المبارك حسن بركات .. رحيل ريحانة غناء الحقيبة وأنطفأت شمعة أُخرى من شموع غناء الزمن الجميل بمستشفى شرق النيل وعندما انتصف نهار أول أمس الاثنين اسلم الفنان الكبير المبارك حسن بركات روحه الى بارئها حيث تم تشييع جثمانه في موكب مهيب تقدمه عدد من المسؤولين الرسميين وقيادات المجتمع السوداني والمبدعين ومواطني مناطق وقرى محلية شرق النيل قاطبة. والفنان المبارك حسن بركات يعد من آخر فناني عقد حقيبة الفن النضيد، حيث بدأ مسيرته الفنية في ذات عام استقلال السودان المجيد، وقد سجلت له الإذاعة السودانية عدداً كبيراً من الأُغنيات الجميلة الخاصة به أو التي غناها كبار فناني حقيبة الفن. ومن اللافت في تجربة الفنان المبارك حسن بركات رحمه الله تعالى، قد حظيت بمقبولية شديدة من كل أجيال السودانيين المجيدين لسماع الفن السوداني الجميل. ويتميز الفنان المبارك حسن بركات بصوت مميز، كما أنه يتمتع بحالة حضور ملفت للنظر.. وكان من الفنانين الذين يعتنون بمظهرهم فليشهد أنه لم يظهر في مكان عام لتقديم أغنياته إلا وكان مرتدياً الزي الوطني القومي السوداني الكامل «الجلابية والعمامة والملفحة «العباية» أو الشال المشغول بمهارة ودقة متناهية، وقد نقل المبارك حسن بركات لمستشفى شرق النيل بعد اشتداد المرض الذي ظلّ ملازماً له لفترة ليست القصيرة حيث أُجريت له بعض الفحوصات إلا أن أجله قد تم إذ (لكل أجل كتاب) و(كل نفس ذائقة الموت).. ومن الملفتات في مسيرة عطاء الفنان الرقم المبارك حسن بركات أنه برغم فقدانه في خلال السنوات الأخيرة لنعمة البصر الا أن عطاءه استمر وبنفس الحماس ونفس العزيمة، ويتميز الفنان الراحل المبارك حسن بركات بكرم حاتمي وأريحية وببشاشة ورحابة صدر جعلته يحظى بالقبول من الصغار والكبار، كما ظلّ مواصلاً لرحمه على مستوى أسرته الصغيرة والكبيرة الممتدة، كما ظلّ علماً يشار اليه بالبنان في مناطق شرق النيل، وكان ذا صلة ببيوتات الطرق الصوفية المنتشرة في مناطق أم ضواً بان وأبو قرون والفكي الأمين.. والمبارك حسن بركات من الفنانين العمالقة الذين جاءت بهم محلية شرق النيل لمنظومة الغناء السوداني ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الفنان الكبير الراحل أحمد المصطفى والفنان الكبير الراحل سيد خليفة والثنائي الرائع ثنائي الدبيبة والفنان الكبير صلاح بن البادية.. والناظر في خارطة أغنيات الفنان الراحل المبارك حسن بركات سواء أغنياته الخاصة أو أغنيات غيره من فناني الحقيبة يلحظ أن هناك قاسماً مشتركاً بينها وهي أغنيات ذهبية لم يلحقها الصدأ. أرجو أن تستعيد معي ذاكرة القاريء بعض هذه الأغنيات التي منها «ست البيت» و«ليك سلامي يا أم درمان» و«حيران في الحب» و«يجلي النظر» و«سميري الفي ضميري» و«زهوري اليانعة» و«نسيم الروض» و«يجو عائدين» و«من بف نفسك يا القطار» و«العيلفون جنة عدن» «شوف العين» أنا راسم في قلبي صورة البلسم» و«المدفع الرزام» و«كل ما تألمت حسنك» و«زهرة روما» و«حبيبي أنا هلل السعد» وغيرها من أغنيات الزمن الجميل.. اللهم أرحم المبارك حسن بركات فهو إنسان زاهد عابد فنان مبدع.. وهكذا انطفأت شمعة أخرى من شموع الزمن الجميل. -- أبجد هوز ٭٭ الفنان الطيب عبد الله بعد عودته من هجرته الطويلة كل ما سمعناه له عبر الوسائط الإعلامية لا يخرج من دائرة أغانيه الذهبية- الأبيض ضميرك، السنين، يا فتاتي، لقيتو وافق منتظر- نطمع في أغاني جديدة تنقله من «الذهبية» إلى «الماسية». ٭٭ بلال موسى فنان مقتدر وإمكانياته عالية حيث أصبح ظهوره لافتا ويجد مقبولية من الأوساط الشبابية التي أخيرا انتبهت إلى الغناء الرصين. ٭٭ جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي العالمية في نستختها الرابعة انتهت قبل أيام.. في تقديري أن القائمين على أمرها يحتاجون إلى مراجعة مخرجاتها حتى تكتمل مقاصدها الكلية وفي رأيي أن تتاح للفائزين بالجائزة لا سيما السودانيين منهم فرصة نشر أعمالهم عالميا وإقليميا حتى يتسنى لهم حذو صاحب الجائزة نفسها والذي عرفه العالم من حولنا وعرّف العالم بالسودان. ٭٭ دكتور فيصل أحمد سعد هل أخذته الفصول الأكاديمية من جمهوره بالوسائط الإعلامية المختلفة؟. ٭٭ هاشم ميرغني الفنان- رحمة الله تعالى عليه- هندس الكلمات الجميلة فكانت غناء حلوا يمشي بين الناس وهاشم ميرغني مقدم رياض البوادي بالإذاعة السودانية هندس المؤثرات الصوتية ليسمعنا إيقاع الحياة وغناءها في بوادي السودان القصية... هاشم وهاشم استطاعا أن يلامسا الأوتار الحساسة لدى من يسمعها. ٭٭ وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي أدوارها غير متكررة لكنها تحتاج إلى الكثير من أجل إزالة الآثار السالبة للاستخدامات التقنية المتطورة فهي خطر اليوم وخطر الغد... الحكاية دايرة جكة يا أستاذة مشاعر الدولب. ٭٭ زيدان إبراهيم سيظل برغم الغياب الأبدي والرحيل، الفنان الذي خلد اسمه في سماوات الإبداع، ولا أقول السوداني لأن إبداعه عبر الحدود الجغرافية للبلد إلى الخارج.