سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التبلدية التي ألهمت الشاعر جعفر محمد عثمان لنظم القصيدة الشهيرة غرسها الأستاذ (القرموشي) وتملكت قلب الأستاذ جعفر محمد عثمان
مضامين القصيدة تدحض ما راج عن أنها قيلت في فتاة تبيع اللبن
الشاعر جعفر ترك الدلنج 1962م وكتب القصيدة ببخت الرضا 1964م
شجرة التبلدي من الأشجار التي تنتشر في ولايات كردفان الثلاث.. ولها فوائد اقتصادية، كما أن ثمارها من المشروبات الشعبية المحببة لكل السودانيين في أنحاء السودان المختلفة حيث يتم تناولها في كل فصول السنة وهي مشروب يقدم للضيوف لا سيما الذين لا يحبون شرب المياه الغازية، كما أنه مشروب مفضل عند الصائمين في شهر رمضان المعظم وفي أيام الصيام السنية الأخرى يصومها البعض. وشجرة التبلدي منتشرة في قرى وأرياف وبنادر كردفان.. وفي مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان.. تنتشر أشجار التبلدي وفي معهد إعداد المعلمين والذي تحول الآن إلى جامعة الدلنج تنتشر في مساحته شجرة التبلدي. الشاعر المرهف الراحل جعفر محمد عثمان عمل أستاذاً في الكثير من المعاهد والمدارس الثانوية وتمّ نقله لمدينة الدلنج أستاذاً بمعهد إعداد المعلمين (وفي المنزل الذي قطن فيه كانت هناك (تبلدية) مجرد(تبلدية) كسائر أشجار التبلدي.. ولكنه ألفها وأصبحت تمثل جزءاً من حياته في ظلها جلس وقرأ وكتب ونظم جميل الشعر.. وبعد مغادرته لمدينة الدلنج ظل الحنين الذي يلاحقه حتى كتب فيها القصيدة المشهورة. قصة تبلدية: يعود بحسب الروايات الموثقة في مدينة الدلنج - تاريخ هذه التبلدية إلى أن من غرسها هو رجل مصري الجنسية لكنه سودن نفسه ونمط حياته على الطريقة السودانية واسمه تادرس يعقوب (القرموشي)، وكان(القرموشي) وثيق الصلة وقريب من مدير المعارف وقتها الأستاذ محمد حسن عبدالله والذي يؤثره حيث كان القرموشي عالماً موسوعياً ومحباً للعلوم والمعارف، ويتداول عنه عرب قبيلة الحوازمة الذين يقطنون مناطق الحمادي والدبيبات والدلنج بأنه كان رجلاً كريماً وضيافاً يحب الخير للناس وتقول بعض الروايات عنه أنه ترقى في سلك التعليم حتى أصبح مديراً لمدرسة المقرن الثانوية بالخرطوم التي كانت بالقرب من المعهد الفني جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الآن. ٭٭ حكاية قصيدة تبلدية:- قال الراحل جعفر محمد عثمان خليل إنه خلف المعلم القرموشي في ذات المنزل الذي غرس فيه التبلدية لكنني لم التقيه وقد تعلق قلبي بها وشهدت عهد صباها وهي شهدت أيام شبابي الزواهر ولياليه ولكني فارقت الدلنج وفارقتها بعد طول إلفة ومحبة وجوار... ولم تغب عن ذاكرتي وذات يوم وأنا في بخت الرضا بالدويم تذكرتها فنظمت تلك القصيدة التي طبقت شهرتها الآفاق وأصبح كل من يزور مدينة الدلنج يسأل عنها حتى يدل على المنزل الذي هي فيه. فكانت هذه القصيدة: ذكرى وفاء وود عندي لبنت التبلدي في كل خفقة قلب وكل زفرة وجد فيا ابنة الروض ماذا جرى لمغناك بعدي ما زلت وحدك إلفى يا ليتني لك وحدك لا تحزني أن تعرت لدي المصيف فروعك أو أن يبست فبانت من الذبول ضلوعك فدون ما راع قلبي من الأسى ما يروعك أنا لن يعود ربيعي لكن يعود ربيعك *** وكم تلفت خلفي بحيرة والتياع الركب يمضي بعيداً عن حالمات البقاع وللغصون الأعالي في الريح خفق الشراع كأنها منك كف قد لوحت لوداع ما راج غير صحيح: قصيدة (تبلدية) يعود تاريخ نظمها للعام 4691م وقد كتبها الشاعر جعفر محمد عثمان خليل في بخت الرضا بالدويم حيث كان قد نقل من الدلنج عام 2691م.. ولكن راج حديث كثير عن هذه القصيدة ما هي إلا رمزية لفتاة تعلق بها إبان إقامته بالدويم، وكان الراحل الشاعر جعفر محمد عثمان خليل في حياته قد كذب ما راج وقال (تبلدية) مكانها معروف في أحد منازل معهد إعداد المعلمين بالدلنج، وقد أصبحت مزاراً يزار مثلها مثل أي ضريح وهي تقف شاهدة على معهد إعداد المعلمين الذي أصبح الآن جامعة الدلنج. وقد روّج المروجون من بعض طلاب تلك الفترة وبعض سكان مدينة الدلنج أنها قيلت في أحدى الفتيات اللائي كن يبعن اللبن، ولكن بالقصيدة إشارات كثيرة لا تتناسب مع بائعات اللبن.. وقصيدة تبلدية عباراتها واضحة الدلالة لا غموض فيها لكنهم توهموا أنها قيلت في فتاة. ألم يقرأوا: أو أن يبست فباتت من الذبول ضلوعك أو لم يقرأوا: وللغصون الأعالي في الريح خفق الشراع كأنها منك كف قد لوحت لوداع فكل ما ورد في القصيدة يدحض كل ما راج عن غموض فيها أو أنها موغلة في الرمزية والرومانسية.