سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هجرة الشباب حزم ما تبقى من آمال باحث إجتماعي: حل مشكلة الهجرة بيد الدولة ويتطلب وقفة المجتمع
خبير إقتصادي: سياسات الدولة الخاطئة إحدى أسباب هجرة الشباب
أصبحت الهجرة في الآونة الأخيرة هاجساً يؤرق الكثير من الفئات داخل المجتمع بصفة عامة والطلاب بصفة خاصة في ظل البطالة المتفشية مما جعل الكل يفكر في السفر علّه يجد وضعاً أفضل يحسن به حالته المعيشية. وأثناء تجوالنا بوكالات السفر المختلفة لفت انتباهنا هذا الكم الهائل من عدد المسافرين بأعمارهم المختلفة ودرجاتهم العلمية المتفاوتة، الكل يبحث عن طريقة يغادر بها رغم التكاليف العالية للسفر الكل يقول إن البلد أصبح طارداً ولا شيء سنجنيه من بقائنا هنا. الطلاب منهم من ترك الجامعة وهو مازال في بداياته بها، ومنهم من تخرج ولم يجد عملاً وقد سدت في وجهة كل الطرق حتى أصبح يحمل لقب (عاطل) أو غادر خارج الوطن يعمل في أعمال هامشية شأنه شأن الذي لم يتلقَ تعليماً. حملنا أورقنا وذهبنا الى وكالات السفر حتى نسمع منهم لأنها الأقرب الى المسافرين وملمة ببعض التفاصيل فالتقينا بمدير وكالة سيتيت السيد عادل عبدالرحيم محمد بلولة الذي أكد أن الفئات العمرية المسافرة يغلب عليها الشباب خاصة الاعمار الصغيرة منهم ما بين ( 81 - 72) عاماً.. وأن كميات المسافرين كبير جداً حتى أن هذا الكم الهائل أخافنا لحرصنا على مستقبل البلد رغم الفائدة المادية بالنسبة لنا في الوكالة، وذكر أن سعر الفيزا الحرة تساوي (02 ) ألف جنيه سوداني والمقيدة على عمل لايوجد سعر ثابت لها حسب نوع العمل. كما التقينا أيضاً بصاحب وكالة إنابة للسفر والسياحة محمد والذي ذكر أن أغلب المسافرين هم من الشباب وبعض الخبرات المؤهلة من مهندسين وأطباء والذين يعللون سفرهم بأن الرواتب غير كافية بالنسبة لهم وذكر أن عدد المسافر أقل نوعاً ما من العام القادم بعد الأحداث الأخيرة في المملكة العربية السعودية خاصة الفيزا الحرة، وأضاف أن عدد الطلاب والخريجين كبير جداً إلا أن التكلفة العالية للسفر غالباً ما تقف بينهم والسفر.. وللبحث أكثر ومعرفة أسباب الهجرة للمسافرين التقينا ببعضهم فكانت هذه الافادات: - محمد حسن محمد سليمان أفاد أن دافعه من السفر هو تحسين وضعه المعيشي وعدم وجود العمل والرواتب التي تغطي المصروفات اليومية. - الخريج عبدالباقي محمد عبدالله ذكر أنه تخرج منذ ثلاث سنوات وظل على الدوام يبحث عن العمل حتى خارج العاصمة ذهب ليجد كل الطرق موصدة في وجهه. - محمد أحمد حسن وهو صغير جداً في عمره ذكر أن الظروف هي التي جعلته يفكر في السفر، حيث أنه لم يستطع مواصلة دراسته فوصل الى الصف السابع أساس وتركها، وأضاف لا جدوى مادية تعينني في مستقبلي إذا نظرنا الى كمية الخريجين الذين لا عمل لهم ويعملون في وظائف لاتحتاج الى تعليم. - الطالب خريج هندسة الكترونيات أيوب محمد حسن والذي صادفته يحمل جواز سفر ومتجهاً الى احدى الوكالات فسألته عن الدوافع من الهجرة فأجاب لم أترك باباً وبه عمل أو مصدر رزق إلا وطرقته حتى الاعمال التي لا علاقة لها بالتعليم والشهادات لاجد نفسي في النهاية بلا فائدة تذكر لأن الذي اتحصل عليه من عملي غير كافٍ ولا يسد لي احتياجاتي اليومية. - الطالب الجامعي عمر عطية أفاد أنه في المستوى الأول في الجامعة وفضّل تركها عندما نظر للذين سبقوه من خريجين يحملون الآن لقب (عاطل) بإمتياز في غالبية المنازل خاصة في الحي الذي يسكن به لذا فكرت في السفر لتحسين وضعي وتأمين مستقبلي. وبعد أن توصلنا الى الدوافع والمشاكل التي تواجه المواطن وتجبره على الهجرة بحثاً عن وضع أفضل كما جاء على لسانهم. ولمعرفة الأثر الاقتصادي المترتب على هجرة الشباب بالإضافة للمبالغ التي تدفع للسفر رغم تكاليفه الغالية، حملت هذا السؤال وتوجهت به الى الخبير الاقتصادي الدكتور حاج حمد والذي أفاد أن للسفر فوائد ولكن التأثير الاقتصادي موجود على البلد لأن الفئات المهاجرة كلها فئات عاملة ومنتجة، وهذا من شأنه يقلل من الايدي العاملة.. والمبالغ العالية المدفوعة في تكلفة السفر أيضاً لها اثرها السلبي على الفرد المسافر، والذي قد لايستطيع سدادها في المستقبل وهنا أرجع هجرة الشباب خاصة الطلاب الى الآتي: - السلم التعليمي الخاطئ في السودان والذي يجعل الطالب يصل الجامعة في سن مبكرة من عمره وهذا قد يؤدي الى الفاقد التربوي.. أيضاً ضعف التعليم في الارياف كلها عوامل تلقي بظلالها السالبة على الاقتصاد الوطني مستقبلاً إن لم تجد الحلول الناجعة.. ولمزيد من إلقاء الضوء على هذا الموضوع إلتقيت بالباحثة الإجتماعية الأستاذة سلافة بسطاوي وسألتها عن هذه الظاهرة هل هي موجودة في كل دول العالم وطريقة إيجاد الحلول لها والحد منها والجرعات الوقائية لها لتؤكد لنا أنها أصبحت الآن من المشكلات العالمية ولها أسباب كثيرة ومختلفة وتختلف بإختلاف الفئات العمرية وتسبب مشكلات في التنمية في البلد واليد العاملة والتوازن الإجتماعي، وقد تدخل المهاجر في مسائل الشك في ولائه لوطنه باعتبار الثقافة التي تعود عليها في البلد التي هاجر اليها خاصة إذا قام بأعمال تجارية بطرق ملتوية، وهذا من شأنه أن يضر بإقتصاد البلد. ولمعالجة هذا الموضوع لابد من أن كل الكفاءات ابتداءً من قمة الهرم الى أدناه أن تجد حظها في العمل وبصورة حاسمة في تخصصاتها. والمجتمع له دور بارز في هذه المعالجة باحترامه لكل التخصصات وعدم التعامل مع بعض الوظائف والمهن على أنها هامشية.. المشكلة كبيرة ومعقدة وحلها يتطلب الوقفة من الجميع.