العزيز ضياء الدين بلال تعرض لامر فرض رسوم على حطب الدخان على استحياء وقد عهدناه وقورا يحفظ لنفسه المسافات وان كان صاحب تلميحات ذكية وقد كنت اتوقع لفرط ادبه ان يقول خشب الدخان امعانا فى التعفف ولكنه استخدم كلمة حطب حتى تتسم كلماته بالدقة وتبلغ الهدف وهى بالطبع اشارة واضحة لما يسمى بالطلح ( الذى هو فى تعريفى الخاص وقود نووى سودانى ) يثير المزيد من النعرات ويجعل الرجال يشكون بعبرة وتحمحم ، وان كان ضياء كما اسلفنا قد (هبش ) الموضوع بمقتضى ادبيات المهنة فان صديقنا الحبيب د.عبد اللطيف البونى وشخصنا سنتعرض لهذا الامر من منطلق ان الذين يقدرون (طابق البوخة ) سيتعرضون له على المكشوف فهو من صميم الجينات الرجالية السودانية واقلامنا (مارقة للربا والتلاف التعبيرى ). وعلى رأى صديقنا ايضا د. كمال عبد القادر ( كلامات ) فان الحكومة قد لحقت الغنماية وتلك طرفة اطلقها كمال تحدثت عن كلب كان يرتاد الكوشة ليأكل ماتيسر وكانت هناك غنماية تسبقه الى هناك وفى كل مرة يجدها (يهوهو) عليها فتنسحب تاركة له المكان وفى ذات يوم جاء الكلب ووجد الغنماية (فهوهو) كالعادة الا انها ( تحنفشت) وشمرت قرنيها استعدادا للقتال فبهت الكلب (ولوى ضنبه )مبتعدا عن الكوشة وهو يقول : الغنماية دى جنت وله شنو. نعتقد كذلك ان بعضا من الحكومة قد جن وقد تواترت الانباء عن عزم بعض اطرافها فرض رسوم على حطب الدخان وهو بالطبع حطب الطلح الشهير ولكن يبدو ان العبقرى الذى فكر فى هذه الفكرة الجهنمية قد احتاط لكل انواع الحطب من طلح وشاف وكليت وهبيل (وما ادراك مالهبيل ) الذى لايعرفه هذا الجيل ، المهم ان الجماعة بعد ان فرضوا الرسوم على المأكل والمشرب (قبلوا ) على حياتنا الخاصة ويريدون ان يتحكموا فى اخص خصوصيات الانسان السودانى التى تسهم فى رفع معنوياته وتخفف عنه بعض الضغوطات النفسية بسبب السياسات الاقتصادية ،وهذه مقدمة لمنع طبقة البوخة وسيدخل الطلح الى السوبر ماركت بعد ان يتم تغليفه بالسلوفان ليصبح سلعة فى متناول الاثرياء وقد جاء الوقت ان نتوقف عن الضحك على اخواننا فى شمال الوادى وماعلى الفقراء الا ان (يحطوا كلونيا ) ويادار مادخلك طلح. لقد تمكنت عقلية الجباية من عقول هؤلاء القوم الذين لانعرف لهم تفكيرا منطقيا فى استنباط افكار جديدة وحلول للمشاكل الاقتصادية غير ايسر الطرق التى تؤكد خلو ادمغتهم من التفكير الابداعى الخلاق الذى يضع فى اولوياته التخفيف عن الفقراء ويبحث عن الطرق التى لاتؤدى الى زيادة معناتهم ان لم يكن ذلك من باب حسن السياسة فمن باب ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء ، ولكن هل يفكر اولوا الامر بهذه الطريقة. لانقبل اعتراض معترض على خوضنا فى هذه المسألة الاستراتيجية فالحكومة او بعضها مس الامر لذا كان لابد من التعليق عليه لانه من الضروريات الحياتية لدى المجتمع السودانى فى افراحه وممارساته اليومية لانه شعب يحب الطيب والخضرة والوجه الحسن وبعضنا يرتج طربا للبرعى وهو يشدو للزوجة المبروكة التى تأتيك بالروائح تلك العود والمسوح والدلكة وغدا يفرضون رسوما على الدلكة طالما جاءت سيرتها ، ولن يهمهم شئ طالما عرفوا الساونا (وبقوا يلمعوا بعد الغبشة)، بتعرف الساونا يابونى ؟ حاجة كده زى الاوفالتين لايعرفها الغلابى ، ونستغفر الله ان نبأ القلم.