عشرات الصحافيين وجهوا انتقادات حادة الى السيد والى ولاية الخرطوم وانا منهم ولم نترك له كبيرة ولا شاردة ولا واردة وربما تعدى بعضنا بما ليس فيه وظل الرجل يتقبل بصدر رحب ويقدر الظروف التى تتم فيها الكتابة ويحترم وجهات النظر ايا كانت ولايؤلمه شئ غير شخصنة المواضيع او النقد غير الموضوعى والنقد بالطبع امتد ليشمل اركان حكومته وتحميلهم كل الاوزار سواء كانت فى الارض او فى السماء. بالامس اجبرتنى بعض المشاوير على ارتياد احياء كثير فى الخرطوم وفى بحرى مما وسع مدى الرؤية امامى لعين تريد ان تعرف وتفهم وقد كانت الطرقات والميادين مليئة بالمياه خاصة مدينة بحرى التى اصبحت عبارة عن مسطحات مائية شاسعة وقد لاحظت جملة من الاشياء ارجو ان الخصها فيما يلى عسى ان يتم فهمها بالطريقة الصحيحة. اول تلك الملاحظات ان بعض اصحاب المنازل والمحلات التجارية فى الاحياء قاموا باعادة ردم الجداول التى تمر امام منازلهم بالكامل سواء لمرورهم الى داخل وخارج منازلهم او لعبور سياراتهم وزبائنهم وبالطبع كان من الممكن ان يقوموا باستجلاب مواسير قوية تشكل دعامة للجسر الصغير ونحن فى بلد كثرت فيه ( المواسير) من كل جنس ونوع. الملاحظة الثانية اننا نتعامل مع الشوارع والمصارف والساحات بانانية مطلقة فتجد الانقاض موضوعة بطريقة تعطل حركة السير وتتسبب فى اعاقة انسياب المياه بعيدا وربما ادى انزلاقها الى سد الجداول والمصارف الصغيرة ، اما الملاحظة الثالثة فهى خاصة بالنفايات حيث نتخلص منها فى اقرب مكب وهو غالبا مايكون مجرى مياه او ساحة عامة وبنظرة للمصارف الضخمة نجد انها غالبا تسد بالانقاض والنفايات واذا لم يكن التخلص من النفايات فيها مباشرا فانها عرضة للنفايات المتحركة والعابرة التى يتسبب تراكمها خلال العام فى اغلاقها ولو بصورة جزئية. الملاحظة الرابعة تتمثل فى قيام بعض الافراد بسد المجارى ( مع سبق الاصرار والترصد ) لمنع مرور المياه خاصة فى فصل الخريف بحجة ان منازلهم منخفضة ، وبدلا من ان يعملوا على تعلية بيوتهم فانهم يختارون الحل الاسهل والاكثر اضرارا بالصالح العام اما الملاحظة الخامسة فهى ان السلطات والسكان يتعاملون مع الانقاض بصورة لا تخلو من ( السبهللية ) فعندما تحفر المجارى والمصارف فان الاتربة تترك على حافة ( المحفور ليعود الى مكانه تدريجيا عبر الاقدام فكأننا يابدر لارحنا ( ولاجينا ). كل هذه المخالفات وغيرها يزيد من معاناتنا ويجعل حياتنا صعبة ومعقدة فيجب علينا ان نتحمل المسؤولية بسبب اننا شركاء فى المشكلة ويجب ان نكون جزءا من الحل وبذلك تستقيم الكثير من الامور فى حياتنا ، وفى تعاوننا وحفاظنا على مكتسباتنا فوائد جمة اذا حرصنا عليها ستكون حياتنا بلا شك اجمل سائلين الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يهدينا سواء السبيل.