فجعت مدينة الجمال والحُب بورتسودان وفاة قامتين من قامتها السياسي الضليع والمخضرم المعتق هاشم بامكار والرياضي القح والسياسي اليساري خليل عثمان فكانت الصدمة هائلة إهتزت بها أركان مدينة الساحل ولكل رجل مواقفه وعمنا المرحوم المناضل هاشم بامكار ونحن طلاب في المراحل المتوسطة والثانوية ، نتابع قفشات هاشم بامكار ومداخلته اللاذاعة مما يجعل أروقة ومدرجات الجمعية التأسيسة تضج بالضحك وكان في ردهات الجمعية عظماء السياسيين المحجوب الهندي يحيى الفضلي عبد الخالق محجوب ومبارك زروق أساطين في القانون والأدب والشعر وسط هؤلاء العمالقة كان يقف هاشم بامكار شامخاً معتزاً بنفسه يدافع عن قضايا الشعب وعن مدينة الثغر العظيمة ولا ينسى المجتمع السياسي ذلك الوعد والحُلم الكبير الذي وعد به ناخبيه في بورتسوادن ببناء كوبري يربط بين بورتسودانوجدة، وكان هاشم بامكار جاداً في وعده لناخبيه طبعاً لم يحقق هاشم بامكار ما وعد به ناخبيه ولكن رغم ذلك فقد فاز في الجمعية التأسيسية ولم يتخلف عن الجمعيات التأسيسية مثل الإنقاذ وكان يمثل شعلة في ردهات المجلس التشريعي الإتحادي وكان يملأها حيوية ونشاطاً وإثارة للقضايا الإجتماعية، آخر مرة شاهدته في ندوة أقامتها «جريدة المشهد الآن» شارك فيها الصادق المهدي حول رؤية سماها الفجر الجديد في ذلك اللقاء أضحك بامكار الجميع ألاّ رحم الله المناضل العجوز هاشم بامكار وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. أما خليل عثمان فقد عرفته في جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي وكان ملازماً للأخوة الناصريين مجدي سليم أحمد عبدالرحيم ومصطفى عبد القادر شوقي وظننت بادي الأمر أنه ناصرياً ولكن علمت أنه ينتمي الى قبيلة التيار بل كانت علاقته بالناصريين علاقة أخوية وإنسانية.. إستقر به المقام في بورتسودان واستطاع أن يحفر الصخر بأظفاره وأن يكون نفسه بالحلال الباين ثروة، ولكنه كان يعيش حياة الفقراء وتدرج حتى أصبح رئيس الإتحاد المحلي بمدينة بورتسودان وخليل رجل مواقف ومبادىء عاش للناس ومن أجل الناس كان ينحاز لصفوف الفقراء والمساكين، كان متواضعاً وخلق قاعدة من محبي الرياضة من مدينة بورتسودان بل في كل أنحاء السودان وكانت رفيقة دربه «مدينة» رسمت خارطة حياة يساعدون فيها الناس تستقبل ضيوفه وتحتمل بصبر مجيد غيابه الطويل عن المنزل لإرتباطه بالعمل العام؟ ومدينة زوجته تعلم أن خليل قد وهب حياته للناس ومات فقيراً لا يملك إلاّ شرفه وسمعته ونضاله وأخلاقه وقيمه الفاضلة التي سوف تشفع له يوم القيامة. أيها المناضل الفذ هاشم أرقد هنيئاً وسوف تشفع لك نضالاتك من أجل الفقراء والدفاع عن أهل الشرق.. ويا خليل فنم هنيئاً أيضاً في قبرك وأنت موشح بحب الناس.. يارب العالمين أدخلهما جنات الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. ٭ لكزة: يا والي الخرطوم جماهير الخرطوم في إنتظار القطارات التي سوف تحل مشاكل المواصلات..!. ٭ يا مدير مواصلات الجزيرة مازلنا ننتظر خطة انفاذ المواصلات..!!.