ولد محمود أبوبكر في مدينة بور بأعالي النيل، وكان والده يعمل بالخدمة العسكرية، وتنقل في عدة مدن منها عطبرة ودرس في المدرسة الأمريكانية بمدينة الابيض وأكمل تعليمه المتوسطة بمدرسة حلفا. وعاد إلى أم درمان والتحق بكلية غردون سنة 2391م وتخرج سنة 4391م، وتم تعيينه في وظيفة مدنية بالسكة الحديد، وفي العام 8391م التحق محمود أبوبكر بالمدرسة الحربية. ٭٭ طباعه وشعره تميز الشاعر محمود أبوبكر بالمودة والصمت والحديث الوردي والتفكير المتأمل كان محبوباً بين الأصدقاء والأهل والرفاق. وكان إلى جانب مقدراته الشعرية الفائقة موسيقياً بارعاً في عزف البيانو والعود والكمان، وبهو صوت شجي إذ يرتل القران الكريم له موهبة في الخط العربي والانجليزي، وقد قام بكتابة ديوانه بخط يده وكان إلى جانب ذلك رساماً موهوباً. وكان ثائر النفس منفعلا بقضايا الوطن السياسية والاجتماعية، محمود ابوبكر مبدع في غزله مع عفة ونقاء فهو يحدد نهجه الغزلي في قصيدته الشهيرة «ايه يا مولاي».. أعشق الطبع العليا فيك يا اخت التريا لم يكن طبعك دراً عند من كان نبياً أن نجد فيك دلالا أو جبيناً يتلألأ نحن قوم كل مالا عن ندعوه ضلالا ايه يامولاي ايه من حديث اشتهيه وجمال انتفيه بغية القلب النزيه ٭٭ صه يا كنار من القصائد الثائر التي تموج بالوطنية والتحريض على النضال والجهاد الجاد حتى انها أصبحت «مار سييز» الحركة الوطنية والمحرض الأول على الثورة. صه يا كنار وضع يمينك في يدي ودع المزاح لذي الطلاقة والردِ صه غير مامور وهات مدامعاً كالأرجوانة وابك غير مصغر إلى أن يقول: أنا لا أخاف من المنون وريبة مادام عزمي يا كنار مهندي سأزود عن وطني وأهلك دونه يوماً يجئ فيا ملائكة أشهدي لا أود أن أخوض في قصائد محمود أبوبكر الوطنية أو الغزلية أو غيرها أو أن أعرضها للتحليل الفني والأدبي أو الدراسة المفصلة وأبواب الشعر وبحاره التي غاص فيها الشاعر فما هذه إلا مقدمة موجزة للتعريف بالشاعر محمود أبوبكر «النسر». وفي أمسية السبت السادس والعشرين من شهر يونيو سنة 1791 في المستشفى العسكري في أمدرمان حانت لحظة الفراق مخلق النسر ملبياً بنداء ربه وارتقت روحه النقية إلى رحابات الجنان بعد أن سطر بالنور وجوداً فاعلا في صفحة التاريخ الثقافي والأدبي والنضالي لهذا الوطن. حسام الدين النور «ميكو»