سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطبيب الذي أعمل مشرطه في جراح السياسة من رموز الإتجاه الإسلامي الذين أثاروا جدلاً كثيفاً في السلطة والمعارضة
شكل وقوفه الى صف المنشية فارقاً كبيراً في أعقاب مفاصلة الرابع من رمضان
قراءة:أشرف إبراهيم
الدكتور على الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي من الذين أثاروا جدلاً كثيفاً في السلطة والمعارضة حيث مثل قلقاً وإزعاجاً للسلطات منذ عهد الرئيس الأسبق نميري مروراً بفترة الدميقراطية الثالثة التي أعقبت انتفاضة أبريل والإطاحة بالرئيس نميري وقد كان نشاطه في الإتجاه الإسلامي (الحركة الإسلامية)بارزاً ومزعجاً لتلك الأنظمة رغم مشاركته في حكومة الصادق وبعد مجئ ثورة الإنقاذ الوطني في العام 1989م شكل علي الحاج ركناً مهماً فيها حيث كان مقرباً جداً من الشيخ حسن الترابي عراب الثورة وتولى بناءاً على الثقة والقرب من الشيخ ملف السلام في الجنوب وأيضاً وزيراً للصناعة والإستثمار ثم وزيراً للعلاقات الإتحادية حتى العام 1999 التاريخ الذي أرتفعت فيه الخلافات ووصل المعركة بين القصر والبرلمان الى قمتها ووضح فيه إنحياز علي الحاج المطلق لجناح الترابي وتفرغ لمنصب نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني حينذاك، لتحدث المفاصلة بين المعسكرين الوطني والشعبي (البشير..الترابي)ويغادر الترابي السلطة ويلحق به علي الحاج ويتولى موقع نائب الأمين العام في المؤتمر الشعبي وحتى الأن ثم غادر علي الحاج الى الخارج لندن ثم المانيا ليبقى فيها لأكثر من (12)عاماً معارضاً للنظام من هناك. سيرة ذاتية علي الحاج من مواليد قرية منواشي التي تبعد حوالي(50)كيلو متر من نيالا في العام 1939م عاش بعضاً من طفولته بها وانتقل بعدها الى مدينة نيالا رفقة اسرته وقد عمل والده بالتجارة، درس علي الحاج مراحله التعليمية الأولي والوسطى بنيالا والدراسة الثانوية بمدرسة (خورطقت)وتم فصله منها بسبب نشاطه السياسي المساند للحركة الإسلامية، ليعود بعدها للخرطوم حيث واصل في مدرسة المؤتمر الثانوية وكان من أوائل الشهادة السودانية في مطلع ستينيات القرن الماضي ودخل على إثر النتيجة الكبيرة كلية الطب جامعة الخرطوم ونال عضوية اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب الجامعة ليتم فصله عام 1963م بسبب نشاطه السياسي أيضاً وتخرج من الكلية في عام 1966م. تزوج من إحدي الأسر الأمدرمانية المعروفة وهو من مؤسسي جبهة نهضة دارفور في الستينات، وعمل نائباً لرئيس الجبهة وشغل منصب رئيس مؤتمر نواب دارفور الذي عقد بالفاشر في 1965م حيث نادى بالحكم الاقليمي في ذلك الوقت.عمل طبيباً بعد التخرج في نيالا، سنار ،الجنينة، زالنجي، حلفا الجديدة، وتخصص في أمراض النساء والتوليد بلندن ومن العاصمة البريطانية نشط في معارضة نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري، لكنه عاد الى الداخل بعد المصالحة الوطنية.