لمحتها تغزل الليل بحرير وأنامل من زهر --- تحدق في الأرجاء حينا وجفنها الرقيق منكسر -- وبسمة تفر من فيه تجلى باللألي والدرر-- قالت الحلوة والشارع قد ماج بالصقيع وبالخطر -- دعنى أدلف دارك يا صديقي فقد هطل المطر. الحلوة والمطر هو عنوان ديوان شاعرنا (صديق سليمان) الذي عاش في ربوع الأبيض العريضة والعريقة وساح في كردفان الغراء حالم الليالي وطيب اللحظات وناهلا من ينابيع لفظها وسحرها ببساطة المفردة وعمق المعنى -- وهو الأن بمدينة العلم والنور رفاعة يسطر عبر مملكة شعره ألوان الذكريات ويغني للوطن أحلى الأغنيات -- لتأتي لونيته عبر مدرسة نزار قباني ولربما سبقتها بريحها الاجتماعي الذي يغوص داخل المجتمع متحدثا عن الذي يقل الحديث عنه لتجيء دواوينه التي تحملها عناوينه المباشرة ومفرداته الطاهرة كقصة تترجم ما يدور داخل المجتمع دون تعقيد ودون مغالاة أو ملاواة -- ليكون من بينها الوكر الملعون -- الليل والشارع -- حكايات شعبية-- الحلوة والمطر -- ورائعته الطفولية بوبا الحبوبة -- العودة نحو ذلك الشاعر يزينها الوقوف بين ربيع ذكرياته وسواحل حاضره الذي يتعطر بعدا يصنع لون السودان القارة ويوجد طعم المفردة الذي يستسيغه كل من ينطق العربية عبر بعدها الذي جعل من اللهجة السودانية حلوة المذاق وفصيحة النطق ورائعة المعنى ليغني بها شاعرنا تحت عناوينه الجامحة وأحاسيسه الصادقة الهائمة لتجيء عواطفه كالعواصف من خلال - بعد هذا الحب الزائف -- تأتينا في مكب الحب والعواطف -- لا تقربي سواحلي فإنها مهتاجة العواصف -- لا تزعمي أنك آسفه فأنا غير آسف -- لا تنشدي محبتي بنظرة وهاتف -- ارحلي وفارقي أصبحت منك خائف -- هكذا تطالعك أحداث القصيدة من قريب أو من بعيد عند صديق سليمان ويستوقفك الحدث على الرغم من بعد عصره به فهو يواكب اللحظات ويكون بالقرب من الحقيقهة التي تلامس وجدان الذي يطالع دواوينه ليجد ذاته عبر المعاني من بينها -- فهو لا يقف بك عند الحب والقراءة بل يبلل عقلك ويصنع الدفء لقلبك بحبه للوطن وعشقه للكرم والشجاعة والرجولة ليذهب بك نحو-- الشين ما بشبهك يا شبه السمح -- والسمح البشبهك أنت سويتو -- ماك البخيل الإيدو مكفوفة مع الحريم قعد إندسه في بيتو -- كريم أجواد وإيدو عطايا كم ضيف هجعة كم شبعتو كفيتو -- ليضم ديوانه الحلوة والمطر عددا من القصائد التي تأخذك عناوينها نحو واقعيتها وبعده الاجتماعي والوطني ليكون لك عبر صفحات دعيني أغني لك -- نجلاء العيون -- اللعوب -- الشوق والوطن -- باسكال -- المرأة الأخطبوط وهكذا إلى أن تقف عند بحر من العناوين التي تحمل بداخلها صور وحكايات تسعد وتلامس من يطلع عليها --