يعدّ السودان غني بمساحاته الزراعية وموارده المائية، حيث كان يتوقع خبراء أن يمضي قدما نحو تطوير مشاريعه الزراعية لتحقيق شعار (سلة غذاء العالم)، إلا أنه سجل تراجعا إلى الوراء بحيث عرّض المواطنين إلى ضغوط مزدادة يوما بعد يوم في جميع حقوقه المعيشية، سواء كانت صحية أو تعليمية، وبتنا نشهد ملامح لانهيار اقتصادي تشير إليه الزيادات المستمرة في أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، مؤخراً شهد السوق ارتفاعا في بعض السلع لا سيما السكر، بينما يمتلك السودان أكبر مزارع للقصب ومصانع السكر.. بالإضافة إلى مساحات زراعية كبيرة، ما يؤكد بأن المواطن موعود بزيادات أخرى للمنتج في شهر رمضان المبارك، رغم تطمينات نشرت بالصحف منسوبة لجهات اختصاص. التقت الوطن بعدد من المواطنين والتجار والجهات ذات الصلة، وخرجت بالآتي.. سلعة السكر ذكر المواطن إسماعيل أنهم يفاجئون يومياً بارتفاع أسعار المواد الغذائية ..(صباح كل يوم ترتفع الأسعار، بالأخص)، وانتقد فشل الجهات المختصة في إيجاد حلول لهذه المشكلة، وقال: إن المشهد يتكرر كل عام باقتراب شهر رمضان.. (نحن عاوزين حل)، وقال: إنه يتمكن بصعوبة من توفير ثمن سعر كيلو السكر.. (الجهات المختصة لم تقم بأية مبادرات ناجحة، اعتادوا على الخمول و»الطناش» في النهاية نقول الحمد لله على كل حال). طمع التجار ورمى المواطن عبد الله اللائمة على التجار ووصفهم بالجشعين، كما اتهمهم بالطمع، وقال ل (الوطن): إن جشع وطمع التجار هو السبب الرئيس في ارتفاع أسعار السلع حيث لا يوجد رقيب على السوق، وزدا قائلاً: (كل تاجر يبيع بالسعر الذي يجده مناسباً، حتى السكر السلعة الأهم للمواطن.. تشهد أسعارها ارتفاعاً ملاحظاً.. يحدث هذا ورمضان على الأبواب). مافيا السكر ارتفاع الدولار قامت «الوطن» بجولة داخل سوق ليبيا باعتباره سوق لتجار الجملة، والتقت بعدد من التجار، إذ قال التاجر (م .ع): إن ارتفاع الدولار هو السبب الأساس في ارتفاع كافة السلع الاستهلاكية، بغض النظر عن صناعتها سواء كانت محلية أو مستوردة، وأضاف إن أسعار المنتج المحلي أعلى من المستورد، وأرجع ذلك إلى الجودة التي تتميز بها السلعة المحلية عن السلعة المستوردة. تذبذب الأسعار فيما أكد التاجر محمد علي أن الأسعار متذبذبة وتشهد بعض الارتفاع نسبة لاقترب شهر رمضان، كما أوضح أن ارتفاع الدولار له دور في رفع كافة المنتجات والسلع الاستهلاكية المحلية والمستوردة، وقد أشار التاجر محمد إلى ارتفاع أسعار زيوت الطعام حيث وصلت جركانة زيت الفول 36 رطلا إلى 280 جنيها بدلا من 240 جنيها، مبيناً أن الندرة في زيت السمسم أوصلت سعر الجركانة 36 رطلا إلى 560 بدلا من460 جنيها، وأكد أن سعر جوال السكر المحلي بلغ 300 جنيه والمستورد 280 جنيها. وكانت جمعية حماية المستهلك قد حذرت من تحركات مافيا السكر قبل شهر رمضان، وعزا الأمين العام للجمعية الدكتور ياسر ميرغني في تصريحات سابقة هذه الزيادات لاقتراب شهر رمضان الذي يشهد سنويا ارتفاعا غير مبرر في أسعار السكر رغم توفره بالأسوق، وأضاف (ستتحرك مافيا السكر لإخفاء السلعة من السوق)، وحذر الدكتور من زيادة جديدة في أسعار السلع الاستهلاكية خاصة أن رمضان على الأبواب لذلك، أبلغت جمعية حماية المستهلك أن السطات ضبطت مصنعين يقومان بتعبئة السكر المستورد في عبوات مزورة. وقال الدكتور ياسر: إن الكميات المحجوزة لدى نيابة حماية المستهلك بلغت 500 ألف جوال سكر في عبوات مزورة واتهم ولاية الخرطوم بالفشل في تشديد الرقابة على الأسواق وفرض هيبتها، وطالب بالسماح بالبيع المباشر من المنتج إلى المستهلك.