في يوم جمعة مباركة تقاطرت اللواري والحافلات والبصات والبكاسي والهايسات من واوسي إلى بحري العاصمة ثم إلى مدينة الطوابق كافوري قطعت عشرات الكيلومترات وهي تحمل في رحمها المئات من الرجال والنساء البنات والأولاد والجميع في فرح وسرور وبهجة وحبور يهللون ويكبرون ويباركون يحتفون ويحتلفون بافتتاح مسجدهم العامر ومسيدهم الطاهر- إن شاء الله. مقدمة ومدخل. مولانا القاضي مبارك العوض حسن العوض فضيلي «من رحم واوسي وحشاها من عند الكبد وتمرة الفؤاد وغرة العين» والذي كان يعمل في السلك القضائي السوداني والآن يعمل في القضاء في دولة الإمارات. عندما أجلس على كرسي القضاء بالدروشاب قام بجهده واجتهاده وعلى نظام العون الذاتي وبتصديق وتصريح وتشجيع وبدعم مادي ومعنوي مقدر من دولة القانون وديوان القضاء في السودان وبمساعدة كريمة من نفر كريم من الخيرين وبتوفيق وعون من الله العلي القدير ببناء دار القضاء في الدروشاب وكل محلقاتها بعد ذلك تم نقله إلى الخرطوم بحري فشرع بنفس العزيمة التي لا تفتر وبنفس الروح الطموح وإرادة قوية في تشييد مجمع محاكم الخرطوم بحري وشرق النيل فكان له ما أراد وتقديراً لجهده واجتهاده وعطائه كان ان شرف افتتاح مباني مجمع المحاكم الأخ الكريم علي عثمان النائب الأول لرئيس الجمهورية- في ذلك الوقت- ولما ابتعث إلى دولة الإمارات ليعهد بقضائها تلفح بثوب السوداني الأصيل ود البلد وحكر عمامته البيضاء ولبس العراقي والصديري والمركوب وفتح داره لكل سوداني فتخلق حوله كل شباب واوسي هناك والتف حوله كل سوداني فكان نعم الأب والأخ والصديق والرفيق فسرت الى السودان روائح طيبة ونسمات عطرة تحكي عن سيرته وتمجد افعاله ولله الحمد والشكر كانت هناك فكرة تراوده وتشغل كل فكره وتفكيره ولما اختمرت ونضجت جاء الى السودان بمشروعه الوقفي الكبير فشرع في التنفيذ فوراً مستعيناً بالله متوكلاً عليه. ٭ مسجد ومسيد الوالدين الوالد الحاج العوض حسن العوض فضيلي «رحمه الله» الوالدة الحاجة النعمة الشيخ ادريس حامد الشيخ ادريس «رحمها الله» جعله الله ابنا صالحاً باراً بوالديه وتقبل منه هذا العمل الخير وجعله مركبة لكل أهله وذويه ومشايخه ورفقاه وصحابه يعبرون به من على الصراط في يسر وطمأنينة أمين. ليس بعيداً ولا مستبعداً أن يقوم المبارك بمثل هذا العمل الوقفي الخيري الكبير ولكن البعيد والمستبعد أن يسلك الرجل غير هذا الدرب ويسير على غير هذا الطريق فالرجل عُرف في كل سلوكياته وخلقه واخلاقه بالاستقامة والاعتدال والنهج القويم كما إن إرثه وميراثه وتركته تؤهله لعمل كل خير- بإذن الله- فهو منسوب من أمه وأبيه إلى جده الولي الصالح- إن شاء الله- الشيخ ادريس بن الأرباب سلطان الأولياء «العتاق» الذي اوقد تقابة القرآن وأسس المسجد والمسيد والخلاوى وأرسل المشائخ الى كل ربوع السودان يبشرون بالإسلام وينشرون تعاليمه وقبته الآن وأضرحة خلفائه بالعيلفون العاصمة الروحية للمحس فالرجل إذن حفيد الشيخين الخيرين محمد وعبد القادر بواوسي- عليهما رحمة ربي- وهما اصغر اولاد الشيخ ادريس بن الأرباب. ثم نودي للصلاة برفع الآذان واقيمت اول صلاة جمعة بالمسجد إيذاناً بافتتاحه تقبله الله من مولانا المبارك واثابه الله ووالديه خيراً وبارك الله لكل من ساهم أو أسهم وكل من حضر الافتتاح الكبير وكل من بارك ودعا بخير ولكافة المسلمين والمسلمات أمين ومن بعد الصلاة اعلن من داخل المسجد عن عقد قران ابنته العفاف المصون نسيبة المبارك العوض على ابن أخيه البرمكي الفنجري الحارث الشيخ ادريس حسن محمود أجرى مراسم عقد القرآن مولانا الخليفة عبد الله الخليفة المصباح خليفة واوسي والخليفة عبد الوهاب الخليفة الحبر خليفة الكباشي بحضور الخليفة أحمد العطا خليفة جده الجالس بواوسي ثم أكمل مأذون المنطقة وثيقة الزواج الرسمية والملفت للنظر أنه تم على أسس وضوابط الزواج الجماعي بواوسي والذي قام ويقوم أصلاً على تقليل نفقات وتكاليف الزواج والذي يعد مولانا مبارك العوض فارساً من فرسانه ونقيباً من نقبائه بارك كل المشائخ فيما بينهم والخلفاء ورجالات الطرق الصوفية وكل الحضور حتى «العنقالة» الصلاة ودعو بالقبول لافتتاح المسجد والزواج ارتفعت زغاريد الفرح والسرور إلى كبد السماء وهي تحمل على جناحيها روائح العطور والبخور والصندلية والمحلبية والسرتية والمجموع ثم تعود