سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمة والشيوعي .. معارك المعارضة الكلامية استدعاء ذاكرة التاريخ لمحاكمة الحاضر ..أحداث الجزيرة أبا تؤجج الصراع
زعامة الإجماع المعارض احدى أسباب الخلاف بين الحزبين ..وبيوت الزجاج لاتحتمل الحجارة
شهد الإسبوع الماضي معارك كلامية حادة بين حزبي الأمة القومي والحزب الشيوعي جاءت على خلفية انتقادات من قيادات الحزب الشيوعي لقبول الإمام الصادق المهدي للتكريم من قبل رئيس الجمهورية مناسبة أعياد الاستقلال وأعتبر حزب الأمة هذه الإنتقادات الساخرة بمثابة تطاول على الإمام وانبرى عضو المكتب السياسي لحزب الأمة عبد الحميد الفضل قائلاً ان مطالبتهم بمحاكمة الحزب الشيوعي في هذا التوقيت بسبب أن الحزب الشيوعي هاجم الإمام المهدي دون إحترام وكان الحزب الشيوعي قد لوح بمقاضاة حزب الأمة القومي، على خلفية الاتهامات اللاذعة التي شنها الأخير عليه، ودمغه فيها بقتل آلاف من الأنصار في «الجزيرة أبا» و«ود نوباوي» إبان حكم الرئيس الأسبق «جعفر نميري».وقال القيادي بالحزب الشيوعي «صديق يوسف» في تصريح صحفي، إنه لن يرد على إتهامات حزب الأمة القومي، وأنه لن يخوض (مهاترات) معه، لكنه استطرد : قد نلجأ للقضاء في مواجهته .وكان حزب الأمة القومي قد شن هجوماً عنيفاً على الحزب الشيوعي، مقللاً من دوره في العمل السياسي. وقال إن أياديه ملوثة بدماء الأبرياء في (الجزيرة وود نوباوي). أذرع اليسار كيان الأنصار دخل هو الأخر على الخط مدافعاً عن إمامه وهاجم الحزب الشيوعي ووصفهم بأنهم أذرع اليسار في السودان وحملهم مسؤولية مقتل الاف الأبرياء من الأنصار لتتواصل ضراوة معركة التصريحات بين الجانبين وحذر نائب رئيس هيئة شؤون الأنصار آدم أحمد سبيل نايل بحسب الزميلة الإنتباهة من الخطوة، واعتبرها بمثابة اللعب بالنار، وقال: نقول لهؤلاء موتوا بغيظكم، فالإمام الصادق عشق وحب كيان الأنصار،واتهم في ذات الوقت الشيوعيين بالوقوف وراء أحداث القتل التي راح ضحيتها الآلاف من طائفة الأنصار بالجزيرة أبا في العام 1970م. واكد آدم أحمد سبيل نايل رئيس هيئة شؤون الأنصار بوجود اتجاهات تحرض أعضاء الكيان لأخذ الثأر من كل شيوعي رداً على ما حدث في الجزيرة أبا، لكنهم قطعوا ، بأنهم ليسوا كذلك، مؤكدين أنهم في انتظار القضاء ليقول كلمته. موضحاً أن أعداء الديمقراطية من الحزب الشيوعي من أتباع نظام الرئيس الراحل جعفر نميري، كانوا وراء أحداث الجزيرة أبا، مبيناً أن الكيان لا يتاجر بدماء شهداء أحداث الجزيرة أبا من أجل مكاسب سياسية أو مادية، واصفاً تلك الدعاوى بالإفك والزور، وأنهم ما زالوا يطالبون بمحاكمة المجرمين المسؤولين في أحداث أبا لكنه أشار إلى تقديمهم لمذكرة إلى الأممالمتحدة ومكتبها بالخرطوم في ذات الشأن، منوهاً إلى أن المسؤولين بالمنظمة أخطروهم بأن القضية تاريخية ومعقدة ويحتاج العمل فيها إلى زمن طويل، مؤكداً أن المنظمة تتعامل مع القضايا الساخنة، وأضاف ما زلنا نطالب بالمحاكمة كل عام وأعتقد أن أي زول يقول أنا شيوعي ناقص عقل ليشتعل سبيل بذلك أوار المعركة ويفتح كيان الأنصار أبواب التاريخ الأسود للشيوعيين بهذه التهم. اتهام أبوعيسى وكما أشار نائب رئيس كيان الأنصار فإن القضية تاريخية ويصعب الفصل فيها لغياب المسؤلين