رغم الغياب لا تزال رائحتك تزكم انفى ، وأشعر بأنفاسك حولى ، واحس بخطواتك الهادئة هدوءك .. أدير رقم هاتفك فيرن الجرس فى يدى ، عبارتك الهاتفية التى تميزك ( كيف تمام ) مازال صداها يتردد فى أذنى .. تفاصيل أيامك الأخيرة ستظل عالقة بذاكرتى الى الأبد .. لو كان الموت يستشير لكنت بيننا الآن .. إفتقدتك كثيراً .. إشتقت إليك كثيراً .. لم أكن أعرف إنك تملأ حياتى بهذه الصورة .. لم أكن أعتقد أننى سأفتقدك لهذه الدرجة . الآن وبعد عام على رحيلك أشعر أننى لاأزال فاقدة للتوازن رغم محاولاتى المتكررة .. معك كان لكل شئ طعمه وبعدك صاركل شئ بلا طعم .. ذهبت وكأن كل الأشياء الجميلة ذهبت معك .. فماذا تركت ؟! لن أقول أنك تركت لنا الألم لأن الموت سبيل الأولين والآخرين وأعظم البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم تحت التراب .. لقد تركت لنا ذكريات لن تنتهى .. تركت لنا سيرةً نفخر بها .. تركت لنا فارس ذلك الحلم الجميل الذى كنت تحلم به .. أمنياتك لإبنك أمانة فى عنقنا لابد أن تكون .. أمنياتنا لك دائماً أن تكون فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولاممنوعة .. موتك علمنا معنى الفراق وكيف يكون الوفاء .. عام على الرحيل لاأدرى هل مر سريعاً ام بطيئاً .. لكن كل التفاصيل الدقيقة مازالت عالقةً بذهنى كأنها حدثت البارحة .. كل الأحداث وكل ماقيل ومالم يقال منحوت فى الذاكرة .. أنت ذهبت لكنك ستظل بيننا دائماً ذكرى عطرة وصورة لن تبارح الخيال . عام مضى لم أكتب فيه حرفاً وكأن كل الكلمات تحجرت فى حلقى ومدادى قد جف .. عام كنت احاول فيه جاهدة ان اعود لدموع الورد لكنى كلما فكرت فى الكتابة كانت الدموع تسبقنى وكأن الحروف قد رحلت مع أخى نجم الدين .. كأنه ذهب وأخذ معه كل الدنيا . أعرف أن ماحدث كان إستسلاماً منى للحزن والشيطان .. لكن حجم الفجيعة كان كبيراً والحزن عليه كان اكبر .. أعلم أننى لست وحدى التى فقدت عزيزاً لديها وأن الموت كأس يدور على الجميع إلا أننى أستميح القراء عذراً لهذا الغياب والآن سأواصل الكتابة .. سأسرد لكم المزيد من الحكايات التى سمعتها خلال هذا العام .. فقد توقفت عن الكتابة لكننى لم اتوقف عن الإستماع للقصص الغريبة والعجيبة التى تحدث فى مجتمعنا ويسكت عليها اصحابها خوف الفضيخة وخوف الجزاء .. سأحكى لكم كيف يسقط البعض فى مستنقع الرزيلة وكيف يروجون لها .. فقط إنتظرونى .. نبض الورد مات أخى لكنه لم يدفن وحده .. لقد دفنت معه اخرين لايعرفون قيم الوفاء