قذائف (آر بي جي) مجهولة سقطت على مبنى السفارة السودانية الواقع في حي الأندلس غرب العاصمة الليبية طرابلس- حسب وكالات أنباء، في حادثه عدّها المراقبون مؤشر سوء ورسائل سلبية من جهة ما، متعلقة بطرفي الصراع الليبي، بينما تشير أصابع الاتهام رغم صمت الحكومة السودانية إلى مسلحين تحت إمرة الجنرال المتمرد خليفة حفتر، ومما يعضد ذلك هو اتهاماته السابقة للسودان بدعم الإرهاب، خاصة بعد تسريبات نشرتها بعض وسائل الإعلام الدولية تتعلق بزيارة غير معلنة قام بها عبد الحكيم بلحاج إلى الخرطوم. ولم يكن السودان وحده تحت مرمى تهديدات مجموعة الجيش الوطني الليبي، فقد دعا الجنرال حفتر عبر متحدث باسمه رعايا دولتي قطروتركيا إلى مغادرة شرق ليبيا المضطرب متهما الدولتين بدعم (الإرهاب)، وقال متحدث باسمه: «إنه يجب على كل مواطني تركياوقطر مغادرة ليبيا في غضون 48 ساعة وأن المهلة بدأت الليلة الماضية»، وأضاف أنه «ينبغي على القطريين والأتراك مغادرة المنطقة الممتدة من بلدة مساعد على الحدود مع مصر إلى مدينة سرت في وسط ليبيا، وأن قوات حفتر غير مسؤولة عمّن يحملون هاتين الجنسيتين على الأراضي الليبية»، وبعد ساعات من إطلاق الجيش المنشق تهديداته غادر عشرات الأتراك ليبيا باتجاه تركيا وتونس من بينهم دبلوماسيون وعمال في شركات نفط ليبية ورجال أعمال»- وحسب المنشقين أنهم قاموا بهذا الإجراء ضد هؤلاء بعد ورود معلومات مؤكّدة عن وجود بعض ممن يحملون هاتين الجنسيتين، داخل الأراضي الليبية يعملون مخابرات لصالح جماعات إرهابية. رسائل: حاولت مجموعة حفتر بعث رسائل إلى السودان في مناسبات مختلفة، فمنذ الوهلة الأولى لعملية (الكرامة) التي ينفذها الجيش المنشق قال الناطق الرسمي باسمه العقيد محمد الحجازي ل (وكالات أنباء): إن الجيش الوطني الليبي قد وضع خطة لتأمين حدود ليبيا المشتركة مع السودان وتشاد ومصر، مشيرا إلى وصول عناصر من الجيش الليبي إلى الحدود الليبية المصرية، الخميس الماضي، بعد أن تَعهَّد الجيش بتأمين المثلث الحدودي «مصر السودان تشاد»، فيما أكد قائد الكتيبة 407 «استطلاع» التابعة ل (جيش حفتر) نقيب صالح بوعياد لمواقع إخبارية ليبية تكثيف الدوريات على المثلث الحدودي بعد صدور أوامر لهم من غرفة العمليات، بالتنسيق مع العميد ركن صقر الجروشي، وقال بوعياد: «إنهم سيستخدمون القوة دون تردد ضد كل مَن تسول له نفسه مساس التراب الليبي»، وأضاف قائلًا: إن الحدود مع بقية الدول مُؤمَّنة بشكل جيد، وسيردون أية قوة معادية لهم. استنكر القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي أحداث قصف السفارة السودانية في طرابلس، وقال في حديثه ل (الوطن): إن ما حدث مستنكر ومستهجن، لأن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية يتنافى مع مبدأ العلاقات الدولية، وأضاف:» ما حدث يعدّ مهددا للأمن والسلم الدوليين ويتنافى مع القواعد الدولية»، مطالبا بضرورة إيقاف مثل هذه الظواهر التي باتت في عداد الفوضى خشية أن تضرب كل المنطقة. عزا المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الزعيم الأزهري د. آدم محمد أحمد في حديثه ل (الوطن) ما حدث للسفارة السودانية في ليبيا إلى اتهامات للحكومة السودانية بعلاقات مع الإسلاميين وخاصة مجموعة بلحاج، وأن تصريحات لمسؤولين سودانيين أكدت المسألة، وأردف:» من المتوقع أن تعادي المجموعة الثانية السودان».