يبدو أننا في زمن تتغير فيه القيم وتتبدل، فقد بدأنا نتحول من قيم (قوة المنطق) إلى رؤى جديدة تمجد وتشيد (بمنطق القوة)، فالولايات المتحدةالأمريكية هي رائدة وزعيمة منطق القوة تفرض آراءها وأفكارها وقيمها على كل دول العالم تضرب طائراتها والتي تسير بدون طيار ما تعتقد انهم يهددون أمنها من مواطني باكستان وأفغانستان ليس من المهم أن تعلم حكومات تلك الدول ما تتعرى أمريكا فعله بشعوبها فرئيس الجمهورية ووزير الداخلية او الدفاع في تلك البلاد بطلعون على ما تفعله بهم امريكا في الفضائيات كغيرهم من المواطنين ولا عزاء للعملاء أو الضعفاء والذين تدوسهم أمريكا بأقدامها ، حدث ذلك عندما تم اغتيال اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إذ لم يعلم بتلك العملية سوى من قام بتنفيذها وكانت الحكومة الباكستانية كالزوج المخدوع آخر من يعلم. تفعل فرنسا نفس الشيء فقد جهزت جنودها للقضاء على ما تسميهم بالمتشددين الاسلاميين في مالي ولا تتحرك الدول (الاسلامية) ألم يكن بمقدر الاتحاد الافريقي القيام بتلك المهمة؟ وهل هؤلاء المتشددين يهددون أمن فرنسا أم انها تخاف أن تنتقل العدوى إلى بقية الدول الافريقية المجاورة تتولى فيه زعامات جديدة القيادة في تلك البلاد فتفقد فرنسا نفوذها التاريخي في دول غرب افريقيا. استطاعت أمريكا خداع حكامنا بتوقيع معاهدة منع انتشار الأسلحة الذرية وهي تملك الآلاف من القنابل النووية هي وحلفاؤها بل وحتى تلك الدولة المصنوعة والتي تمت زراعتها إرضاءً للصهاينة تحت مزاعم تاريخية كاذبة تقول إن فلسطين هي أرضهم التاريخية إذا كان الأمر كذلك فلماذا يغتصبون أرض الهنود الحمر التاريخية في القارة الامريكية ماذا فعلوا بهم؟ قتلوهم وشردوهم وأقاموا دولتهم على أشلائهم وهذا يعكس منطق القوة الذي تمارسه أمريكا. أن يمتلك العراق القليل من تلك القنابل أو سوريا أو كوريا الشمالية أو ايران فذلك خط أحمر لا يمكن السكوت عليه فالنادي النووي محظور دخوله على أمثال تلك الدول المتمردة على أمريكا والصغيرة فالصغار عليهم أن يظلوا كذلك وإلى الأبد، فالنادي النووي عضويته فقط لحلفاء أمريكا وللكبار. ألا تذكرون كيف ضربت اسرائيل المفاعل النووي العراقي ثم السوري وهي تحاول الآن جادة في أخذ الاذن في سيدتها أمريكا والتي توفر لها الحماية لضرب المفاعل النووي الايراني وكل المفاعلات التي تنوي دول العالم الثالث إقامتها للاغراض السلمية فمنطق القوة عند هؤلاء السادة هو الذي يجب أن يسود وعلى جميع الدول أن تخضع لرغبات أمريكا وحلفاؤها التي تمارس منطق دكتاتورية الأقلية ومنطق القوة على الجميع. ألا ترى أن المانيا التي هزمتها جيوش الحلفاء واحتلت عاصمتها برلين في الحرب العالمية الثانية قد باتت أحد الكبار فأصبحت تحضر اجتماعات مجلس الأمن الدولي فيما بات يعرف بدول الخمسة + وأحد وبنفس هذا المنطق يمكن إضافة اليابان وايطاليا الغاشية فيكتمل تحالف الاخوة الأعداء الذين اشعلوا الحرب الاوربية (العالمية) في الفترة من 9391م/5491م فتكون حلقات منطق القوة قد اكتملت وتم فرضها على جميع دول العالم ولفترات قد تطول ولا عزاء للضعفاء ولا عزاء لقوة المنطق الذي كنا نتمنى أن يسود بين دول وشعوب العالم بدلاً من منطق القوة الذي تفرضه أمريكا وحلفاءها على الجميع.