عندما كتب المرحوم الشاعر الرومانسي جعفرمحمد عثمان قصيدته ( تبلدية ) والتي يحفظها جميع طلاب الشهادة السودانية وفقا للمنهج القديم وتأثر بها جميع طلاب المرحلة الثانوية، فقد كانت فجرا جديدا للمدرسة الرومانسية والتي يتعرف عليها الطلاب في اولي مراحل تلمسهم للحقائق والمعارف ، ويربط الشاعر بينه وبين التبلدية وكأنها انسان يعاني ويقاسي ظروف الحياة ويقول الشاعر : ذكرى وفاء ووُد ... عندي لبنت التبلدي في كل خفقة قلبِ ... و كل زفرة وجدِ لا تحزنى ان تعرت لدى المصيف فروعك او ان يبست فبانت من الذبول ضلوعك فدون ما راع قلبى من الاسى ما يروعك انا لن يعود ربيعى لكن يعود ربيعك وشجرة التبلدي من الاشجار المعمرة وتنمو في مناطق السافنا الفقيرة والغنية على حد سواء وتكثر في ولايات كردفان والنيل الازرق ويصل طولها الى ما يعادل الخمسة وعشرين طابقا،وتكاد تصل في طول عمرها شجرة الارز اللبنانية ، وتتميز شجرة التبلدي بخلوها من الاوراق معظم فصول السنة ما عدا فترة الخريف ،ويبدو شكلها موحشا عند سقوط الاوراق لكن مع اولى زخات المطر تكتسي بالاوراق الخضراء. ويعتبرالتبلدي شعاراً لولاية شمال كردفان وتستخدم ثمارها( القنقليز ) في تحضير مشروب منعش في فصل الصيف وعند حلول شهر رمضان وتصنع المراكب من سيقانها واغصانها وفي بعض مناطق السودان التي تعاني من شح المياه تخزن فيها المياه للاوقات العصيبة، وتعتبراشجار التبلدي ذات مكانة وقدسية لدى بعض القبائل السودانية لا سيما الكردفانية اذ تعقد تحت ظلها مجالس القبيلة من محاكمات الادارة الاهلية و المصالحات بين افراد القبيلة وجوديات بين باقي القبائل وتقام حولها الاحتفالات الدينية و مواسم الحصاد.