بها إلى الأرض تعطر كل الساحات والباحات فلا يعرف الناس إلى عطراً مجموعاً ومخموراً. ٭ الحضور : من كل شرق النيل حتى أبو دليق وشمال شرق النيل حتى قرى أول عاصمة إسلامية وفي شمال غرب النيل باسلانجه حضر كل رجالات الطرق الصوفية والمشايخ وخلفاء السجاجيد أهل المساجد والمسايد والتكايا أهل التقابة والكرابة أهل الضروة والخلوة والركوة وفي زمرتهم حضر الحيران والمحبين والمريدين والتابعين فجزاهم الله كل خير. جاء أبناء الشيخ إبراهيم الكباشي الصناديد يتقدمهم خليفتهم الرضي الخليفة عبد الوهاب الخليفة الحبر «ود القبتين» وعثمانهم من على المنبر وقد نظم النثر ونثر النظم طاوعته الكلمات وانقادت له الجهل ولانت له العبارات فاجاد وأفاد. جاء السلك القضائي بكل عظمته وشموخه يتقدمه السيد رئيس القضاء وكوكبه من أقمار قضاة السودان. جاء من الولاية الناظر شيخ العرب نائب صديق محمد علي سليل دوحة الصوفية والتصوف فالرجل عترة الشيخ عبد الباقي اللهم ارضَ عن كل مشايخنا. قال لي مرة أحد أصدقائي الناظر الذي عرف بخفة الدم واللطف والظرف واللباقة والنكتة والملحة نحن معشر النظار خلقنا لنحكم فإن حكمونا حكمنا وإن لم يحكمونا حكمنا- متعك الله بالصحة والعافية أخي الناظر الذي إن نظر فهو ناظر وإن لم ينظر فهو ناظر أيضاً» جاءت محلية بحري ممثلة في معتمدها الشاب الدكتور الناجي محمد علي المنصور ومحلية بحري حاضرة دائماً عند قيام أي صرح نحيي بحري المحلية ونحو المزيد من التقدم والازدهار ونحيي معتمدها وندعو له بالصحة والعافية. جاء إلى حفل الافتتاح المشايخ الخلفاء الذين لم أتشرف بلقائهم ولكني أسجل لهم حضورهم حسب ما أملاه على صديقي فليعذرني الذين لم أذكرهم: الخليفة مصطفى الخليفة أحمد خليفة الشيخ خوجلي الخليفة المبارك، الخليفة الطاهر خلافة الفادنية، الخليفة مرغني الخليفة محمد الخليفة الحسن «السماني» خلافة الشيخ محمد ود مكي «بحر اللجة» بإسلانج، الخليفة عبد الله الخليفة أحمد الشيخ المقابلي خلافه المقابلية، والشيخ إدريس بن الأرباب بالعيلفون. الخليفة عبد الرحيم الشيخ محمد صالح خلافة الشيخ الطيب ود البشير المبارك، الخليفة الشيخ إدريس خلافة الشيخ الطيب ود البشير وعموم الطريقة السمانية بأم مرحي، الخليفة المبارك الخليفة الشيخ إدريس خلافة الشيخ محمد ود عثمان بالتكينة، الشيخ محمد سرور خلافة السمانية بطابت، الشيخ عبد المحمود ود نور الدائم ثم الخليفة عبد الله المصباح والخليفة أحمد العطا الخليفة الشيخ إدريس، جاءت مجموعة الخوجلاب مع نور الدائم الفكي يقودهم العمدة محمد ود العمدة عثمان إبراهيم رحمة الله: «ما كنت رايق ساكن في صفا وتأمين في الخوجلاب يا قلبي مني شالك مين النسايم الفاحن بي جناين التين تغشاك يا عثمان بهجة وسرور كل حين. من الفكي هاشم جاء التربال الثائر سعد جماع لما أعجبه الجمع والتجميع قال مازحاً اليوم كل مساجد واوسي في عطلة- ما شاء الله- ثم أردف قائلاً أنا اليوم لست مشاركا بل شريك فجدي الشيخ عجيب المانجلك ابن خاله الشيخ إدريس بن الأرباب جد مولانا مبارك العوض. نصبت الخيام ومدت السرادق والصيوانات ورفعت المظلات وتغطت كل الأرض بالمفارش والسجاجيد والأكاليم والعجم ولكن كان الحشد أكبر من أن تستوعبه كل خيام وسجاجيد بحري العاصمة. بحمد الله وفضله تناول كل الحضور بلا فرز ولا تمييز طعام الغداء وأكلوا كل أنواع الحلويات وشربوا من البارد حتى ارتوا ثم طاف شباب واوسي بسراويس اللحمة والدجاج ينادون على الناس يا جماعة بالصلاة على النبي الما اتغدا ولكن لا أحد يلتفت إليهم فالجميع في شبع ورواء والحمد لله، ونوبة الفادنية تطن وطاراتهم تزن والشتم يردح والمادح عوض الله الفادني يصرح ويحن ومولانا مبارك العوض يقود الحلقة ويطوف على كل الحضور الذي يبارك ويحيي ويدعو بكل خير تقبل الله. ٭٭ خاتمة وتحية إجلال وتقدير وعرفان إلى أم العول المرأة الصبر واليقين الأُستاذة مريم محمد حسن العوض فضيلي التي يناديها أهلها في واوسي «مريم تاتاي» ابنة عمر وزوج مولانا مبارك العوض حسن العوض فضيلي والتي كانت وراء كل هذا الإنجاز الإعجاز تابعت كل تفاصيله الدقيقة والكثيرة والكبيرة. التحية لابننا محمد مبارك العوض «الشبل الأسد» التحية لكل كريمات الأسرة. ثم التحية التحية والتقدير والعرفان لكل أهل واوسي الكبرى والدوم وود رملي والسلام.