الزكاة ركنٌ أساسي من أركان الإسلام ... ورد في شرعيتها العديد من النصوص القرآنية المباركة ، والأحاديث النبوية الصحيحة ، وهي شعيرةٌ ذات خصوصيه ، وتتطلب في من يقوم علي أمرها العديد من الصفات الخُلقية ، والإمكانات الفقهية ، وقبل ذلك النية الصادقة لتعظيمها ...» ...ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب ..»... وهي فريضةٌ ماليه ، والمال ميدان نشاطها ، جبايةً وصرفا ، عيناً ونقدا... وهي شعيرةً إجتماعية ٌ بحته إذ يشكل الفقراء والمساكين مصرفها الأساسي من بين المصارف الأخري ، ولعل القانون واللوائح المعمول بها فصلت في هذا الأمر بصورةٍ محكمة... ولعل القليل مِن الناس مَن تتوفر فيه هذه الصفات، فلذلك يشكل « العاملون عليها « الركيزة الأساسية لهذا الصرح العملاق فعلي عاتقهم يقع العبء الأكبر في ترسيخ مفاهيمها ... وعامل الزكاة يُعتبر من أكثر العاملين رهقاً وتعبا ... وقد يكون هذا الأمر واحدةٌ من أسباب إعتذار الكثيرين ممن تولي منصب الأمين العام لديوان الزكاة في بلدٍ تفوق نسبة الفقر فيه 46% من عدد السكان ... وفي المقابل 30% فقط من المُقتدرين هم من يدفعون زكوات أموالهم كامله للديوان .. العاملون عليها لا يتجاوزون 3500 شخص في الامانة العامة وكل ولايات السودان ، هم من يجمعون الزكاة ، وهم من يقومون بصرفها... في حين أن هنالك مؤسسات شبيه بها حوالي 40000 من المتحصلين ولا يزالون يطلبون المزيد لتغطية مساحة الإيرادات المعتمدة في ميزانياتهم .. رغم كل هذا العطاء ، وعشرات المليارات من الجنيهات التي تُصرَف في المشروعات المختلفة من خلال برنامج « تعظيم شعيرة الزكاة « فهي لا تساوي أكثر من 2.5% من الدخل القومي للبلاد ، والذي يتم جمعه فعلاً لا يتعدي 16% من المطلوب حتي العام 2012م و حسب الوعاء الكلي للزكاة لعام 2013م ... ومع هذه التحديدات تظل تجربة الزكاة في السودان هي الرائده في العالم الإسلامي ، بشهادة الخبراء والفقها ء من كل دول العالم الإسلامي ، خلال الأوراق التي تم تقديمها في المؤتمرات العلمية والعالمية، التي عُقِدت في السودان وخارجه ... هذا الواقع يفرض بالضروره إستقراراً إدارياً في قمة الهرم ، إذ أن إستيعاب هذه الشعيرة ليس بالأمر اليسير ... ولكن قَدَرَ هذا الديوان كلما نضجت ثمرةٌ إمتدت لها الأيدي التي تُجيد صياغة المبررات ، وترتيب الأولويات لتقطف تلك الثمرة ، مما جعل ثمة تعثر في المسير منذ سنوات ، وحتي يأتي القادم الجديد « إن كان من خارج الديوان»... وهو مشهد مكرر عاشه الديوان في فترة البروفسير أحمد مجذوب – الأمين العام الأسبق- الذي فتح آفاق الإنطلاق للجباية ، ووضع مجالات رحبة للمصارف ، ونظم مؤتمراً علمياً عالمياً ، تم بموجبه تعديل قانون الزكاة ، لإستيعاب التطورات الإدارية والإقتصادية ... وقبل أن يُكمل ما بدأ أتي القرار الرئاسي بتعينه وزير دوله بوزارة المالية ففقدته الزكاة