سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير مصر فى الخرطوم أسامة شلتوت ل «الوطن»: العلاقات السودانية- المصرية إستراتيجية
يجب ألا يكون الإعلام هو المحك الرئيسي في إدارة العلاقات بين الخرطوم والقاهرة
مبدأنا فيما يخص سد النهضة ألا تضار أية دولة في حوض النيل
اسمه أسامة شلتوت، عمل في الخارجية المصرية أكثر من 25 عاماً، بدأ عمله في إدارة المعلومات والبحوث والتقديرات، ثم انتقل إلى السفارة المصرية بإندونيسيا، وظل بها لمدة 4 أعوام ونصف العام، ثم عمل مساعداً لوزير الخارجية للعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعاون الإقليمي والدولي والمراكز البحثية، ثم انتقل إلى الكويت، وأكمل مدته، وعاد إلى القاهرة، وعمل مدير مكتب وكيل أول وزارة الخارجية، ثم ذهب إلى المانيا قنصلا ً لمصر في فرانكفورت، ومنها إلى السودان نائباً لرئيس البعثة، وظل فيها 5 سنوات، ثم عاد إلى القاهرة وعمل مديراً لإدارة المنظمات غير الحكومية، ثم نائباً لمساعد وزير الخارجية للشؤون البرلمانية، والمحطة الآن سفيراً لمصر في السودان. أكد سفير مصر لدى السودان د. أسامة شلتوت أنه سعيد بالعمل في السودان، ولا يوجد ما يقلقه، ولديه الكثير من الأصدقاء والأقارب، وأنه على تواصل مستمر معهم، وأضاف أنه توجد بين الشعبين السوداني والمصري قواسم مشتركة، وهما من أكثر الشعوب جمعا لهذه القواسم، ولا يمكن لأي مصري أن يحس بغربة في السودان، وينطبق ذلك أيضا على المواطن السوداني في مصر، وقال: أتمنى أن يكون هنالك نوع من التكامل الاقتصادي يحقق طموح الشعبين، وتكون هناك تنمية حقيقية تعود على الشعبين بالرفاهية والتقدم. وأشار في حواره مع الوطن إلى أنه متفائل، لأن العلاقة بين السودان ومصر قائمة على الاحترام المتبادل والتشاور، ويأتي تفاؤله من أن هناك وعيا حقيقيا لدى القوى السياسية في البلدين لتفعيل هذه العلاقات إلى آفاق أرحب.. وقضايا أخرى كثيرة جاءت في ثنايا الحوار. سعادة السفير يلحظ أن هناك تباينا في العلاقات السودانية- المصرية بين أحاديث الساسة وما يكتبه الإعلام.. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟. العلاقات السودانية- المصرية علاقات إستراتيجية، وبالتالي فالمسؤولون في البلدين يدركون حقيقة ذلك، ويعملون جاهدين على تقديرها، كما إن الإعلام في مصر بعد الثورة أصبح إعلاماً حراً، ولكن يوجد من يسيء استخدام هذه الحرية عن قصد أو دون قصد، مما يحتم علينا أن نكون أكثر تواصلاً مع الإعلام، ونسعى إلى توصيل الرسالة الصحيحة. - كيف تتعاملون مع التصريحات التي تصدر من هنا وهناك؟. نحن ندرك أهمية الإعلام ودوره المهم، ولكن يجب ألا يكون الإعلام هو المحك الرئيس في إدارة العلاقات بين السودان ومصر، خاصة أن التواصل بين الشعبين موجود من قديم الزمان، بالإضافة إلى حركة السفر بين البلدين التي وصلت إلى أكثر من نصف مليون مواطن سوداني ومصري متجول بين السودان ومصر، والرأي العام يستطيع أن يميز ما هو حقيقي وما هو مدسوس من أخبار في الإعلام. - ذكرت فى حديثك أن هناك تغييراً حدث للإعلام المصري بعد الثورة؟ نعم، قبل الثورة كان للإعلام محددات معينة يتحرك في إطارها، ولكن بعد الثورة أصبح الإعلام يهاجم حتى المسؤولين والحكومة، بما فيهم وزارة الخارجية، لذلك أؤكد أن مسؤوليتنا أن نتواصل مع الإعلام ونملك الحقائق كاملة لتحويلها إلى أرض الواقع، هذا بالإضافة إلى أننا بانتظار ميثاق شرف إعلامي الذي سيقوم بضبط الكثير في الإعلام، وتعد هذه تجربة وليدة على الإعلام المصري. - تحدد أكثر من مرة موعد لافتتاح الطريق البري ولم يحدث.. ما هي المعوقات الرئيسة؟ ومتى يمكن تجاوزها؟ عقدت لجنة المنافذ أخيرا في الخرطوم، وتم الاتفاق على عدة خطوات، منها الإسراع في بناء المنافذ للطريق الغربي أرقين، ونتوقع أن يكتمل بناء المنافذ بنهاية شهر يوليو، ثم يتم الافتتاح التجريبي للمنفذين الشرقي والغربي، ثم الإعلان عن افتتاح المنافذ رسمياً خلال انعقاد اللجنة الوزارية العليا المشتركة، ولا توجد أية عوائق، بل إن هناك تفاهما كاملا مع السودان، وتم وضع جدول زمني لاستكمال بعض المنشآت. - كيف ستتعامل مع ملف سد النهضة في ضوء الانتقادات المتكررة من قبل بعض الإعلاميين هنا في مصر لموقف السودان؟. نحن نؤكد دائماً أن العلاقة بين السودان ومصر قائمة على عدم تدخل في الشؤون الداخلية لكلتا الدولتين، بالإضافة إلى توفير وتطوير هذه العلاقات بما يخدم مصلحة الشعبين. ومن هذا المنطلق، فيما يخص سد النهضة، توجد بيننا آلية تشاور مشتركة، ونحن لا نستند إلى ما يكتب في الإعلام في تأصيل موقف هنا أو هناك، بل لدينا اجتماعات دورية تعقد للتشاور لإيجاد موقف مشترك، هذا بالإضافة إلى تأكيدنا أن كل الشعوب لها الحق في تنمية مواردها بما يعود بالنفع على شعبها، شريطة ألا يكون ذلك على حساب الآخر، ومبدأنا في هذا ألا يقع ضرر على دولة ضد أخرى، ولن يحل هذا الأمر إلا بالحوار البناء، وصولاً لتسوية شاملة. - ظلت حلايب تشكل «خميرة عكننة» للعلاقات السودانية- المصرية.. متى يُطوى هذا الملف؟ يجب أن تناقش هذه العلاقات على المستوى الخاص بها بعيداً عن الإعلام، كما يجب ألا تتخذ ذريعة للتوتر بين البلدين، وهذا هو الموقف الذي نتفق فيه مع السودان. - ما هي أبرز مشاكل الجالية المصرية في الخرطوم؟ لا يوجد لديها أي نوع من المشاكل في السودان، ويعامل السودانيون المصريين كإخوة تماماً، وإذا وجدت أشياء فردية، فهي صغيرة لا تذكر، ولا تمثل أية ظاهرة، وهم يعدّوا الأكثر حظا من الجاليات المصرية الأخرى في الخارج نسبة للعلاقات التأريخية بين الشعبين بالإضافة إلى ما يتمتعون به من امتيازات أهمها الحريات الأربع التي تسمح لهم بحرية الإقامة والتنقل والعمل والتملك. وماذا عن الانتخابات الرئاسية للمصريين في الخرطوم؟ فيما يخص الانتخابات، قمنا بتطبيق اللوائح والضوابط، منها حداثة البطاقة القومية، وسيتوجه الجميع بعد الخميس القادم للإدلاء بأصواتهم، وأتمنى أن يشارك الجميع في رسم سياسته المستقبلية. ماذا عن حجم الاستثمارات المصرية في السودان؟ هل هي دون الطموح المرجو؟ لا يعلم الكثير حجم الاستثمارات المصرية الكبيرة في السودان، فمنذ عام 2000 حتى هذا العام، بلغت 8 مليارات و700 مليون دولار، مما يدل على أن هناك قناعة حقيقية لدى المستثمر المصري بأن السودان بلد مستقر، وبه استثمارات واعدة، ولكننا سنعمل على زيادتها في الأعوام القادمة من خلال موقعنا الجديد.