[email protected] الطوفان الثوري الهادر الذي أطاع بأعتي الديكاتوريات في العديد من البلدان العربية منذ العام 2011م، وما تزال رياح صرصره العاتية تفعل فعلها في سوريا الصمود ، رغم بطش الأسد ، وسحقه للثوار في حالة تشبه الإبادة الجماعية، أكثر من 100000شهيد منذ بداية الثورة ، وغيرها من بلدان المنطقة ...ظن كثيرٌ من الناس أن الطريق أمام هذه الثورات سيكون سلسا ، والنتائج ستكون ثمارها قريبة المنال ، ودانية القطوف ؛ ولكن أعداء الحق، وانصار النظم الديكتاتورية،وبطانة الطغاة – التي أطاحت بها الثورات - دوماً بالمرصاد ، يسعون بكل قوةٍ لإعادة عقارب الزمان للخلف ، ينثرون الشوك في طريق القوى الثورية ، ويؤلبون أعداء الداخل والخارج ضد الإرادة التغييرية.... تونس كانت الموجة الأولي ، وشرارة الثورة العربية المباركة التي تحولت إلي لهبٍ حرق نظمٍ عمرت عقود وعقود من الزمان، عاثت في الأرض فساداً عريضا ... وكان شعار الثوار أبيات الشاعر أبو القاسم الشابي . .. إذا الشعب يوماً أراد الحياة..*****. فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ******* ولابد للقيد أن ينكسر ولكن المؤامره تلو المؤامره تحاك لتونس ، لعرقلة المسير تارة بحوادث قتلٍ من مطرفين لقاده سياسيين أصحاب توجهات مناوئة أمثال -» شكري بلعيد ، ومحمد البراهمي «- لقادة الحكومة التونسية ، وتارة بحصار إقتصادي ، ودعم للقوة التي لا تحب التيارات التي قادة الثورة ، خصوصاً القوة السياسية الكبري « حركة النهضة « وتوجهاتها الإسلامية المُعتدلة ، وخير دليل علي ذلك المظاهرات التي تنطلق ليل نهار في كافة المحافظات مطالبةً بحل الحكومة و التحالف السياسي ، والسعي الدائم لنشر الفوضي وتحريض المواطنين ضد النظام السياسي القائم ... وبحقٍ وحقيقة تُعتبر تونس رغم مايجري فيها من أكثر دول الربيع العربي إستقراراً ؛ لأن بها جيش مهني لا يتدخل في السياسة تماماً ، وللحكمة العالية للشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ، والسياسي الضليع الدكتور المنصف المرزوقي – رئيس الجمهورية ، وزعيم أحد أهم الأحزاب المكونة للتحالف ، وكل قيادات التحالف ... أما أرض الكنانة فوضعها رهيبٌ رعيب لحظة صعود التيار الإسلامي لمنصة القيادة السياسية عبر التفويض الشعبي، والديموقراطية الحقة ، وسيطرته علي مجلسي النواب والشوري ، ومن ثم رئاسة الجمهورية ، طار صواب العلمانيين ، وفلول النظام المندحر ، وتجمعوا كلهم رغم تباين الأهداف والمواقف « تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتي « ؛ ولكن وضعوا هدفاً تكتيكياً مشتركاً هو إرهاق النظام القائم ، والإطاحة به بأي طريقه !!! ، ووضع العراقيل في طريقه ، ومواصلة التظاهر - غير السلمي - أكثر من 9450 مظاهرة ووقفة إحتجاجية وإضراب خلال سنةٍ واحدةٍ ، حتي وصل الأمر بأن يقوم القائد العام للجيش ووزير الدفاع بإنقلاب عسكري كامل الدسم علي الشرعية الدستورية ، بدعم من بعض القوة العلمانية والكنيسة و شيخ الأزهر، لا أقول الأزهر كمؤسسة ، لأن هنالك عدد كبير من شيوخ الأزهر ضد الإنقلاب، وللأسف الشديد الدول العالمية الكبري أيدت الإنقلاب ، والدول العربية لسان حال بعدها مؤيد ، والآخرين أخذوا بأضعف الإيمان ... فمصرتمثل ثقل سياسي كبير ، ونموذج يُهتَدي به ، فانتكاستها يعني أنتكاسة الربيع العربي ككل... والحراك الشعبي الآن في ميادين :»رابعة العدوية ، والنهضة « والمظاهرات التي انتظمت كل محافظات مصر ، وبروز تيار شعبي عريض مُطالب بعودة الشرعية ، ويضم كافة ألوان الطيف السياسي المصري ...يبشر بعودة الربيع العربي لبريقة رغم سحب الإنقلاب العسكري المتراكمة .... وليبيا أنتصرت ثورتها بفضل الله، وصمود الشعب الليبي وإصراره علي خلع نظام ديكتاتوري جثم علي صدره أربعة عقود ،أمعن فيها في التقتيل والتنكيل و سامهم سوء العذاب ، ونهب ثروة البلد وسخرها لمشاريعة الخرافية ومغامراته المجنونه، وكذلك الدعم الخارجي الطامع في البترول الليبي ، وحصته في تعمير ما دمرته الحرب ... وما يزال أعداء الربيع العربي يفعلون ما يفعلون في ليبيا ذات الوضع السياسي الهش ، والوضع الأمني الضعيف ؛ وذلك باستغلال ضعفاء النفوس وأصحاب الأهداف الضحلة ، و لتحقيق مأربهم الخسيس ..!! واليمن بتعقيداتها المعلومة أستطاع ثوارها الوصول إلي نصرٍ معقول ، أجبر الطاغية علي الترجل ، مع الإحتفاظ له بميزات سياسية ، وإعفاءات أمنية وقانونية ... وما يزال الثوار ينتظرهم المزيد ... كما قيل قديماً : «إن الشعوب تصنع الطغاة « وما من فرعون إلا وكان له حاشية تسير في ركابه دون عقل ٍ أو رأي .. فالشعوب العربية مكثت عهداً طويلاً من الخنوع للطغاة ، والأنحناء أمامهم .. ولكن الآن عرفت خطورة هذا الأمر ، وفضلت أن تنتزع الحرية منهم إنتزاعا، ولسان حالها يقول: وللحرية الحمراء بابٌ ****** بكل ِ يدٍ مضرجةٍ يُدق ُ ففضلت أن تخوض بحر التضحيات ، والدماء والدموع لتنتزع هذه الحرية ، التي أكرم الله تعالي بها الإنسان دون سائر المخلوقات « ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ...» «آيه : 70 « سورة الإسراء .. فالربيع العربي يعني أن الشعوب كسر قيد الخوف ، من الطغاة ، وودعت حقب الزل والهوان.. فالحرية تعني الحضارة والتقدم والكرامة .. فالمستقبل ملبد بغيوم طموحات أعداء الحرية ، والمستعمرين وهم يشكلون العقبة الكؤود في طريق التحرر والإنعتاق ، وهو أيضاً فياض برغبة وعزيمة الشعوب علي التغيير و إزاحة الطغاة وأعوانهم .... ولعمري ما أنتصر طاغيةٌ علي شعبٍ حرٍ أبي ...