بقلبٍ نازف ؛ لأنه وضع بصمات واضحه ، فهوإقتصادي ماهر، وفقيه مُدرِك ، فمكث زمناً وجيزاً في المالية وقادرها لولاية نهر النيل والياً عليها ففقدته المالية أيضا ... ولم تُجدي حينها شفاعات الشهيد حاج نور - عضو مجلس الأمناء ، ولا مساجلات وزيرة الشؤون الإجتماعية « ، ولا توسلات الشيخ الكاروري ... وذات المشهد يتكرر اليوم بتعين الدكتور محمد يوسف علي- الأمين العام الحالي وزيراً للدولة بوزارة المالية والذي لم يمضي علي تكليفه بهذه الأمانة « 20 شهرا « حيث بدأ بخطواتٍ راسخات للنهوض بهذه الشعيره ، إدارياً وجبائياً ومصارفياً ، وإعلامياً ... والدكتور محمد يوسف له إنجازات شهد بها القاصي والداني في الديوان وهذ ا جزء يسير منها :- 1- المُقَدَر للجباية في العام «2012م» 565مليون جنيه ... الذي تم تحصيله 807 مليون جنيه بزياده أفقيه في عدد دافعي الزكاة ، وزياده رأسية بدفع المُزكين لزكاتهم كامله .. 2- إصلاح بيئة العمل أ- أكثر من 60 دوره تدريبيه في العام « 2012م» إستفاد منها آلاف من « العاملين عليها «. ب- تحسين مرتبات العاملين في إطار المصرف المُحدد لهم وفق القانون واللوائح .. ج- زيادة عدد العاملين بتعين 200 خريج ، علماً بان التعين توقف منذ عشره سنوات .. د- إنجاز الهيكل التنظيمي للديوان ظل متعثراً لأكثر من عشره سنوات.. سوف يُعلن في نوفمبر القادم . 3- إطلاق ثورة التقنية الحديثة، وتطوير مركز المعلومات وربط كل الولايات بالشبكة العنكبوتية . 4- التواصل الحقيقي مع العالم ، وتنظيم ورشه لزكاة المغتربين « تم ترجمتها للغات ..» الإنجليزية ، والفرنسية ، واليابانية ، بالإضافة للعربية ... 5- في مجال المصارف رفع شعار « نمشي للناس قبل ما يجونا « وطبقه عبر اللجان القاعدية ، وتم تدريبها وتأهيلها وإنزال الصرف للمحليات واللجان .. 6- تعديل مادة الزكاة بالمناهج الدراسية للتوافق مع الفقه العامل بديوان الزكاة . 7- مراجعة رسالة المعهد العالي لعلوم الزكاة وإعادة تأهيله وهيكلتة . 8-فتح قنوات تواصل حقيقية مع إتحادات ونقابات دافعي الزكاة « مزارعين ، أصحاب عمل ، رعاة ، حرفيين «.. 9- إعتماد مبدأ العمل الميداني ... زار الأمين العام كل ولايات السودان عدا واحده ... وكلها كانت مصحوبه ببرامج ضخمة وكان تمويلها بملايين الجنهيات. 10- القدوة الحسنة ، والعفة والزهد عند المغنم ، والتسابق لأداء الصلوات .. 11- إتباع العلمية في العمل .. لاحجة بلا دليل .. ولا منطق بلا أرقام .ز 12- أطلاق مشروع إخراج عشرين ألف أسرة من الفقر كوثبه أولي ... هذه قطرات من فيض الدكتور محمد يوسف علي ، وهو بحرٌ زاخرٌ بالعطاء ، والزهد والنقاء ، وحفيظٌ عليم بأمور الزكاة وفقهها ، والزكاة في أمس الحاجة لأمثاله لل مساهمة بقوة وعلم وحكمه في ردم فجوة الفقر التي تتسع كل يوم...فلماذا تترصد المالية المُبدعين من قيادات الزكاة ؟؟ رفقاً بهذه المؤسسة الإستراتيجية...