وعمل عضواً باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي 1978 إضافة الى نشاطه النقابي بنقابة الأطباء والجمعية الطبية السودانية و من ثم عين وزيراً للخدمات باقليم دارفور في الفترة من 80-82 إبان حكم احمد ابراهيم دريج للإقليم وبعدها عاد علي الحاج لممارسة الطب والعمل السياسي وعمل بمنظمة الدعوة الإسلامية عضواً بمجلس الأمناء والمنظمة الافريقية للاغاثة. وبعد اتفاضة أبريل ، كان من ضمن المتنفذين والأعضاء المؤسسين للجبهة الاسلامية القومية حيث كلف من قبل الجبهة بإدارة الجنوب وبعدها أميناً للمكتب السياسي، وخاض المعركة الانتخابية في 1986م ممثلاً لها في احدى دوائر نيالا وفشل في دخول الجمعية التأسيسية و رغماً عن ذلك اختارته الجبهة ممثلاً لها في حكومة السيد الصادق المهدي وزيراً للتجارة في عام 88. ذكاء خارق قال عنه عبد الله حسن أحمد القيادي بالمؤتمر الشعبي وزميله في الدراسة ورفيق دربه في العمل العام أن علي الحاج أتصف طوال مسيرته بالذكاء الخارق الذي فاق به أقرانه في كل المراحل الدراسية وكان أول الدفع من أول الهرم الدراسي الى نهايته وحتي تخصصه الطبي. ملف السلام بعد توليه ملف السلام في الجنوب أحدث فيه حراك كبير في أديس اباباوفرانكفورت وأبوجا وهو أول من التقى د.جون قرنق من الإسلاميين الحاكمين وكان ذلك في عنتبي اليوغندية ،واخترق الحركة الشعبية ونجح في شقها واستقطاب كل من د.لام أكول ود.رياك مشار ورفاقهم فيما يعرف بإتفاقية الخرطوم للسلام. حينما استشهد المشير الزبير محمد صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رشح التنظيم كل من د.حسن الترابي وعلي عثمان ود.علي الحاج لشغل المنصب فأختار البشير بحسب روايات شفاهية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وهو ماعده البعض قد زاد من الشقة ومساحات الخلاف بين البشير والترابي ، لقاء علي عثمان ثمة توقعات كثيرة ظلت تتحدث عن قرب عودة علي الحاج إلى البلاد وقد زادت إرهاصات عودته عقب اللقاء الذي تم بينه والنائب الأول لرئيس الجمهورية في ألمانيا والذي وصفه علي الحاج بالزيارة الإجتماعية ولكن من مالاشك فيه أن السياسة والتسويات والأجندة الخاصة بالعودة كانت حاضرة . وعزز ذلك أن الحوار مع المؤتمر الشعبي تعطل بسبب تعنت الترابي وانتهج الوطني الحوار الفردي وربما كانت عودة علي الحاج والحوار معه في هذا السياق، ولازال علي الحاج يحتفظ بعلاقات أخوية وطيدة مع إخوانه السابقين في الوطني وفي الحكومة ويحتفظ كذلك بكروت اللعبة السياسية داخل المؤتمر الشعبي رغم غيابه وذلك عبر علاقاته وثقله في إقليم دارفور والمكانة التي يحظى بها وسط الحركات المتمردة والموقع على السلام في الإقليم. التاريخ يعيد نفسه ذات التوقعات تربط عودة الدكتور علي الحاج من مهجره بتولي منصب أحد نواب الرئيس أما نائباً أول للرئيس وفق إتفاق وتسوية بعينها أو نائب رئيس الذي خصص فيما يبدو لدارفور كعملية محاصصة ومنح للدكتور الحاج أدم يوسف عقب عودته هو الأخر من صفوف المؤتمر الشعبي وقد كان إسم الحاج كما ذكرنا عاليه مطروحاً كنائب أول خلفاً للشهيد الزبير محمد صالح واذا تحقق هذا الأمر يكون التاريخ قد عاد القهقرى وأعاد نفسه ليجلس ليجلس على ذات الكرسي,علي الحاج الذي شكل وقوفه الى صف المنشية فارقاً كبيراً في أعقاب مفاصلة الرابع من رمضان إنضمامه للمؤتمر الوطني وفق أي تسوية سيشكل ضربة قوية للمؤتمر الشعبي وربما تكون التسوية والإتفاق معه بشكل أخر يتضمن مشاركته في الحكومة مع بقائه في صفوف حزبه ومحاولة قيادة حوار بشكل مختلف وجدي مع الشعبي على صيغة ترضي الطرفين وتعيد وحدة الإسلاميين ربما..