عند زيارتي ذلك السجن التقيت بالرقيب المسؤول عند البوابة الخارجية مصطفى عباس الحاج مكي وحقاً كان رجل شرطة منضبط موزون في الرد على أسئلتي عمّا يدور في داخله ولقد أفادني بأن داخل هذا السجن حلقات قرآنية وختمة كل خميس ولديهم نزلاء ونزيلات حافظين المصحف ويساعدون بعضهم في تلاوة القرآن الكريم ويوجد شيوخ وشيخات للتدريس والحديث والفقه كما لديهم طلبة بمراحل الأساس امتحنوا الشهادة ونجحوا بتفوق وتخرجوا منه ولديهم الرغبة في امتحان الشهادة السودانية من ذلك السجن رقم أنهم طلقاء وفي مدارس حكومية لما وجدوه من عناية وتقدير من كل المسؤولين.. وأيضاً لديهم ليالي سمر لاكتشاف المواهب في المديح والغناء والشعر وكل ضروب الفن.. وعند خروج النزيل تتابعه إدارة السجن وتخاطب ديوان الزكاة لمساعدته وفي داخل السجن ورشة متكاملة لتعليم النزلاء صنعة الحدادة والنجارة والميكانيكا والمباني وخلافه ولقد تخرج عمال مهرة انصهروا مع المجتمع وأصبحوا أعضاء فاعلين كما يوجد بسجن التائبات ماكينات خياطة ومعلمات لتعليمهن الخياطة وتفصيل الملابس وأصبحن من هنا متعلمات وذهبن إلى ديوان الزكاة الذي قام بمساعدات ليست قليلة بتوفير ماكينات خياطة. بدوري أشيد بالقائمين على الأمر الذي جعلوا منه إصلاحاً وليس سجناً وأن تكتب أعمالهم الجليلة التي سوف يخلدها التأريخ في ميزان حسناتهم. ولا يفوتي أيضا أن أشكر ديوان الزكاة بود مدني الساعد الأيمن والحادب على إصلاح الجتمع بمواقفه المقدرة والملموسة. عبدالرحمن النويري. ====== رسالة من مواطن إلى مسؤول السيد والي الولاية الشمالية د. إبراهيم الخضر أهنئكم بفوزكم الساحق بالتزكية وقد آثركم الله على كل من كانوا يتوقون إلى هذا المنصب الرفيع - هذا فضل من الله عليكم ونسأل الله تعالى أن يوفقكم - وسبحانه وتعالى يهب السلطة للعبد ابتلاء قال تعالى: (والله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) سورة الملك الآية رقم (2). سيدي الوالي: حقيقة قد توليتم مسؤولية هذه الولاية في ظروف صعبة معقدة منها ابتلاء من الله من جراء الأمطار والسيول التي أدت إلى الدمار ولا اعتراض على ما شاء الله وإن إصلاح هذا الدمار مسؤولية الدولة ولا تتبرأون منه باعتبار أنكم المسؤولون المباشرون عن الولاية. سيدي الوالي: الدمار الثاني والأصعب هو معركة بين الحق الأبلج والظلم المسلح بيد فعل فاعل هو شخص يدعى (د. ص.ع) ومن سوء الطالع أن هذا الاسم نقيض تماماً على ما بدر منه - إذ أنه استولى على أرض جمعية جمي الزراعية دون وجه حق والمعلوم أن من يحملون مثل هذه الدرجات العليا يكونون قدوة لغيرهم وليسوا ممّن يمارسون قانون الغاب. هذا المدعو الغاصب قد تحدى كل قرارات المحاكم وقد ثبت أنه مهدد أمني لمنطقة آمنة أصلاً وقد حدثت مواجهات كثيرة بينه وأصحاب الحقوق- أي المزارعين أدت إلى كسر في عظام بعض المزارعين كمثال لا الحصر (المزارع الشاب وائل صلاح ماهر) وكان المعتدي بطبيعة الحال من منسوبي ص.ع وقد حكمت عليه المحكمة بالغرامة ولا وجود له ولا ينصاع كمخدمه إذ أنهم كما لو كانت لهم حصانة - بالإضافة إلى ذلك فإنه لم ينصاع لقرار وزير الزراعة الولائي القرار رقم (41) الذي قرر لمن تكون هذه الأراضي الرسوبية وهذا ينال من هيبة حكومتهم بالرغم من أنه لا يملك شيئاً لإثبات حقه والقانون يقول البينة على من ادعى. والموسف حقاً أنه كانت هنالك مبادرة من معتمد وادي حلفا وتوجيه من السيد نائب رئيس الجمهورية لحل هذا الإشكال وحددت الأسماء والتاريخ والمكان برئاسة ولايتكم وذهب أعضاء مجلس إدارة الجمعية إلا أنهم لم يجدوا أحداً من المرشحين لهذه المبادرة. أين تنفيذ توجيه سيادته؟ لقد ثبتت استحالة ردع هذا المدعو بواسطة المحاكم لأنه ربما يرى نفسه فوق القانون أي المحاكم والدليل على ظلمه استعراض قوته عندما يتجول في سوق حلفا فله الحراسة عند اليمين والشمال عزين. ورأيي لو أن هذا المدعو (ص . ع) لو أتى بداية بباب الجمعية لفتحت له النوافذ وأصلح باله واستقر ووجد الكثير ولكن الظلم دمار في الدنيا وعذاب في الآخرة ودوام الحال من المحال - فهل له من مراجعة أمره من سبيل؟. سيدي الوالي: أنتم المسؤولون عن هذه الولاية في تنميتها والعمل على استقرارها وإصلاح الاعوجاج وردع من تمرد على النظام العام نخشى إذا استمر هذا الحال أن ينفلت الأمن ويؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وأرى أن الوقوف مع الحق هو عين العدالة. وقال سبحانه وتعالى: (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من عمل ظلماً). (سورة طه) الآية (111) وحاشاكم أن تكرسوا الظلم وترجحوا كفة فرد ظالم على الآلاف من أصحاب الحقوق الذين حافظوا على وجود هذه المنطقة نصف قرن أو يزيد من الصراع مع الجوع والخوف من قسوة الطبيعة والبحر والحيوانات المفترسة والهوام وبدونهم لكان حال الحدود قد تبدل. سيدي الوالي: سيسجل لكم التأريخ وأنتم المسؤولون أمام الله والوطن وأصحاب الحق الأبلج والجمعية متمسكة بحقوقها ودونها خرط القتاد. - وأرى أن يكون تدخلكم بقرار سياسي فوقي بيد باطشة على الظالم وبيد حانية حامية للمظلوم. والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سبيل الرشاد. عبد القادر محمد صالح عضو جمعية جمي الزراعي وادي حلفا.