لصلتي وصداقتي خلال العامين السابقين من جمال (نتشاور ونتبادل الآراء والأفكار) ويجد مني وأجد منه كل الود والإحترام والتقدير، كما أنني أؤكد وأعمل بالمقولة المشهورة «إن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، وهكذا حالي مع كل من أعرف وأناقشهم فكرياً وأحمد الله كثيراً أنني لم أنتمي الى أي حزب سياسي، وإن كنت وقعت في حبائل وحب المفكر الكبير «بابكر كرار» وإن كان على قيد الحياة لكنت معه، المهم هناك لابد أن أذكر أنني أيضاً لم أكن جمهورياً في يوم من الأيام، بل كنت صديقاً للجمهوريين وأذكر وأنا طالب في المرحلة الثانوية أن قلت للأستاذ محمود إنني أود أن أنضم اليكم » وكان ردها عجيباً إذ قال إذاً كنت من أصدقاء الجمهوريين فكن خارج الدائرة وعليه أصبحت صديقاً خارج الدائرة أحفظ الود والإحترام مع كثيرين منهم وبصفة خاصة الأخوين عصام وعماد البوشي وعليه سوف أكون واقعياً في الرد على ما جاء في مقال الأستاذ جمال عنقرة بجريدة (الوطن) 2644 بتاريخ غرة شعبان الموافق 9/6/3102م. 1 محمود محمد طه تمّ إعتقاله مع مجموعة بلغت ال05 من الجمهوريين بسجن كوبر. 2 يشهد على الإعتقال عادل سيد أحمد رئيس تحرير (الوطن) الذي كان والده معتقلاً مع الأستاذ محمود والبروفيسور عصام البوشي. 3 كثيرون من الجمهوريين وعلى رأسهم د. عبد الله النعيم المحاضر بالجامعات الأمريكية هاجم وانتقد تجربة أستاذه مع نظام مايو 9691م. 4 محمود لم ينضم الى نميري بل التقى مع نميري في حربهما الشعواء ضد الطائفية. 5 ما قاله «دالي» في ركن النقاش بجامعة الخرطوم بأن محمود لم يمت وإن مات سوف يعمل سائق لوري.. الأستاذ جمال هل حضرت ركن النقاش أم سمعت من آخرين؟؟ 6 ما قاله «الدالي» هذا هو رأيه الشخصي ويسأل عنه. 7 الرموز والكفاءات التكنوقراط الذين شاركوا مع نميري كانوا شرفاء ولم تمتد أيديهم الى المال العام ولكن يبقى السؤال الشجاع ماذا قدموا للسودان ولماذا سمحت لهم أنفسهم بالمشاركة في نظام جاء الى سدة الحكم بإنقلاب؟! . 8 أتقدم نيابة عن الجمهوريين لماذا لا تقدم هذه الأفكار في دارهم بالحارة الأولى في نقاش مفتوح وما أظن أنهم سوف يرفضون هذا الحوار والتعايش أو المناظرة. «9» هل تتفق معي بأن الشريعة التي أعلنها نميري كلمة حق أريد بها باطل.. ويا ترى إذا كان الأستاذ محمود من أنصارها فلماذا عارضها وذهب بسببها الى حبل المشنقة؟ 10/ هناك شئ مهم يا جمال، محمود إعترض على الشريعة وهذا سبب ديني.. ولكن إعتراضه جاء من منطلق سياسي وهو يمثل حزب سياسي، وبالتالي إنطلت الحيلة على كثيرين وأنت منهم يا جمال التي أطلقها دهاقنة الأمن أيام نميري. 11/ كان الأستاذ محمود من ضمن حزب المستقلين في نهايات أربعينيات القرن الماضي عندما طالب بطرد المستعمر، هل كان وقتها دينياً وتحول بقدرة قادر الى منظر سياسي؟!. ٭ إن أكذوبة الأمن التي أطلقتها بأن إعدام محمود كان دينياً إضافة الى أن الاخوان المسلمين كان حلمهم أن يجدوا الرجل الذي ينقذهم من (محمود)، بين هذين كان جمال عنقرة الضحية، وما كان ذكاء جمال ونضالاته أن تنطلي عليه هذه الخدعة.. ٭ إن إعدامه ليس دينياً لأنه يشهد الشهادتين فهو مسلم حتى النخاع. ٭ الإعدام يتم لمن بقتل نفس بغير حق، ومحمود لم يقتل نفساً بغير حق كما أنه لم يرتد، وعليه فإن