سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث كان لها ما بعدها أبيي .. تاريخ من التعايش أهدره البروتكول وغيّبه تقرير الخبراء وضيعه حكم التحكيم
قيام الاستفتاء فى اكتوبر القادم من جانب واحد مؤامرة على البلدين
وثائق التاريخ وحقائق الجغرافيا تقول: أبيي لم تكن جزءً من بحر الغزال
قبل عدة أسابيع أطلق القيادى بدولة جنوب السودان ادوارد لينو تصريحاً قال فيه ان حكومته ستنفذ فى اكتوبر القادم الاستفتاء على منطقة أبيى من جانب واحد... المراقبون أعتبروا ان هذا التصريح « صب على زيت نيران العلاقات بين دولتى السودان وجنوب السودان والتى كثيراً ما تشتعل وسرعان ماتخبو كلما تدخلت قيادات الدولتين... بعض المراقبين قالوا ان صمت السيد رئيس جمهورية جنوب السودان على مثل هذا التصريح يعنى ان محاولاته فى تحقيق جوار آمن ستكون فى المحك، ويعولون على حسم أمر ابيى فى المباحثات التى يجريها هذه الايام مع رصيفه المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان خلال زيارته للخرطوم يومى الثلاثاء 3 سبتمبر والاربعاء 4 سبتمبر 2013م... والتى يأمل الوطنيون المخلصون فى الدولتين ان تنهى حالة الجمود التى رافقت علاقات البلدين نتيجة الاتهامات المتبادلة والتى اوقفت نفاذ برتكول اديس ابابا الموقع بينهما العام الماضى والرامى لازالة كل العوائق المهددة لعلاقات البلدين ومستقبلها. ادوارد لينو رمزية التعايش ولكن: الكثيرون من رموز ونخب قبيلة المسيرية تحسروا ليس على هذا التصريح فحسب بل لصدوره من اكثر ابناء دينكا نقوك الذين تعايشوا اهلهم مع قبيلة المسيرية وهذه الحسرة سببها ان « أدوارد لينو» هو نتاج زيجة بين قبيلتى دينكا نقوك والمسيرية وهذا ما أشار اليه ضمناً الخير الفهيم رئيس لجنة الاشراف المشتركة على ابيى لحين قيام الاستفتاء للتقرير بشأن المنطقة والقيادى بقبيلة المسيرية فى حديثه فى ندوة « أبيى ارض الآباء والاجداد» التى اقامها منبر السلام العادل بداره بضاحية المنشية مساء اول امس الاثنين حيث قال» ود أختنا «. ونماذج التعايش بين قبيلتى المسيرية ودينكا نقوك رصدتها الكثير من الدراسات والوثائق والصحف والكتب والمجلات ولعل ابلغها دلالة عندما لبس السلطان دينق مجوك « الجلابية والعمة» وإعتبرهما زيّاً رسمياً له ويكون بذلك قد اكدّ على رمزية علاقة التعايش بين قبيلتى المسيرية ودينكا نقوك، والتى يبدو ان المسيرية قد بادلوه نفس الشعور عندما إنتخبوه رئيساً لمجلس ريفى المسيرية بكل مكوناته السكانية التى تشمل المسيرية ودينكا نقوك والقبائل الاخرى القاطنة فى دار مسيرية بكردفان. وقد عزز ذلك ما قاله البروفسير فرانسيس عن والده فى كتابه الذى أسماه « رجل يدعى دينق مجوك سيرة زعيم ومجدد « فى صفحة 242 فى العام 1951م اعطى الانجليز الخيار لنقوك فى الانضمام الى الجنوب وهو نفس الخيار الذى كانوا منحوه لهم تحت زعامة « كوال اروب» والد دينق مجوك وكان دينق مجوك مثل أبيه قد إختار ان يبقى فى الشمال ويبدو أنه كان يرى فى انتمائه لبعض عناصر الثقافة العربية الاسلامية سانحة لرفع مكانته ويقر كل الذين تمت مقابلتهم سواء ان كانوا من الاسرة او من غيرها او سواء كانوا عرباً او دينكا جنوبيين ام شماليين بأن دينق مجوك كان حافظاً للتوازن ما بين الجنوب الافريقى والشمال العربى ويُعزى