بالأمس كانت الوقائع مختلفة في بلاد القصر وبعض الوزارات العتيقة وفيما أدى القادمين الجدد من نواب الرئيس والوزراء ووزراء الدولة القسم أمام رئيس الجمهورية ورئيس القضاء كان هناك وداعن مهيب بالدموع لبعض الوزراء القدامى وعلى رأسهم كمال عبد اللطيف وزير المعادن السابق ,حيث أحتشدت مداخل وردهات مباني وزارة المعادن بالعاملين وكبار الموظفين حتى مكتب الوزير الذي لملم أغراضه وودعه الجميع بالدموع وقد وصفه بعضهم في حديث (للوطن) بأنه كان إنساناً بتعامله مع الجميع قبل أن يكون وزيراً ورغم حرصه على العمل وجديته في الإنجاز الا أنه كان يولي الجوانب الإنسانية مساحة مقدرة في نفوس الذين عرفوه ولذلك كان الوداع مهيباً في إنتظار إستقبال القادم الوزير محمد محمد صادق الكاروري كمال عبد اللطيف طلب العفو من الجميع وأكد استمرار علاقته الانسانية والاجتماعية بهم وأشاد بالوزير الجديد الكاروري ودعا له بالتوفيق وطالب العاملين للتعاون معه ومواصلة مسيرة النجاح في المعادن .,هذا وقد شهدت عدد من الوزارات أمس إستقبال الوزراء الجدد وجلسوا بمكابتهم إيذانا ببدء المرحلة الجديدة التي صنفت بأنها مرحلة تغيير حقيقي لجلد الإنقاذ بمغادرة معظم قادة الصف الأول وإعطاء الشباب مساحة مقدرة في الإستوزار وتحمل المسؤلية في المرحلة الفاصلة التي تمر بها البلاد وبحسب مراقبون فإن التغيير الذي تم يعتبر جريئاً وخطيراً في أن في ظل إقتراب الإنتخابات القادمة ومايمكن لحكومة الشباب أن تفعله لترجيح كفة المؤتمر الوطني في الإستحقاق الإنتخابي وهو ماينتظر أن يكون شعار المرحلة القادمة. أداء القسم جاء أداء القسم بحسب البروتكول حيث أدي الفريق أول بكري حسن صالح القسم امام المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري نائباً أول لرئيس الجمهورية بحضور مولانا محمد أحمد ابوسن رئيس القضاء وتبعه السيد حسبو محمد عبدالرحمن ايضاً امام رئيس الجمهورية نائباً لرئيس الجمهورية . ثم الوزراء الاتحاديون الجدد بحضور الاستاذ صلاح ونسي وزير رئاسة الجمهورية وهم المُهنْدِسْ إبراهيم مَحْمود وزير الزِّراعة والأستاذ بدر الدّين مَحْمُود وزير المالية والأستاذ الطيِّب حَسنْ بَدوِي وزير الثّقافة والأستاذ تهاني عَبْدالله وزيرة الاتِّصالات والتّقانة وتلاهم وزراء الدولة الجدد بأداء القسم أمام السيد الرئيس ورئيس القضاء. حوار وثوابت وطنية نائب رئيس الجمهورية الدكتور حسبو محمد عبد الرحمن أكد بعد أدائه القسم أمس على استمرار الحوار مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لوضع الدستور القادم ولبناء ثوابت وطنية يجتمع عليها كل أبناء السودان وأن الدولة ماضية في الحوار مع حاملي السلاح للانضمام الى العملية السلمية والانخراط في بناء الوطن ووجه رسالة لهم مفادها أن السودان يسع الجميع والفترة القادمة ستشهد حراكاً واسعاً في المحور الإقتصادي لاسيما في مجال الاصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها الدولة وفق البرنامج الثلاثي لاستدامة النمو الاقتصادي وأعرب عن تقديره لثقة رئيس الجمهورية والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني وقال « إن شاء الله سنكون عند حسن ظن الشعب السوداني «وسنعمل بكل صدق وشفافية وأمانة لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب الذي صبر وصابر كثيرا في مواجهة التحديات التي واجهت الوطن خلال الفترة الماضية. تحمل المسؤولية الاستاذ الطيب حسن بدوي وزير الثقافة صرح بان الوزراء