سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث كان لها ما بعدها الرزيقات والمعاليا تاريخ دامي وأحداث عاصفة ولكن ..
أحداث التبت 4002م تولدت عنها ثارات ومضاعفات أُخرى
مؤتمر نيالا للصلح بين الرزيقات والمعاليا 4002م وضع توصيات مهمة ولكن
بلا شك أن الجميع قد تابعوا الأحداث المؤسفة التي دارت خلال الأيام القليلة الماضية بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بولاية شرق دارفور الوليدة والتي كانت حتى قبل أقل من عامين جزءاً من المكونات الجغرافية والإدارية لولاية جنوب دارفور وقد حصدت هذه الأحداث أرواح مواطنين أبرياء بالإضافة لأعداد من الجرحى علاوة على ما خلفت من آثار نفسية ومعنوية سالبة ليس بين أطراف النزاع أو مواطني دارفور فحسب بل على كل السودانيين ذلك لأن إزهاق النفس أمر محرم تحريماً قاطعاً في الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية. ولا شك أن هناك مجهودات قد بذلت من الحكومة الإتحادية وحكومة ولاية شرق دارفور بالإضافة إلى مجهودات المجتمع الأهلي والمدني وأصبح توقيع إتفاق الصلح بين القبيلتين المتنازعتين قاب قوسين أو أدنى. «الوطن» من خلال ملف «رواق الأربعاء» وصفحة «أحداث كان لها ما بعدها» تحاول قراءة الأسباب التاريخية للنزاعات القبلية بدارفور بشكل عام ونزاعات الرزيقات والمعاليا بشكل خاص مع تقديم نماذج لحلول سابقة لتسوية النزاعات بين القبليتين لعلها تسهم في إصلاح ما فسد بينهما. ٭ أسباب النزاعات صورة عامة يتفق الناس ويختلفون ويصطرعون ويتنافسون في سبل كسب عيشهم، ولما كانت سبل كسب العيش في دارفور منقسمة بين الرعي التقليدي والزراعة التقليدية وبعض الحرف والمهن التجارية التقليدية أصبح الصراع على الموارد قاسماً مشتركاً للنزاعات في الإقليم وذلك لأهمية الموارد في حياة الإنسان بإعتبارها البيئة التي يتم فيها النزاع. ويمكن إيجاز أنواع النزاعات في إقليم دارفور والاقاليم المشابهة له في السودان أو غيره في الآتي: ٭ النزاع حول ملكية الأرض والحواكير وديار القبائل. ٭ النزاع بسبب التعصب الأثني والقبلي. ٭ النزاع على السلطة «أهلية مجتمعية إقتصادية سياسية». ٭ النزاعات التي يفتعلها النهب المسلح والنزاعات الناتجة منها «اللحاق بالنهابين الفزع». ٭ النزاعات في مناطق التداخل الحدودي بين أصحاب المهن «مزارعين رعاة». ٭ النزاعات في مناطق التداخل الحدودي بين السودان وجيرانه «تشاد أفريقيا الوسطى ليبيا جنوب السودان». ٭ النزاعات في مناطق الثروات المخبوءة في باطن الأرض «النزاع في مناجم الذهب في منطقة جبل عامر». ٭التاريخ الدامي بين الرزيقات والمعاليا: قبيلتا الرزيقات والمعاليا وبرغم ما بينهما من وشائج رحم وتحالفات مشتركة ومواثيق وعهود ومؤتمرات صلح سابقة إلا أنهما ليستا بإستثناء من ما يحدث من نزاعات دارفورية بين قبيلة وأخرى وبين خشم بيت قبيلة مع خشم بيت قبيلة من نفس القبيلة. وفي ذات الوقت وبرغم التاريخ الدامي بين القبيلتين إلا أن هناك محاولات جرت لإصلاح ذات البين بينهما تكللت بالنجاح الوقتي.. ولعل مؤتمر الصلح الشهير الذي تم بين القبيلتين في العام 9691م يمثل اساساً لمؤتمر النزاعات بين قبائل دارفور ولو تم العمل بتوصياته لما تكررت النزاعات بين القبيلتين ولكن يبدو أن مؤتمرات الصلح بين القبائل لا تجد الحظ والإهتمام من القائمين على الأمر ربما لأسباب هم الأدرى بمعرفتها.. فلو نظرنا لتاريخية مؤتمر الصلح في دارفور نلحظ أنها موغلة في القدم حيث انعقد أول مؤتمر للصلح في دارفور في ذكرى العام الثاني لثورة المجاهد السحيني وذلك في اول يناير 2291م وذلك بمنطقة «جويقين مرقوية» حيث تعاهدت فيه قبيلتا البني هلبة «جبارة وجابر» وجيرانهم من قبيلة القمر بالإضافة للسلامات وخزام وبني حسين وهي من القبائل التي كانت تتبع لبني هلبة في ديارهم وقتها.. حيث تم تحديد الدية كالآتي: ٭ دية الرجل 03 بقرة ٭ دية المرأة 51 بقرة ٭ دية العين نصف دية الإنسان ٭ دية الرِجل نصف دية الإنسان ٭ إزالة البكارة عجلة جدعة ٭ دية السن عجلة جدعة عمرها سنتان ٭ القتل الخطأ 6 بقرات ٭ أحداث التبت 2002م الدامية النزاعات القبلية بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا كان أكثرها إيلاماً ومشابهاً لاحداث