*عندما اعلنت حركة الإصلاح الآن زيارة مسؤولها الأول الدكتور غازي صلاح الدين العتباني لبلدة ام سيالة ريفي مدينة بارا بولاية شمال كردفان، دار السؤال الاستفهامي في رأسي لماذا ام سيالة وليس بارا ولا حتى الأبيض في شمال كردفان؟ قد نفهم زيارة سياسية بغرض التعبئة لقيادي في اي حزب سياسي مثلما فعل غازي نفسه عندما زار مدينة القضارف عاصمة ولاية القضارف، ولكن عندما اراد هو زيارة شمال كردفان لم يختر الأبيض او بارا كما ذكرت، وانما وقع اختياره على بلدة ام سيالة. ومثار السؤال ليس استنكاري او هو خصم على مكانة ام سيالة التاريخية او الجغرافية، ويكفى انها اخرجت للسودان الشاعر الكبير عبد الباقي أحمد البشير اوالمعروف بود أم سيالة ويكفي ام سيالة ما قاله فيها شاعرها مثل :- يا حِليل ام سَيَّاله ويا حليل ناساً قريب في جوارا حليل عانس أم سومري أل للوضيب تلالا راسْيه أديبه ما جابت حديث بيْ قواله ظاهرة وبينه زي أبوزيد فريد في هِلاله واكثر من ذلك مما وثقه الشاعر عبدالباقي وغيره من شعراء المنطقة. ولكننا نتحدث عن عمل سياسي له اهداف ومنها ان تستهدف زيارة القيادي السياسي مدينة مكتظة بالسكان-مثلاً-يستطيع من بعد مخاطبتهم والتواصل معهم ان يؤثر فيهم وان يستقطب بعضهم على اقل تقدير وهو عين ما تحتاجه حركة الإصلاح الآن ويحتاجه الدكتور غازي صلاح الدين ولكن اختياره بلدة ام سيالة هو ما جعلنا نبحث عن سبب يبطل العجب. *الأستاذ محمود الجمل احد مسؤولي الإعلام وابرزهم في حركة الإصلاح الآن والمسؤول ايضاً في مكتب الدكتور غازي صلاح الدين واحد اكثر شباب الإسلاميين المتحمسين للدكتور غازي صلاح الدين صديق جمعتني به الأسافير وشركات الاتصال وعلى الرغم من اننا لم نلتقِ كفاحاً حتى الآن، الا احساساً ودفئاً ما يجمعني بالرجل هذه قصة اخرى ولكن محمود الصديق وانا استفسره عن السر في زيارة الدكتور غازي لأم سيالة طفق يحدثني على طريقة السياسيين عندما تسأل احدهم سؤالاً مماثلاً فيرد عليك بالقول قواعدنا هناك مثلاً ان كان السؤال عن سبب زيارة او اشتراكات عضويتنا ان كان السؤال عن مال عموماً ارهقني السيد محمود الجمل وهو (يتلولو ) فتركته الى صديق لا يحفظ سراً او يستر شخصاً وهو السيد (قوقل) وبقليل من البحث افصح وفضح لي (قوقل) سر ام سيالة او حقيقة سر الزيارة. *العقيد فتح الرحيم ود ام سيالة عندما كنت اتصفح صور زيارة الدكتور غازي صلاح الدين ووفده الميمون الى بلدة ام سيالة وقفت على عدد من قيادات حركة الإصلاح الآن ومنهم الفريق محمد بشير سليمان وحسن رزق والعقيد فتح الرحيم وغيرهم ممن يكون وجودهم في هكذا زيارة امراً عادياً ومنطقياً ولا يجيب على سؤال افتراضي اصلاً، بل ربما غياب احدهم او كلهم كان حري بطرح اكثر من سؤال اذا لم تجبنِ الصور بشيء مفيد ولكن السيد (قوقل) فعل لما كشف لي ان من بين تلك القيادات من يعود بأصوله وجذوره الى بلدة ان سيالة الا وهو العقيد (م) فتح الرحيم عبدالله سليمان المتهم سابقاً بمحاولة انقلابية مع مجموعة العميد ود ابراهيم والفريق صلاح قوش. ومعروف ان العقيد (م) فتح الرحيم قد انضم فيما بعد الى حركة الإصلاح الآن التي يقودها الدكتور غازي صلاح الدين مع مجموعة من الشيوخ والشباب الذين فصلوا من الحزب الحاكم على اثر مراجعتهم المتكررة لأداء الحزب المذكور من خارج القنوات الحزبية او كما قيل والله اعلم في كل الأحوال وعموماً وبعد ان اعلمنا السيد (قوقل ) بالسر وراء زيارة الدكتور غازي صلاح الدين لبلدة ام سيالة دون غيرها من مدن شمال كردفان، نعود للتأكيد بأنه لابد ان للزيارة دوافع اخرى ومن بينها لاشك القواعد غير القليلة التي قامت للحركة هناك اقتناعاً بالإصلاح او حتى اقتداءً بابن ام سيالة العقيد (م) فتح الرحيم وسواء صح هذا ام ذاك وكلاهما صحيح من زواية اخرى، فلقد احسنت ام سيالة استقبال ضيفها الكبير الدكتور غازي صلاح الدين اذ انبرت بلدة الشاعر عبدالباقي تنافس نفسها شعراً من خلال رجالها ونسائها والذين يجري الشعر على ألسنتهم مثلما يجري الدم في عروقهم في الترحيب بالدكتور غازي صلاح الدين وبكلمات ليست كالكلمات، اما من عز عليهم التعبير شعراً فلقد عبروا برصاص حي اذ اطلقت على شرف قدوم ضيف ام سيالة الكبير مجموعة من الرصاص التي احالت يومها سماء ام سيالة الى قطعة من نار ونور!.