يبدو أن ساحة الأحزاب الاتحادية الديمقراطية قد كشف انفجار حاد ما بين قياداتها وشبابها في مقبل الأيام القليل القادمة جراء تباين وجهات النظر حول الحوار الوطني الشامل وانفراد هذه التيارات بالقرارات تجاه هذا الموضوع حسبما يتهمهم الشباب بذلك هذه توقعات فرضتها الضرورة الملحة والواقع الماثل في هذه الأحزاب لما نتج منها من توسيع شقة الخلاف بين القيادات التأريخية التي تتصدر دفة الحوار والشباب الذي فعل بهم الزمن ما فعله بتجاوزه لهم لأن هنالك ثمة فرق بين ما يرفع من شعار الديمقراطية في هذه الأحزاب وما بين ما ينفذ في داخلها. القيادي الشاب بالحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل سليمان خالد أكد انفراد قيادة حزبه المتمثلة في أمينه العام د. جلال يوسف الدقير بقرار الانخراط في هذا الحوار، وقال «للوطن» نحن لا نرفض الحوار مبدأ لكن عدم استشارة قيادة الحزب لمؤسساته والاستعاضة عنها بأشخاص ذوي مصالح خاصة إضافة إلى الأزمة الحقيقية المتمثلة في مصداقية هذا النظام جلها أسباب كفيلة بأن يختلف الشباب مع هذه التيارات في رؤيته نحو الحوار مطالباً بتشكيل حكومة قومية تفكك نظام الإنقاذ الحالي مضيفاً أن المؤسسات الشبابية داخل الحزب الاتحادي المسجل تتصارع وتتشاكس لعدم وجود برامج محددة لهذا الحوار، إضافة إلى توصلها لقناعة تامة بأن وجود د. جلال على دفة قيادة هذا الحزب تأزم الموقف الحزبي. وفي سياق ذي صلة صوب أمين الشباب بمركزية الخرطوم بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جمال حسين الصادق هجوماً عنيفاً على قيادة حزبه قائلا «للوطن»: إن ما تقوم به التيارات في الحزب من أدوار في هذا الحوار لا يمثلنا ولا يمثل جماهير الحزب وقاعدته لأنه قام بمعزل عنهم مؤكداً أن ما طرح من رؤية للحزب حول هذا الموضوع هو رأي لتيارات بعينها مضيفاً أن الحزب أصبح يعاني من انعدام الديمقراطية الداخلية وأرجع أنه على الرغم من الفراغ الشاسع ما بين هذه التيارات وهؤلاء الشباب إلاّ أنه لن يتجاوزها مثلما فعل الزمن وإنما هنالك مرحلة جديدة لأشخاص جدد لأن ما تقوم به التيارات التأريخية من أدوار ليست مرضية للشباب وفي ذات الاتجاه اتفق القيادي الشاب بالحركة الاتحادية محمد الأمين مصطفى مع سابقيه في الحديث وأبان أن الشباب الاتحادي عموماً افتقد للثقة في هذه التيارات التأريخية خصوصاً المشاركة منها في السلطة لأن ما تفعله هذا هو إملاء من المؤتمر الوطني، وأكد أن الشباب لا يرفضون الحوار مبدأ لكن لا بد من توفر متطلبات هذا الحوار حتى يفضي إلى نتيجة إيجابية لمصلحة الوطن والمواطن، وأردف أنه آن الأوان لتعلو صرخة الشباب الاتحاديين لأخذ موقف واضح تجاه هذه التيارات التأريخية مطالباً شباب الأحزاب بالخروج عن خياراتهم وذلك لتحقيق ما فشلت فيه هذه التيارات من أجل وحدة الحزب الاتحادي في كيان موحد. وما بين هذا وذلك تطلب هذه الأحزاب رافعة للديمقراطية شعارا فقط من أجل المزايدة والكسب السياسي لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيقلب هؤلاء الشباب الطاولة على هذه التيارات؟.