جاءت توصية المؤتمر القومي للتعليم، المتعلقة بإضافة مناهج جديدة وعام دراسي للتعليم العام واستناداً عليها فقد عكفت وزارة التربية والتعليم والمركز القومي للمناهج والبحث التربوي على دراسة هذا الأمر من جوانبه التربوية والإجتماعية والإقتصادية، وذلك بعقد سلسلة من اللقاءات العلمية نحو عشر حلقات نقاش بهدف تحديد المرحلة الدراسية الأنسب لإضافة هذا العام والمحصلة النهائية من كل هذه اللقاءات تتمثل في إضافة السنة الدراسية، وقد كانت الكفة الراجحة والمحصلة النهائية من كل هذه اللقاءت تتمثل في إضافة السنة الدراسية مع بداية مرحلة الأساس وكان لقاؤنا مع مدير عام المناهج والبحث التربوي ببخت الرضا البروفيسور الطيب أحمد المصطفى حياتي ليلقي لنا الضوء عن المبررات التي جاءت لإضافة سنة إضافية : ٭ ماهى التوصية المقدمة للإجازة من مجلس الوزراء ؟ - السنة الدراسية مع بداية مرحلة الأساس وأن يبدأ التنفيذ اعتباراً من بداية العام الدراسي (2015 / 2016م) ، على أن يستمر الطلاب الحاليين بمراحل التعليم العام بنفس النظام الحالي ( 8 / 3)، وعليه يكون هنالك متسعاً من الوقت لبناء الفصل الجديد.. بمعنى آخر فإن الفصل التاسع لن يظهر إلا بعد ثمان سنوات من تاريخ إنفاذ القرار، ذلك أن مناهج الصف الأول الجديد لمرحلة الأساس سيبدأ تنفيذها بدءاً من العام الدراسي (2015 / 2016م) فسوف يستمرون بالنظام الحالي (8/3) حتى يجلسوا لامتحان الشهادة الثانوية . ٭ ماهى المبررات لهذه التوصية ؟ - دراسة التلميذ للتعليم الأساسي في تسع سنوات تزيد من حصيلته التعليمية والثقافية مما يساعده على مجابهة متطلبات الحياة العامة في حالة عدم تمكنه من مواصلة تعليمة الثانوية وزيادة عدد سنوات الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي يقوى التلميذ في اكتساب المهارات الثلاث الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة (القراءة ، الكتاب ، والحساب) فيصبح أكثر قدرة في مواصلة تعليمية الثانوي وإن إضافة عام لمرحلة الأساس يعوض عاماً كان في الأصل جزءاً من هذه المرحلة ، ويحسن من المخرجات التعليمية والفئة المستفيدة في حالة إضافة العام الدراسي لمرحلة الأساس أكبر منها عند إضافة العام الدراسي للمرحلة الثانوية (يمثل طلاب التعليم الأساسي 73% من طلاب التعليم العام) وبما أن تنفيذ توصيات المؤتمر القومي للتعليم القاضية باعتماد منهج المواد المنفصلة وفك منهج التعليم الأساسي المبني على المنهج المحوري والمضغوط في ثمان سنوات ليمتد عبر تسع سنوات تستدعى تغيراً شاملاً في كل مناهج سني مرحلة الأساس ، فإن تطبيق النظام الجديد بدءاً بالصف الأول من مرحلة الأساس يمكن المركز القومي للمناهج من أن ينتج في كل عام مقررات ذلك العام الدراسي ، وفي هذا يكون هنالك وقت كافٍ لإعداد المناهج بتريث وتؤدة ، ويكون هنالك متسعاً من الوقت لبناء الفصل الجديد . ٭ لماذا إضافة عام لمرحلة الأساس؟ - يؤدي تطبيق النظام الجديد بدءاً بالصف الأول من مرحلة الأساس إلى بناء المناهج من منهج الصف الأول إلى أعلى يمكن الباحثين والمختصين بالمركز القومي للمناهج من مراعاة مبدأ التدرج عند إعداد المناهج وتوزيع المحتوى بصورة جيدة على الصفوف الدراسية.. رفع الحد الأدنى للمستوى التعليمي لتسع سنوات يتسق مع السلم التعليمي في معظم دول العالم العربي والجوار الأفريقي ، ويتسق كذلك مع ما هو معمول به في كثير من دول العالم وكما يؤدي إضافة العام لمرحلة الأساس بأن يكون العمر عند دخول المرحلة الثانوية خمسة عشر عاماً كما هو الحال في النظام الحالي ، وعليه يكون الطلاب أكثر نضجاً مما يساعد في تعزيز النشاط الطلاب والثقافي والبناء الفكري . ومما يجدر ذكره أن عمر الطلاب عند دخول المدرسة الثانوية كان في السابق (أي قبل مؤتمر التعليم في عام 1990م) ستة عشر عاماً ، ذلك أن بدء الدراسة بالمدارس الابتدائية كان بعد إكمال سن السابعة.. ٭ هل هنالك معضلة إذا تمت إضافة سنة للمرحلة الثانوية؟ - إن إضافة السنة الدراسية مع بداية المرحلة الثانوية يحتم على المركز القومي للمناهج إنهاء مهمة وضع كل مناهج التعليم العام في زمن وجيز يؤدي لإنتاج مناهج غير جيدة محتوى وإخراجاً - وذلك تفادياً لما حدث عقب مؤتمر 1990م حيث تمّ إعداد المناهج في فترة زمنية قصيرة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار توصية مؤتمر التعليم بفك منهج التعليم الأساسي المضغوط ، والذي ينبغي أن يكون متزامناً مع وضع مناهج المرحلة الثانوية وتمكن هذه التوصية المركز القومي للمناهج من تفادي حدوث مشاكل مع أصحاب المطابع خاصة إن مخازن هذه المطابع تكتظ بالكتب المدرسية وهنالك تكلفة غير مرئية عند إضافة العام الجديد للمرحلة الثانوية تتمثل في إعداد عدد أكبر من المقررات الدراسية مقارنة مع مقررات الصف الأول أساس وفي تزويد مختبرات المرحلة الثانوية بالمواد والمعدات والأجهزة. ٭ ما هى رؤيتكم لقابلية الاستنفار الشعبى في بناء الفصول في مثل هذه الحالات أيهما يفضل المواطن؟ - يمثل الجهد الشعبي عاملاً من أهم عوامل دعم التعليم في معظم ولايات السودان ، ففي الولايات الشمالية على سبيل المثال تصل نسبة المجهود الشعبي في دعم التعليم 8% ، هذا إضافة إلى أن المواطنين لهم دافعية أكثر لبناء فصول مرحلة الأساس من بناء فصول المدارس الثانوية ، كما أن معظم مدارس الأساس في السودان تمّ بناؤها بالمجهود الشعبي . ٭ هل هناك آراء إضافية ذات صلة بإضافة العام الدراسي ؟ - يرى بعض التربويين أن بقاء التلاميذ لتسع سنوات متواصلة في مرحلة الأساس يمكن معالجته بتقسيم هذه المرحلة لحلقتين منفصلتين عن بعضهما بمباني الإدارة بجدار ، بحيث يكون هنالك وكيل لكل حلقة. هذا وقد صدر قرار وزاري بتقسيم مرحلة الأساس لحلقتين منفصلتين وتمّ تعميمه لوزراء ومديري التعليم بالولايات ، ويحمل هذا القرار في ثناياه إعادة المرحلة المتوسطة في المستقبل القريب إن شاء الله بعد استكمال كل الترتيبات اللازمة لذلك ويمكن للمرحلة المتوسطة عند اكتمال بنياتها أن تكون في نفس المبنى أو في مبنى منفصل ، وفي حالة وجودها في نفس المبنى مع المرحلة الابتدائية يمكن أن يحدث تغيير في زمكن حضور وانصراف التلاميذ ، بمعنى آخر يمكن أن يحضر طلاب المرحلة الابتدائية قبل نصف ساعة من طلاب المرحلة المتوسطة ويتم انصرافهم قبل نصف ساعة كذلك . ويمكن القرار القاضي بتقسيم مرحلة الأساس لحلقتين أو مرحلتين في المستقبل إلى حصر الفاقد التربوي في نطاق ضيق، إضافة إلى معالجة كثير من القضايا التربوية والنفسية وغيرها من الآراء.