الجدد تعهدوا امام رئيس الجمهورية علي تحمل الرسالة والمضي قدما في بناء البلاد والعمل علي الاستقرار والسلام المستدام والحوار مع مكونات المجتمع مؤكدين حرصهم علي بناء الاقتصاد السوداني الذي يعد من الركائز الاساسية لتحقيق الرفاهية للمواطن السوداني وقال وزير الثقافة ان رئيس الجمهورية اشاد بالمجهودات التي بذلها الوزراء السابقون فى اداء مهامهم بالجهاز التنفيذى . مرحلة مفصلية الأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بوزارة الاعلام قال بعد أداء القسم أن هذا التكليف جاء في مرحلة مفصلية من تاريخ السودان مبينا أن الجميع سيمضي في مهمته لانفاذ توجيهات رئيس الجمهورية الخاصة باستكمال النهضة وخدمة المواطنين وسنبذل كل جهدنا حتي نقدم أفضل ما لدينا مستشعرين عظم المسؤولية الملقاة علي عاتقنا وذلك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد . إنتصار الجيش اللواء الركن يحي محمد خير أدي القسم أمام المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية كوزير دولة بوزارة الدفاع وقال أنه سيعمل ضمن فريق الوزارة ورئاسة الاركان المشتركة حتي تشهد القوات المسلحة انتصاراً في كافة ميادين القتال المختلفة وتقوم بواجبها في حماية الوطن والزود عن حياضه وأرضه وموارده والتعاون وبذل المزيد من الجهود في هذا الأمر حتى تقوم القوات المسلحة بواجبها وأكثر. تطمينات المالية وزير المالية الجديد قال بمناسبة توليه المنصب الجديد إن المهام التي كلف بها عسيرة ولكنها ليست مستحيلة بتولى شؤون المالية في مرحلة هامة من تاريخ السودان وأن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من مضاعفة الجهود في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الوطني والعمل والتركيز على وضع رؤية كبيرة تعمل على إخراج الاقتصاد من دائرة الصعوبات إلى مرحلة الاستقرار و تتبعها مرحلة تهيئة المناخ للاقتصاد المواتي وحشد الطاقات لدفع عجلة الإنتاج التي تساهم في تطور البلاد اقتصاديا وقال رغم أننا سنواجه صعوبات إلا أننا متفائلون بأن الغد سيكون أفضل وسنعمل في الفترة القادمة بجدية وعزم لتفجير طاقات شعبنا واستغلال إمكانياته الكبيرة وموارده الهائلة من أجل تحسين الاقتصاد وتوفير المال وهذا تحتاج منا جميعا إلى بذل الجهد وأن يعمل كل في موقعه وهو في مقام مسؤولية وزير المالية وفى مقام التكليف الرباني الذي دفعنا بأن يكون العمل عبادة وأن نرفع من همننا وأهدافنا حتى يكون العمل موحدا لنهضة السودان وينعم المواطن بخيراته والعيش الكريم .وأضاف أن المرحلة القادمة تتطلب منا العمل برفق تجاه أحوال الناس ونحن نعلم التحديات الكبيرة التي واجهها الناس خلال الفترة السابقة والثمن الذي دفعه الشعب للإصلاح الذي سنعمل على أكمال مشواره بالجدية والعزم والاستمرار لتطبيق السياسات التي اقرها البرنامج في ختام عامه الثالث وكان المطلوب منه أن يقدم وصفة تؤدي إلى استقرار الاقتصاد والى تقدمه ونموه. وأوضح الوزير رغم الصعاب التي واجهت الدولة في الفترة السابقة ألا أنها استطاعت أن تحقق معدلات نمو ايجابية بالرغم من عدم الاستقرار الذي حدث في تصاعد معدلات التضخم وتدهور أسعار الصرف والضغوط المعيشية التي حدثت أبان مراحل الإصلاح معلنا الإستمرار لإنهاء البرنامج وفق الموازنة القادمة للعام 2014 بجانب الاستمرار في برامج الإصلاح التي وضعتها الموازنة و التي ستكون بعيدة من اي ضغوط على المواطن وستكون ضغوطها أكثر على الحكومة في تنظيم صرفها.