عنها بالرحيل الى الدار الأخرة من الشيوعيين القدامى واتباع الرئيس الراحل نميري الا ان الصادق المهدي قال أن فاروق أبو عيسى أحد الذين يتحمّلون المسؤولية في أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي التي جرت في العام 1970م عندما كان قيادياً في الحزب الشيوعي ومشاركاً في صناعة القرار وقتها وهو مايدفع بفاروق ابوعيسى في وجه مدفعية الأنصار وحزب الأمة وليس ابوعيسى وحده بل كل قيادات الحزب الشيوعي سيفتح باب مساءلتهم عن أخطاء وجرائم تلك المرحلة بصورة أو بأخرى وسيتعين على المحامي فاروق أبوعيسى أن يقف أمام محكمة التاريخ لينفي أو يعتذر عن هذه الجرائم التي تم ارتكابها في عهدهم ابان الفترة المايوية التي كان أبوعيسى أحد منظريها. اسباب أخرى ولاشك أن هناك خلافات أخرى وأسباب للصراع بين حزب الأمة والحزب الشيوعي ماجعلت الأول يستدعي التاريخ لمحاكمة الحاضر المتمثل في قيادات الحزب الشيوعي بتهمة ارتكاب مجزرتي الجزيرة وود نوباوي ودور الحزب فيهما وليس الإساءة لإمام الأنصار هي السبب الرئيس فربما كانت هي القشة التي أشعلت الحريق ولكن هناك خلافات بين الطرفين حول زعامة تحالف قوى الاجماع الوطني التي يتزعمها الشيوعي فاروق ابوعيسى وظل حزب الأمة على خلاف معها لفترة طويلة من الزمن وظهرت الخلافات على السطح أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام المختلفة حيث هاجمت قوى الإجماع حزب الأمةى ووصفته بأنه يتقرب الى الحكومة ويضعف دور المعارضة من خلال مواقفه التي يتخذها من أحداث الساحة السياسية وقد تبدى ذلك بشكل واضح في أعقاب تظاهرات سبتمبر من العام الماضي والتي رفض الإمام الصادق المهدي امام الأنصار ورئيس حزب الأمة مشاركة منسوبيه فيها وقال نحن مابنشارك في ثورة ماخططنا ليها وكانت تطمح المعارضة بأن يدفع الأنصار بجماهيرهم الى المواجهة مع الحكومة لتتكسب من الرصيد الجماهيري الكبير للأنصار وحزب الأمة ولكن فوت الصادق الفرصة على قوى الإجماع وهو ما ادى لإشتعال التصريحات وقد هدد الأمة بالإنسحاب من قوى الإجماع فيما دعت أطراف أخرى في التجمع لإبعاد الامة ورفضت احزاب الإجماع دعوة الإمام للمشاركة في وضع خارطة الطريق لما بعد الحكومة الحالية وأسهمت عدم الإستجابة في توسيع الشقة والبون بين الطرفين. صراع الزعامة الأمر الأخر هناك صراع على زعامة المعارضة بين الشيوعي وحزب الأمة حيث يرى الأخير ان فاروق ابوعيسى ليس جديراً بتزعم قوى الإجماع المعارض لاتاريخ ولاسند جماهيري في وقت يعتبر فيه الأمة صاحب الجماهيرية الأكبر والأغلبية الساحقة في انتخابات الديمقراطية الثالثة ,فضلاً عن الامة لم يشارك في الحكومة الحالية وقال المهدي في عدة مناسبات انهم الحزب الوحيد الذي رفض المشاركة في كل المستويات في حين شارك ابوعيسى في برلمان الإنقاذ بالتعيين ولذلك تظل زعامة الإجماع المعارض محل صراع بين الجانبين الذين يمثلان اليمين واليسار السوداني ففي الوقت الذي قبل المؤتمر الشعبي بلعب دور هامشي في تحالف الإجماع المعارض للتحلل من علاقته بالإسلاميين الحاكمين يرفض حزب الأمة هذا التهميش وهو الذي يتكئ على قاعدة حماهيرية عريضة ومتزال العلاقة بين الأمة والتجمع المعارض تراوح مكانها بين الهدنة والمعارك الكلامية المشتعلة حتى اشعار اخر.