محمود تم إغتياله وليس إعدامه وهكذا شبه لهم. ٭ إغتياله في يناير عجل برحيل نظام نميري في ابريل. ٭ إن الصفات التي جاءت في مقال عنقرة عن الرئيس نميري، لا تخطئها عين إلا مكابر أو حاقد، فالرجل له مواقفه الإنسانية لا ينكرها أحد، وإن كان البعض يلومه في موقفه من حركة يوليو خاصة بابكر النور، وفاروق حمدنا الله عندما وجها السفارة السودانية بلندن على أن تواصل «بثينة» زوجة الرئيس نميري العلاج، ولكن قابلها بالجحود والنكران، كما أن جعفر قد تنكر أيضاً لبعض أصدقائه ورفض مقابلة المفكر (بابكر كرار) عندما حاول أن يثنيه عن إعدام عبدالخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعي السوداني الذي اتهمه«نميري» بمشاركته الفعلية في انقلاب يوليو 1971 الفاشل. كما أن من سلبيات الرجل انه إنقاد وراء الشيوعية في بداية حكم مايو 1969م وشرد بعض القادة في الخدمة المدنية، وأتم بعض الأسر، وإن محاكمة يوليو 1971 لم يجانبها الصواب بل حكمتها انفعالات وخاصة محاكمات الشجرة المشهورة، كما أن محاكمة عبدالخالق لم تكن عادلة ولم يسمح (نميري) للصحافة السودانية بحضور محاكمة الزعيم الشيوعي عبدالخالق محجوب، فحين حضرها بالصدفة التاريخية الصحفي القدير (إدريس حسن) والذي ألّف كتاباً سماه (قصتي مع الانقلابات العسكرية) والتي يكشف عنها هذه الانقلابات وما دار في الخفاء، وما خفي في الصدور، وأسرار قد تذاع أو تكتب لأول مرة، سيما أن أستاذنا (إدريس حسن) يمتاز بالحس والحدس الصحفي، ولا أكاد أعدو الحقيقة إن قلت بأن كتب الأستاذ إدريس سوف تجد القيمة السياسية الكبرى. وإن قلنا أخطاءه فلابد من ذكر إيجابيات الرجل في وفائه لأصدقائه، فقد تكفل بدفع تكاليف رسوم الدراسة لابنة صديقه الطيار الصادق، كما أنه كان عند زيارته لمدني أنه يحدث إرباكاً أمنياً في البرتكول، فيقوم بزيارات بالأسر في حي (ود أزرق) الذي تربى ونشأ فيه، كما أنه كان يذهب راجلاً من نادي الاتحاد بمدني الى كشك صاحب الفول المشهور بمدني، ويجلس ويصفق طالباً فول مصلح (3 ) فول عليه زيت وشمار فقط، إضافة الى القصص الأسطورية التي تحدث عن وفائه وإخلاصه لأهله وأصدقائه. بقي كلمة أخيرة أن عنقرة لم يكن يستهدف الجمهوريين.. بل هو يعتبر نفسه ناقلاً للتاريخ، وإن كانت بعض المعلومات قد طاشت يمنة ويسرة، كما أنه فتح ساحات صحيفة (الوطن) للإخوة الجمهوريين والأخوات الجمهوريات بأنهم سوف يردون عليه كما أخبروني بذلك، ومنهم من استغرب من كتابات جمال ضد أستاذهم محمود، واعتبروه بأنه قد ضلل من جهات وهو ذلك الصحفي الكبير الذي ينبغي أن لا تنطلي عليه هذه الاكاذيب. جمال عنقرة فتح باباً للحوار الهادف والتعايش المستفيض حول أشياء يظل مسكوت عنها، والبعض يرى أن شفافية الفكر الجمهوري لا تحتمل النقد، في حين أن الجمهوريين عرفوا بالصبر على النقد الهادف وغير الهادف، كما أن الصحف السودانية قد خلت منها الحوارات والمناقشات الموضوعية، وفي لحظة مابين التاريخ قد طفحت بالسب والشتائم والآن جاءت الفرص أن يناقش الناس. 1/ هل كان نميري ديكاتوراً عادلاً؟. 2/ هل كان طاهراً وغير فاسد؟. 3/ وهل محمود محمد طه تم إعدامه لأسباب دينية أو سياسية؟. أتوقع مناقشات عبر جريدة (الوطن) في موضوع أثاره الصحفي النابه جمال عنقرة فله التحية والتقدير.