برغم الحديث والقيل والقال، فإن الأيام سوف تُثبت أن للشيخ علي عثمان محمد طه نظرة ثاقبة، بأن الخطوة التي أقدم عليها مدروسة وهي ليست خبط عشواء أو خلاف على منصب، إنما هي إعطاء المجال للتغيير الذي يؤمن به الشيخ علي من أجل الجيل الجديد. وهذا ثاني درس بليغ يقدمه قيادي سوداني بعد المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذي سلَّم السلطة بعد انتفاضة 6 أبريل مع الفارق في الأحداث والتطورات السياسية. إن الخطوة التي أقدم عليها الشيخ علي عثمان محمد طه تعتبر سابقة جديدة في العمل السياسي، يجب أن تُحتذى من قبل قيادات الأحزاب. ولعل المدهش حقاً أن الناس قد تعودوا أن يذهبوا إلى السياسي حينما يتم تعيينه وزيراً أو في أي منصب رفيع، ولكن أمس ذهبت جموع من الشعب السوداني بشكل كبير وبمختلف أطيافها السياسية والاجتماعية والدينية وخلافها، إلى الرجل بمنزله مباركة الخطوة ومبايعة لمدرسة هذا الزعيم. المحللون يرون أن هذه الخطوة غير المسبوقة، تمثِّل درساً سيرى الناس نتائجه في مقبل الأيام. أما الوجه الأهم في خطوة شيخ علي، إنها تصب في مصلحة الحوار الوطني ومد جسور التلاقي مع كافة الفصائل السياسية في الساحة.. خاصة وأن الأستاذ علي عثمان محمد طه يحمل رصيداً من القدرة العالية على التفاوض وتحقيق الإجماع الوطني، إذ له علاقات ممتدة مع الأحزاب السياسية السودانية، يمكن تسخيرها لمصلحة التغيير المطلوب في المرحلة القادمة. من ناحية أخرى فإن خطوة إدخال عناصر جديدة على مستوى الدولة والحزب، وضعت القوى السياسية الأخرى حاكمة ومعارضة، أمام محك كبير بضرورة إفساح المجال للشباب وللدماء الجديدة.. ولو لم تعقل القوى السياسية هذه الخطوة فستجد نفسها خارج قدر التاريخ. يوسف سيد أحمد رئيس مجلس الإدارة