السلام الذى كانت تنعم به هذه المنطقة الحدودية الصعبة الى علاقات دينق مجوك النزيهة مع الطرفين. ولعلّ تجربة ناظر المسيرية بابونمر مع دينكا نقوك كانت فى خدمة التعايش وتعزيز فرص السلام الاجتماعى بين القبيلتين ولعلّ ما أورده الفريق مهدى بابونمر فى حديثه فى ندوة منبر السلام العادل يصب فى ذات الاتجاه حيث قال « بابونمر ودينق مجوك خلقا أفريقيا مصغرة» وكذلك قوله « نحن واهلنا دينكا نقوك اخوان لو دايرين يمشوا الجنوب نحن بنمشى معاهم ولو قاعدين هنا معانا برضو هم أهلنا» الوثائق التاريخية والحقائق الجغرافية: كل الوثائق التاريخية والحقائق الجغرافية تقول: قواسمها المشتركة ان أبيى منطقة شمالية تتبع لاقليم كردفان حيث يعيش فيها المسيرية الحمُر ودينكا نقوك وتقع بين خطى عرض 3.4- 11.5 شمالاً وخط 27.1-30 فى مساحة تبلغ 25000 خمسة وعشرين ألف كيلومتر مربع، وتقع على تخوم بحر العرب من الناحية الشمالية وهذا ماهو ثابت فى الحدود الدولية لجمهورية السودان. وبحر العرب هو أكبر انهار المنطقة ويسمى « بحر كير» وهو الإسم الذى اطلقه عليه دينكا نقوك و « كير» حسب لغة الدينكا تعنى « العرب» ويجرى بحر العرب مخترقاً المنطقة حيث يكون « الرقبة» أو « أم بيرو» بلغة اهل المنطقة او « اليامورا « او « نمورا» التى تمثل مصدر لماء الشرب وصيد الاسماك. وقد قسم عرب المسيرية آراضيهم فى منطقة أبيى بحسب طبيعتها وحسب وثائقهم التاريخية الى: القوز ويقضون فيها فترة الخريف ارض المجلد وبها أشجار الكتر والهشاب وتسمى « مجلد» لانها ارض قوية « جلدة» وبها مستنقعات. قوز أبو جمالة وجماّلة مأخوذة من جميل نسبة للشجر الذى يستمر فى الخضرة زمن الصيف وهو قوز هش تختلف أرضه عن القوز الشمالى للمجلد وتشتهر بشجرة « أبوليلى» التى لها ثمار تؤكل. الدندانة ارض طينية رملية وفى زمن الخريف تكون وحلاً وبها أشجار أغلبها الهجليج والصهب والعرديب القردود وهى ارض طينية رملية. الطينة وهى ارض بحر العرب ومابعده وهى طين أسود اللون. والمسيرية يعتبرون المنطقة جنوب بحر العرب تتبع لهم حتى منطقة ابونفيسة التى بها مقبرة أحد شيوخ المسيرية ويدعى الشيخ على ابوقرون وحتى الكثير من زعامات دينكا نقوك يؤكدون ذلك حيث قال بذلك السيد/ زكريا أتيم أحد قيادات دينكا نقوك فى ندوة منبر السلام العادل وزاد ان من المهم ان نحافظ على العلاقات بين القبيلتين سواء بقيت أبيى بعد الاستفتاء ضمن شمال السودان او جنوبه لان ابيى تمثل من جسور التواصل وهذا ما أكدّه بروتكول أبيى الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية فى 2004م والذى جاء فى مادته 1-1-1 « ابيى هى جسر بين الشمال والجنوب يربط شعب السودان» الاستفتاء مستصغر نار: تعقيباً على تصريح ادوارد لينو الخاص بقيام استفتاء من طرف واحد إنتظمت قيادت ونخب قبيلة المسيرية فى سلسلة تصريحات صحفية وندوات ومنتديات كان آخرها بمنبر السلام العادل اول امس الاثنين حيث انتهى المنتدى الى حزمة توصيات اهمها « استفتاء ابيى لن يقوم بدون قبيلة المسيرية بالتى احسن او بالتى هى اخشى»... بعض المراقبين ان اى إجراء للاستفتاء فى ابيى من طرف واحد وإقصاء الطرف الآخر لايعنى دخول طرفى المنطقة فى حرب فحسب بل يعنى جر السودان وجنوب السودان لمشكلات غير محمودة العقبى تجعل الجوار بينهما يصبح مستحيلاً.