في الوقت الذي أبدى فيه الخبراء والمهتمون بأمر الصحة اهتماما ملاحظا بضرورة قيام الحملة القومية لتطعيم أطفال مرض الشلل في أعقاب ظهور حالات في بعض الدول المجاورة دولة جنوب السودان والمخاوف من دخولها إلى السودان. حملت الحكومة الحركات المسلحة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مسؤولية عرقلة الحملة القومية لتطعيم الأطفال دون سن الخامسة ضد مرض شلل الأطفال وذلك بعدم السماح لفرق التحصين بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركات وبالتالي حرمت الأطفال المستهدفين من تلقي الجرعات التي تقيهم الإصابة بالمرض اللعين. فيما أعلنت الحكومة الثلاثاء الماضي نهاية الفترة المحددة لبرنامج وقف العدائيات والذي التزمت به لتنفيذ حملة التحصين في المناطق المتأثرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في إطار الحملة القومية التي تنفذها وزارة الصحة الاتحادية ممثلة في البرنامج القومي للتحصين الموسع ونبهت إلى عدم اكتمالها بسبب تعنت حركة التمرد وسعيها إلى استغلال الموقف في سبيل تحقيق مكاسب لا علاقة لها بالبعد الإنساني والأخلاقي للحملة. وعدّت الحكومة في بيان أصدرته اللجنة الفنية للعون الإنساني التابعة لمفوضية العون الإنساني عدم تنفيذ هذه الحملة في المناطق المعنية بشكل يشكل خطراً داهماً على أطفال السودان خاصة في أعقاب ظهور عدد من حالات الشلل في بعض الدول المجاورة في الوقت الذي ظلّ فيه السودان خاليا من المرض مدة خمس سنوات وتؤكد الحكومة في بيانها أنها التزمت من جانبها بكافة الاستعدادات المطلوبة واللازمة لتنفيذ الحملة في المناطق المذكورة بمعاونة الشركاء من الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وذلك بإعداد خطة تفصيلية للحملة بمواقفة الشركاء وإعلان وقف العدائيات من جانب الحكومة في الفترة من 1-21 نوفمبر 3102 في حين تم توصيل كافة اللقاحات المطلوبة للمناطق المعنية كما يشير البيان إلى حرص الحكومة الدائم على صحة أطفال السود ان في كافة أراضيها ومطالبته المجتمع الدولي بتحميل حركة التمرد كل المسؤولية عن عدم تنفيذ الحملة والآثار المترتبة على ذلك خاصة أنها تتزامن مع حملة مماثلة بدولة جنوب السودان أما وزارة الصحة الاتحادية فكانت قد وفرت كافة المعينات والكوادر واللقاحات لإنجاح الحملة من خلال برنامج التحصين ووزارات الصحة بالولايات المختلفة والشركاء من المنظمات حيث يقول د. مجدي صالح عثمان مدير البرنامج إن الوزاراة تسعى إلى تكرار جرعات التطعيم تحسبا لانتقال الفيروس من دول الجوار الموبؤة بالمرض خاصة بعد ظهور 4 حالات بدولة جنوب السودان الأمر الذي يدعو إلى توخي الحذر وبذل مزيداً من الجهود وهو يرى أن هناك شراكة فاعلة بين إدارته والمنظمات الوطنية والدولية نجحوا بفضلها في السيطرة على فيروس الشلل ومنع انتشاره من خلال الحملة التي استمرت مدة ثلاثة أيام ووجدت استجابة واسعة من المواطنين وكانت اللجنة الفنية للعون الإنساني قد أصدرت بياناً سابقاً اتهمت فيه المتمردين بجنوب كردفان ودارفور بعرقلة تنفيذ الحملة وعدم السماح لوكالات الأممالمتحدة المختصة بالوصول إلى الأطفال. وقد ظل المختصون خاصة وزارة الصحة وبرنامج التحصين الموسع يطلقون التحذيرات من خطورة مرض الشلل وذلك من خلال الحملات المنظمة التي تغطي كافة الولايات ومحلات التوعية بهدف الوصول إلى كل الأطفال المستهدفين وإعطائهم حقهم من الجرعات التي تقيهم من المرض لكن بالنسبة لمناطق النزاعات فيجب أن يحرص الجميع على صحة الأطفال واعتبارها خطا أحمر يجب عدم تجاوزه.