وفقاً للشرع والمبادئ الإسلامية السمحة لإقامة الأسرة المبنية على المودة والسكينة من الزوج والزوجة والتماس الذرية الصالحة التي يراها ويتمناها الزوجان امتدادا لحياتهما ولكل من الزوجين حقوق على الآخر واجبات ملزمة وفي هذا المقام أورد واجبات الزوجة لزوجها وفقا للشريعة الإسلامية وسنة رسولنا الكريم. من هذه الواجبات: 1- طاعة الزوج في المعروف وهذا أمر طبيعي تقتضيه هذه الحياة المشتركة بين الرجل وزوجته فقد آ- أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت الجنة)). وطاعة الزوجة لزوجها تكون سببا لإقامة الأسرة المتلائمة والتعاون المثمر الذي يقتدي به فينشأ الأولاد على طاعة الله ثم طاعة الوالدين وبرهم وكم يسيء إلى الأولاد مثلا موقف الأم الناشز من أمر الوالد ويثير فيهم النفور والتمزق وربما حملهم على عدم احترام الوالدين عند الكبر لما يرون في الوالدين من خلاف ونزاع وشقاق . ب- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أية امرأة ماتت وزجها راضٍ عنها دخلت الجنة وأن اثنين لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد آبق عن مولاه حتى يرجع إليهم وامرأة عصت زوجها حتى ترجع وقالت عائشة رضي عنها سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال زوجها قلت فأي الناس حقا على الرجل؟ قال أمه. 2- رعاية كرامته وشعوره يحفظ عينه وأذنه وأحساسه فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب ولا يسمع منها إلا ما يرضى ولا يقابل منها بما يكرهه ويطلب ويتمنى دائما السكينة في منزله من الزوجة النظيفة المتحملة ذات البسمة الحلوة والاستئناس المحبوب والحب الطاهر. 3- حفظه في دينه وعرضه وذلك ببعدها عن التبرج والتعرض للأجانب في البيت وخارجه في الشرفة أو على الباب والطريق والمحلات التجارية ولا تبدي زينتها إلا لزوجها ولذوي محارمها ولا تخلو بأجبني ولو كان شقيق زوجها ولا تأذن لمن لا يرضى الزوج دخوله عليها وإذا جاء صديق لزوجها فلا تفتح له الباب وتجيبه من خلف ساتر ولا تطيل معه الحديث ولا بد أن تكون حافظة لزوجها في غيابه وفي ماله وأولاده وفي عرضها وسمعتها حتى لا تكون مضغة في الأفواه. 4- في حياته الخاصة والاجتماعية لا تقطع عليه صلاته بأصحابه وزملائه ورفاق دربه وخروجه من البيت لذلك ولا تكلف زوجها بإحضار ما لا يستطيع وأن المرأة العاقلة هي التي تقدر أحوال زوجها المادية الفردية منها والاجتماعية وهي بذلك تضمن عيشا كريما لها ولزوجها والأسرة جميعها. 5- القيام بتدبير المنزل والعمل بهمة ونشاط حفاظا على صحتها وقوتها ورونق بيتها تنسيقا وأثاثا بما يجذب الأنظاروالإعجاب من الزائرين والاهتمام بنفسها ويتحقق هذا الأمر في نواحي عديدة: أ- خدمة زوجها وأداء مطلبه من الأمور المعنوية والمادية. ب- العناية بمرأى الرجل ومسمعه وذلك بأن يرى البيت النظيف المرتب وأن يرى النظام والذوق في متاعه وأن يرى في أولاده النظافة والأدب وأن يجد الاهتمام بالطعام والراحة والإكرام له والتلطف معه. 6- حفظ مال زوجها وصيانته أيا كان نوعه وكثيرا ما كانت إضاعة المرأة مال زوجها موجبا للنفرة بينهما وباعثا على الانفصال لهذا فلا يجوز لها أن تعطي أحدا من أهلها شيئا من مال زوجها أو متاعه إلا إذا أذن لها. 7- ألا تصوم نفلاً «التطوع» بدون إذنه إذا كان مقيما في البلد غير مسافر فقد يعرض له فيها ما يشق عليها مع صيامها من خدمة وعمل وإعداد طعام لضيوف أو رغبة له فيها. 8- وأن تربي أولادها على الطهارة والنظافة والعفة والشجاعة والزهد في سفاسف الأشياء وملاهي الحياة كي ينشأوا بصفات الخير في المجتمع المثالي يتباهى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما على الزوج واجب مهم ألا وهو حفظ كرامة زوجته واحترامها وتقدير ما تقوم به تجاهه وتجاه بيتها وأطفالها. آمل أن أكون قد أوضحت جزءا ولو يسيرا من حقوق وواجبات كلا الزوجين.