كان أهلنا الديامة يمنون أنفسهم أن يشاركهم الإحتفال بعيد الإستقلال السيد والي ولاية الخرطوم الذي وعد بذلك خاصة وأنه أول اجتماع ديامي لهم به، ولم تتلاش أحلامهم نهائياً، بتلك الوعكة الطارئة التي أصابت الوالي وألزمته الفراش ولا زال حتى كتابة هذه السطور. وربنا يشفيه بدعوات الغلابة من أهله الديامة والجايات أكثر من الرايحات إذا ربنا أراد الخير وقد وعدهم سيادة المعتمد أن الوالي سيكون معهم بإذن الله في قادمات الأيام. احتفل الديامة في صحبة معتمد الخرطوم وأركان حكومته بالذكرى الثامنة والخمسين لإستقلال السودان وهذه بادرة كريمة في عهد متجدد يتم بالشفافية والمصداقية والحميمية اللصيقة مع الشعب. بالرغم من أن المعتمد يعتبره الديامة فنان الحي الذي يبدع ولا يطرب فهو من أبناء الديوم بالنسب الكريمة مع الديامي الشيخ الجليل الأبنوسي الطاهر.. الطاهر/ نصير الغلابة والمحتاجين والذي نفخر بأننا عملنا معه في مجالات التنظيم وخاصة الإجتماعية رحمه الله رحمة واسعة وأحسن إليه. كان حفل الذكرى للإستقلال بهيجاً ومبدعاً في إبتكارات وتجديدات حشدت له إمكانيات تفوق إمكانات الديامة وأكثر ما يفرح ظهور بناتنا المقدمات للبرنامج وخاصة الإبنة «سلافة» سلمها الله شتفت آذاننا وآذان الصحف والقنوات الكثيرة التي أعلن أسماء حضورها لهذه الإحتفالية ، وبمنتهى الشفافية والمصداقية والحب الوفاء والتقدير للديوم وللأخوة والأخوات الذين أبدعوا في هذا الحفل الفخيم إلا انني أقول إنه هذا الإحتفال يمثل جزءاً من الديوم ضم الأحياء جوار الحي الذي وأقيم فيه الإحتفال وأفراد هنا وهناك من الديامة والسجاناتية.. فالديوم والسجانة تضم في جوفها أكثر من خمسة وعشرين حياً شعبياً وهنا أدعو عندما يكون الذي يخص العامة أن يكون العمل من خلال الأجهزة الشعبية القائمة ومنظمات المجتمع المدني. تحدث الصديق الأستاذ محمد سليمان «ود العز» بإسم نادي الصداقة وكنت افتكره سيتحدث عند كل الاندية المماثلة. سادتي بأن التاريخ لا يرحم لابد من أسجل أن نادي الإستقلال الذي قام على أنقاض فريق القمر الروسي الذي لعب له جل أبناء الديوم وعلى رأسهم المبدع عبدالله تاج السر الذي توفي في ريعان شبابه رحمه الله ورحم معه الصديق الصدوق المرحوم النور يعقوب رحمه الله. وسبق ذلك قيام نادي الصداقة الذي شرفه عمنا عبدون حماد معلم الأجيال ومخلف المعلمين والمعلمات عامة ومن صلبه بالرئاسة وعمنا عابدون كان ملجأ الغلابة الذي لا يجدون طريقاً للتعليم فهو رجل قومي التوجه بالرغم من أنه حزب أمة جناح الصادق كما كانت الأسطوانة في ذلك الزمن وهو والد الأستاذ المرحوم القامة هاشم عبدون المعلم الرياضي المطبوع والمرحومة المعلمة التي درست كل أمهات اليوم نعمات عبدون رحمها الله وصهره الأستاذ الإشتراكي الرياضي القدير صلاح اسماعيل رحمهم الله جميعاً بقدر ما قدموا لهذه البلاد والعباد. انتهز اخونا محمد سليمان فرصة المكان والزمان وتحدث بإسمه ومطالباً بحقوقه ، ولكن اثار كلمات عن حق الأندية المشابهة وقال أن كل الأندية دخلت الحكومة يدها فيها إلا ناديهم هذا؟؟ وذهب إلى الديامة ما قاعدين نصدق ونثق في الحكومة. وأقول لمحمد سليمان الذي كان بعيداً عن العمل العام الشعبي في الديوم إلا في مجال الرياضة ، إن كل المؤسسات من مدارس ومراكز صحية ومساجد وزوايا وأندية وساحة شيدها رجالات الديوم بالعون الذاتي وأكملوا كل هذا قبل اية مدينة أُخرى في منتصف الثمانينيات بجهد رجال ديامة عظماء مثلوا أعظم دورهم وعلى رأسهم «اولاد ابو راس سليمان جوهر يوسف وش الرجال التوم عبد الماجد عز الدين الفكي عباس علي طه وآخرين رحمهم الله احياء وأموات.. كنت أتعشم أن يكون الإحتفال شاملاً ليكرم به هذا النفر الكريم الذين زاملناهم ونعتز ونفخر بهم.. المهم بخيت وسعيد عليكم وما وعدتم به وهو اضافة للديامة وما على البقية نجلس وراء تحقيق أحلامها.. وكنت أتوقع أن يرحب بكل نادي الصداقة بالحضور من الضيوف والمدعوين ويترك الميكرفون لكلمة الديامة الشاملة.. ثم آثار الاخ محمد سليمان حديثاً عن الديامة اختلف معه فيه !! عندما قال الديامة لا يثقون في الحكومة لوعودها ا لكثيرة دون تنفيذ وليكفي أن هذا النادي تحول من زريبة إلى دار مع الأمنيات له بالكثير. اما الديامة وثقتهم في الحكومة لا زالت كبيرة جداً جداً بدليل انهم قضوها في آخر انتخابات ولكل فروع شجرة بما يقارب من الخمسة وعشرين صوتاً في آخر انتخابات ومبروك عليكم ما تحقق من إنجاز من تلك الليلة.. اما الأخ جعفر عباس الذي قدم كلمة الديامة لا شك ديامي أصيل بالرغم من إغترابه زمناً عن الديوم، وبالرغم من أنه حاول حصر الحديث عن الشخصيات الديامية إلا انه نسي عظماء صالوا وجالوا في هذه المدينة الفاضلة خاصة والسودان عامة وفي التعليم نسى ناس الحي والأحياء المجاورة «هاشم عبدون / محمد عبدالرحمن محمد والقامة صلاح اسماعيل الحضري ابو القاسم حميدة رحمهم الله جميعاً احياءً وأمواتاً» وسقط سهواً الشهداء «أحمد عبدالله حران» صالح عثمان مبروك شهداء اكتوبر 4691م. والطيور ا لخضر من كوكبة الشباب على رأسهم «عادل نقد» «مروان» «سعيد حامد وآخرين» تقبلهم الله قبولاً حسناً. ومن أهل الفن «نسى فرقة نادي الأخوة الثقافية ونسى الفنان المخضرم حسن عطية، زكي عبد الكريم عبدالرحيم الأمين وغيرهم ثم من الشعراء الشيخ عبدالله البشير رحمه الله. إن أبناء الديوم لعبوا دوراً كبيراً في تدرج تاريخ ا لحركة الوطنية في السودان، منذ المهدية وكانت الديوم القديمة ملجأ لحركة اللواء الأبيض ثم انبرى للحديث الأخ الكريم معتمد الخرطوم الذي أمل أن يرعى الأبنة مقدمة الحفل «سلافة» والفنان الكفيف الذي أدخلنا بأناشيده الوطنية في الذكرى فعلاً ثم الشباب الذي تتبادل فينا الغناء «بقيادة كمال شاويس» ثم الشعراء رجالاً ونساء فكان ابو عبيدة غاية الروعة.. أطال المعتمد في تنفيذ الرد على أثير من كلمات ولكنه زاغ من الصرف الصحي وهو المطلب الذي يسبق كل المطالب وعيب أن تكون مدينة الديوم والسجانة من أقدم المدن بدون صرف صحي والذي في إنجازه غاية المصداقية للبناء الرأسي المهم عاش ذلك الحضور ذكريات الإستقلال. والسؤال الإجباري قبل مفارقتي هذه أين المؤسسات الشعبية في الديوم الشرقية والسجانة فقط لو حضروا لجان من زكاة ومجتمعية وشباب ومرأة ولجان شعبية وأمانات وطرق صوفية لكان لكل حدث حديث وما ضاع حقاً ورائه مطالباً حتى لو كان خارج الأجهزة. وزي ما قال محمد سليمان لغة نحن وراكم والزمن طويل. وعزيز أنت ياوطني بالرغم من صعوبة المشوار وشدة التيار وكل عام وأنتم بخير