لم يأتِ يوم الا وسادتنا المبجلين في وزارة الصحة يأتونا بالغريب العجيب وكله يصب في تعذيب الشعب السوداني وأذيته لأن الأمر لم يقف على تجفيف المستشفيات الحكومية فقط وانما تعداه للمستوصفات الخاصة والتي تقدم خدمات أقلها أنها متوفرة بالمناطق التي تبعد عن منطقة (وسط الخرطوم) مهما بلغت تكلفتها, المهم أنها متوفرة وفي متناول سكان تلك المناطق. وسابقاً عندما تكلمت الصحف عن تجفيف المستشفيات الحكومية ولغرض الكل يعرفه مع أن حجة هؤلاء نقل الخدمات للمناطق الطرفية وهذه أيضاً فرية، فالهدف كما يعلم الجميع تكثيف القبول على مستوصفات بعينها.. ولكن هيهات لهم ذلك لم تفلح تلك الخطوة في جلب المرضى لمستوصفاتهم الفندقية وأصبح المرضى يستسمحون الصيادلة بأن يمنحونهم الادوية لامراض يعرفونها وهذا الأمر الآن أصبح جلياً فأضحت الصيدليات عبارة عن عيادات تمنح الادوية بدون وصفات طبية وهذا كله بسبب تلك السياسات الخانقة من قبل وزارة الصحة التي أصبحت تباعد بيننا ونعمة الصحة.. المهم عندما لم تفلح سياسة تجفيف المستشفيات الحكومية في تحقيق أهداف هؤلاء الخاصة جداً وجهوا اسهمهم تجاه المستوصفات الخاصة وبدأوا بالبحث عن أسباب تساعدهم في إغلاقها فأتوا بفرية إن أي مستوصف خاص لا يمتلك جهاز عناية مكثفة لا يحق له أن يباشر عمليات الولادة بحجة حرصهم على المولود وأم المولود وتم اخطار المستوصفات بذلك مع العلم أن سعر هذا الجهاز لا يقل عن (200000) جنيه بالقديم فكيف يا هؤلاء لمستوصفات في مناطق طرفية أن تشتري جهاز بهذا المبلغ، وسؤال آخر هل هذا الجهاز المهم جداً يا الحريصين على صحتنا موجود بالمستشفيات الحكومية التي أزهقت أرواح مئات النساء بسبب التاتنوس أو الإهمال نتيجة لعدم توفر الأدوات الطبية هل هذا الجهاز موجود بمستشفى سعد ابوالعلاء التعليمي الذي تم تحويل أغلب اقسام مستشفى الخرطوم اليه هل هذا الجهاز موجود بمستشفى ابراهيم مالك هل هذا الجهاز موجود بالمستشفى التركي بالكلاكلة وهل هذا الجهاز موجود بمستشفى النو بأم درمان وهذه فقط اسئلة وليس اقراراً بعدم توفرها.. ولكن نريد الاجابة على هذه الاسئلة حتى نتأكد أن هدفكم النبيل ونبيل جداً خدمتنا وحمايتنا من الموت ان استطعتم ذلك بسبب عدم توفر جهاز العناية المكثفة,ولكن السؤال الاكيد لما البحث عن هذا الجهاز الآن بالتحديد فنحن لينا سنين عدييييييييدة نسوانا بيولدن في البيوت من غير عناية مكثفة وحتى هذه اللحظة بعض النساء يلدن في البيوت ناهيك عن عدم توفر هذه الاجهزة في المستشفيات الحكومة.. فيا وزارة صحتنا بطلوا سياسة الكيل بالمكيالين دي ووحدوا المواعين وغطوا كاشفكم أولاً ومن ثم اتجهوا للمستوصفات الخاصة وما تبقى عليكم حكاية (أبوسن بضحك على ابوسنين) وحقو تخجلوا على قراراتكم الشتراء دي وعلى عيونكم التي لا ترى الا نواقص غيركم فكلكم عيوب ونواقص لأنه إذا كانت الدولة متمثلة في وزارة الصحة لا تستطيع أن توفر تلك الأجهزة للمستشفيات الحكومية فكيف لاشخاص أن يوفروه فانتم الحكومة ونحن المحكومين من الاقوى من لديه المال والسلطة.. يا هؤلاء استحلفكم بالله أن توقفوا استنزافكم للمواطن السوداني المغلوب على أمره بسبب سياساتكم العرجاء وأتركونا لخدمات المستوصفات التي في مستوانا لأننا لا نستطيع أن نأتي لمستوصفاتكم الفندقيه حتى وإن اغلقتوا كل المستوصفات لن نأتي الى شبابيكم وإنما سنلجأ لله بأن نشكو اليه قلة حيلتنا وجبروتكم علينا ومن ثم نعود للأعشاب البلدية والولادة بالحبل ممسكين على جزوع الأشجار كما الناس في السابق.. فحلو عن سمانا أو تحللوا عن سياساتكم الدهماء وقراراتكم المدلهمة.