قصة الحفرة المشهورة التي تسببت بموت عدد من الاشخاص في تلك المنطقة وصارت هماً لكل من يقطنها وعندما قرر أعيان الحي وعقلاؤه حل هذه المشكلة أقاموا اجتماع وفتحوا باب النقاش والاقتراحات للتخلص من هذه الحفرة، وبدأ أحد المشاركين النقاش بأن اقترح بعمل إضاءة للحفرة حتى يراها الجميع ولا يمروا بها حتى لا يقعوا فيها فرفض اقتراحه باعتبار أن هنالك اشخاص لا يرون (كفيفون) فلا يرون الإضاءة وبالتالي لا يتبينون الحفرة ويقعوا فيها وانبرى آخر واقترح بأن يعمل سور للحفرة.. ولكن أيضاً تم رفضه لأنه ربما يأتي شخص بسيارة مسرعاً ويتعدى السور وأيضاً يقع في الحفرة، فقام أحد العقلاء الذي ربما يكون برلماني واقترح بأن يقوموا ببناء مستشفى بالقرب من الحفرة حتى يتمكنوا من اسعاف من يقع في الحفرة.. ولكن رفض هذا الاقتراح باعتبار انه مكلف ولكن جاء اقتراح من احد المساطيل قريب من الصحيح بأن يقوموا بدفن هذه الحفرة وحفر أخرى بداخل المستشفى حتى يتمكنوا من اسعاف من يقع في الحفرة وكدا يكون وفروا تكلفة قيام مستشفى بالقرب من الحفرة.. فلاحظوا ان النقاش كله لم ينصب حول دفن الحفرة انما كان حولها دون ان يدلفوا لحل المشكلة الاساسية وما جرى في هذه القصة يحكي حال البرلمان الذي انتخبناه ليمثلنا وليس ليمثل علينا.. فعندما يطلب منّا النواب التقشف بأن نعود لأكل الكسرة والعصيدة كأننا قد فارقناها دون عودة وصارت بيننا والكسرة والعصيدة جفوة امتددت طول فترة حكم المؤتمر الوطني للسودان مع أننا حتى الكسرة والعصيدة قد صعب علينا الحصول عليها والحمد لله على كل حال.. المهم لا أعرف أين يعيش هؤلاء النواب وهل هم أتوا من كوكب غير كوكب الأرض الذي يسكنه مواطنو دولة السودان أم ماذا يا هؤلاء الا تعلمون بأن كل السلع الآن ارتفعت اسعارها الضعف أو أقل فهذا يعني أنهم لا يعلمون شيئاً عن الاوضاع الاقتصادية في السودان لأن أي شيء ارتفعت اسعاره ولا توجد سلعة رخيصة، فجوال الذرة ارتفع لأكثر من 350 جنيه والآن سعر الخبز أقل تكلفة من الاستاذة المبجلة (الكسرة) والآنسة (العصيدة) فلا أعرف من أين يأتي هؤلا بهذا الكلام السهل لذلك إذا قارنا ما حدث في موضوع (الحفرة) وما يأتي به النواب من فرقعات وهلاويس أيضاً نجد أنهم قد انصرفوا عن أصل المشكلة بمفهوم (عينك في الفيل) فكان من الافضل أن يتحدثوا عن وضع حلول تجابه الآثار السالبة المترتبة على رفع الدعم عن المحروقات بدلاً عن دعوتهم هذه بأن نأكل الكسرة والعصيدة لأننا نحن قرابة ال24 سنة صار هذا صنف محبب لنا.. ولكن الآن صعب علينا تناوله,لذلك كان من الاجدر أن يقوم النواب بالبحث عن حلول تساعد الحكومة والمحكومين بالخروج من هذه الأزمة التي كان لابد منها (حسب قولهم) ودعوة الحكومة لتنفيذ هذه الحلول فمثلاً كان ممكن ان يطالب البرلمان بإقامة محال تجارية باشراف المحليات تنتشر في كل الاحياء تبيع السلع الضرورية باسعار زهيدة وفي متناول الجميع أو إعادة ما يسمى بالتعاونيات التي كانت في السابق حيث كان يتم صرف المواد الاستهلاكية ببطاقات يحدد فيها صرف السلع حسب عدد أفراد كل أسرة وبالتالي نكون حللنا جزءاً من المشكلة وحاربنا جشع التجار باستغلال هذا الظرف الذي يمر به وطننا الحبيب وألجمنا أفواه المتملقين من النواب الذين لا يعرفون كم تكلف وجبة الكسرة أو العصيدة.. والآن يا يا سادة (النوام) المبلغ الذي تشتري به رغيف يكفيك لوجبة لا تستطيع ان تشتري به كسرة لوجبة واحدة . فلذلك توخوا قول الحق الذي يوجبه عليكم ضميركم ورسالتكم تجاه المواطن الذي لم يبقَ له ما يستند عليه، فعليكم يا هؤلاء وانتم (النوام) أن تضعوا كل الحلول التي تلزم الحكومة لتقديم تنازلات من أجل الوطن والمواطن فليس دائماً يطلب البرلمان من المواطن الحل ويتحامل عليه، فالحل في يد من يملك السلطة والجاه وليس للمواطن المسكين المغلوب على امره أن يفعل شيئاً، وليقوم السادة البرلمانيون بواجبهم الحقيقي الذي تم انتخابهم من أجله وليس بأن يطبلوا ويكبروا عندما يهان المواطن وتنتهك حقوقه فلنا الله وحده وهو القادر على فعل كل شيء ولا وألف لا للتملق (وكسير التلج).