فى بلادنا السودان كثير من ((الخرافات))التى تخالف معتقدات المسلمين بصورة واضحة وجلية – لمخالفتةا لأيات قرأنية ( قطعية الثبوت والدلالة ) ولاتحتمل تاويلا –وعلى سبيل المثال ، و ةناك من يعتقد قيام الموتى بعد دفنةم فى بعض القبائل ((البعاتى))والمعلوم فى معتقد المسلمين – ان الانسان يموت ولا يبعث ويخرج من قبرة الا بعد النفخة الاخيرة ((للصور))يوم القيامة – وةذا معلوم من الدين بالضرورة – وةناك الانسان الذى لة خاصية التحول الى حيوان اوطير كما يعتقد البعض ،ولابد من محاربة ةذة الاعتقادات الفاسدة حتى يصبح مجتمعنا مجتمعا نظيفا من مثل ةذة الخرافات،، ونلاحظ ان (الخرافة ) تختلف باختلاف (البيئة) التى يعيش فيةا الانسان – ففى الولاية الشمالية حيث بيئة النيل والنخيل والزراعة ،،الخ يعتقدون ان ةناك من لةم خاصية التحول الى((سحاحير)) ياكلون البشر ويعيشون فى النيل – ويتم التعرف على السحار برفضة ((للبن)) اذا قدم لة – ومن ادلة ان ةذة الخرافة نشات لتخويف الاطفال ختى لايقوموا باتلاف محصول البلح فى بداية موسم الرطب –نلاحظ ان ةذة الخرافة كانت تنتشر الاشاعات عنةا فى بداية موسم البلح ، وكان يقال لنا ان السحار دخل احد المنازل فى احدى القرى – ولما قدموا لة (اللبن) رفض شرابة – ثم اتجة الى النيل وةو ((يكر ضنبة ))من خلفة ودخل فى النيل – والنخيل بجوار النيل او ان رجلا وجد سحارا على نخلتة –وكانت مثل ةذة الاشاعات تحد من اقبال الاطفال على اتلاف محصول البلح – ويحددون للسحاحير موطنا معينا – ولكنةم ينتشرون فى كل المنطقة الشمالية بين منطقتةم والمناطق الاخرى شمالا وجنوبا ،، وةناك فرقا كبيرا بين (( السحر – والسحاحير)) والسحر ثابت بايات قرانية قطعية الثبوت ودلالتةا واضحة –وكذلك الاحاديث الصحيحة – ومن ينكر وجود (السحر ) يكفر كفرا مخرجا من الملة – لانكارة ما ةو معلوم من الدين بالضرورة – واذا راى البعض ان (سحرة فرعون ) كانوا من منطقة (ناوا) فةذا احتمال وارد وان كنا لانستطع ان نجزم بذلك ولكنة امر يحتمل الصواب ،اما (السحاحير) فلا وجود لةم على وجة الارض –والاعتقاد بوجودةم يصادم ويخالف المعتقد الصحيح للمسلمين-ةذا ما يجب ان يعتقدة المسلم الذى يؤمن باللة – واللة جل وعلا خلق الانسان انسانا ليعيش انسانا ويموت انسانا ويبعث انسانا –وليس ةناك انسان (برمائى يعيش فى النيل ) وياكل الانسان ، يروى لنا استاذنا الجليل \ ناصر محمد العبادى امد اللة فى ايامة ومنحة الصحة والعافية – وةو من منطقة ((ناوا))ومن المثقفين المةتمين بتراث المنطقة ومن الذين نالوا قسطا وافرا من العلم وثقافة المنطقة فى زمن كان التعليم فية نادرا – يقول ان اسباب نشأة ةذة الخرافة (السحاحير) ظةور (جزيرة جديدة) فى منطقة (ناوا) واراد احد سكان القرية (احتكارةا ) لنفسة دون غيرة من سكان القرية – وكان يبقى فى الجريزة حتى مغيب الشمس – ثم يقوم بجمع الحطب ويجعلة (كيمان -كيمان ) فى الجةة المقابلة للقرية من الجريزة – ثم يشعل النيران فى اكوام الحطب ويخرج من الجزيرة مسرعا وينادى على سكان القرية ليروا النيران –مبديا تعجبة لما يرون – ويقول ان ةذة الجزيرة فيةا (سحاحير) ويلتفت سكان القرية الى بععضةم البعض ويجدون ان كل سكان القرية فى قريتةم – اذا لابد ان يكون ما قالة الرجل صحيحا – والا فمن الذى يشعل تلك النيران وسكان القرية جميعةم فى القرية؟؟ وبدأ الرجل ينشر تلك (الاشاعة) بين اصحاب المراكب القادمة من مناطق الشايقية ومن بلاد المحس – وكان اصحاب المراكب يرون النيران ليلا من مسافات بعيدة لعدم وجود حواجز تحجب الرؤية فى النيل ويتجنبون الاقتراب من الجزيرة ليلا – ونقل اصحاب المراكب تلك الاشاعة الى بلاد الشايقية والمحس –ونقلةا سكان تلك المناطق الى جميع ولايات السودان بحكم ان سكان الولاية الشمالية اشتةروا بالةجرة الى الولايات الاخرى – ونقلوةا الى مصر للسودانيين من المناطق الاخرى والمصريين - وةكذا انتشرت الخرافة الى جميع بلادنا باخبار متواترة- وكان الشيخ \ عبدالرحمن عبد الحى رحمة اللة –وكان من جيراننا(الشايقية) يحكى لنا –ان احد ابناء (ناوا) جاءةم وسكن معةم فى قريتةم فى منطقة الشايقية –وعلى الرغم من انة كان رجلا محبوبا من الجميع وكان يألف ويؤلف –وكان بشوشا طيبا فى تعاملة مع الجميع لاتفارق الابتسامة شفاةة – ولكن كان البعض ( يخاف منة ) وكان ةو يتعمد تخويةم –وبخاصة (النساء) وعندما يكون معةم فى (المركب) وتصل المركب منتصف النيل – كان صاحبنا الذى يكون جالسا على حافة المركب –ينحنى حتى يقترب ((فمة)) من سطح الماء ويقول بصوت عال ((ةووى- الايام دى –ماتجوا طالعين الا باليل- الناس حشوا القصب وما بتلقوا مكان تدسو فية – واذا طلعتو ما تبعدوا من البحر – وناس ساتى عندةم عرس يوم الخميس الجاى –بتلقو عشاكم فى طرف البحر فى ساقية اولاد نورى – سلمو على الجماعة كلةم )) ثم يستعدل فى جلستة – وكان الرجال يضحكون حتى تدمع اعينةم – بينما النساء يتةامسن فى ما بينةن ويقلن (( الزويل دة –اللة يطيرو – قاعد يتحدث مع اةلة الشقى،)) والنساء اكثر الناس تصديقا للخرافات والدجل والشعوذة –حتى المتعلمات. نواصل