الأيام الماضية الحادث الذي وقع بسوق عديلة في مايو العام 2002م إثر مقتل أحد بناء الرزيقات وقامت قبيلة الرزيقات كرد فعل على ذلك بهجوم على قرى التبت والقرضاية والمعقرات نتج عنه 99 قتلى من الرزيقات و88 قتلى من المعاليا، وتم فتح عدة بلاغات جنائية في مواجهة عدد المتهمين من الجانبين، حيث كان حمل البلاغ الأول الرقم 05 بتاريخ 22/ 11/3002م تحت المواد011/12/41/031 من القانون الجنائي و62 و42 من قانون الأسلحة والذخيرة وكان البلاغ الثاني يحمل الرقم 603 بتاريخ 61/5/2002م بشرطة أبو جابرة حيث واجه المتهم ج أ أ وآخرون تهماً تحت المواد 861/031/281/381 هي القانون الجنائى والبلاغ الثالث كان يحمل الرقم 41 بتاريخ 2/7/3002م بنقطة شرطة شارف تحت المواد 62/44 من القانون الجنائي والبلاغ الرابع كان يحمل الرقم 61 بتاريخ 5/7/3002م قسم شرطة عديلة تحت المواد 62/44 هي القانون الجنائي ودون البلاغ الخامس ضد مجهول بالرقم 202 بتاريخ 2/7/3002م والبلاغ السادس ضد مجهول بالرقم 402 بتاريخ 4/7/3002م ودون البلاغ السابع بشرطة الضعين تحت الرقم 105 بتاريخ 3002م ونتيجة لمؤتمر الصلح الذي تم بين الجانبين لاحقاً فقد تم العفو عن المتهمين من الجانبين وإطلاق سرح المحكومين. ٭ مؤتمر الصلح 4002م انعقد مؤتمر الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في مدينة نيالا في اكتوبر 4002م تحت شعار الآية الكريمة «لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس» وذلك برعاية المهندس الحاج عطا المنان ادريس و الي ولاية جنوب دارفور وقتها، وقد جاء في البيان الختامي ما يلي ان انعقاد هذا المؤتمر ونجاحه على هذا النحو الذي أفضى الى العفو والصلح والتعافي والتعايش السلمي لدليل على أن الصلح خير وأنه سيد الأحكام وأن أهل دارفور قادرون على تجاوز مشاكلهم بالحسنى وأن هذه المساعي التي كللت بالتوقيع على وثيقة الصلح بين القبيلتين سوف تؤسس بإذن الله لتعايش مستدام بين الطرفين وان لمن حسن الطالع ان يتزامن الحدث مع شهر رمضان المعظم. ٭ وثيقة صلح 4002م وقد جاءت وثيقة الصلح في مؤتمر 4002م حاوية على بنود مهمة تمثلت في الآتي: إستشعاراً للمسؤولية وإستجابة لنداء الوطن وواجب الدين والعرف كان الصلح على البنود ادناه: 1/ أن يعفو الأهل المعاليا عفواً كاملاً عن مرتكبي أحداث قرية التبت من أبناء الرزيقات المدانين منهم والفارس. 2/ أن يدفع طرف الأهل الرزيقات دية عرفية مضاعفة لأولياء الدم من الأهل المعاليا عن الدماء والأرواح التي أزهقت في قرية التبت وذلك حسب الكشف المرفق المقدم من اللجنة العدلية. 3/ أن يعفو الأهل الرزيقات عفواً كاملاً عن الشخصين الأثنين اللذين ارتكبا حادث سوق عديلة الذي تسبب في مقتل أحد أبناء الرزيقات وعن عبدالله الفاتح الذي تسبب في حادثة المعقرات. 4/ أن يدفع طرف الأهل المعاليا دية عرضية مضاعفة عن دم وروحى أبناء الرزيقات في حادثتي عديلة وضواحي قرية بخيت. 5/ أن يتم دفع دية عادية من الأهل المعاليا الى الأهل الرزيقات في دماء وأرواح أبناء الرزيقات الذين قتلوا في حادث التبت حسب كشف اللجنة العدلية. 6/ أن يتم رد الأموال المنهوبة والمفقودة بصوفها أو عينها أو قيمتها حسب تقديرات لجنة الاجاويد لاصحابها المعاليا حسب الكشوفات المعتمدة من اللجنة العدلية. 7/أن يتم رد الأموال المنهوبة والمفقودة بصوفها أو عينها أو قيمتها حسب تقديرات لجنة الاجاويد لاصحابها الرزيقات حسب الكشوفات المعتمدة من اللجنة العدلية. 8/ أن تستمر الإجراءات المتخذة من الحكومة الإتحادية والولائية والآلية في شأن إغلاق المراحيل في منطقة الاحداث لتفادي الإحتكاكات بين الطرفين وذلك خلال فترة تنفيذ الصلح ودفع الديات. 9/ أن تقوم السلطات الإتحادية والولائية ومنظمات المجتمع المدني بإيلاء أهمية خاصة للتنمية وإعادة التعمير للمنطق التي تأثرت بالنزاع القبلي والأهداف وإعادة إعمارها. 01/ كل الأحداث التي وقعت بعد التبت بما فيها المعقرات والقرضاية كدر الحمار أم خوف السقيط أم كشواية أم راكوبة النجيلة كليكلي هي عبارة عن مضاعفات وثارات لحادثة التبت وأملاً في مستقبل واعد بين الأشقاء وإرساء للأُسس والتعايش الممكن وفق الأعراف كان قرار لجنة الاجاويد بأن تكون الدية لجميع القتلى دية عادية.