المريخ يختار ملعب بنينا لمبارياته الافريقية    تجمع قدامي لاعبي المريخ يصدر بيانا مهما    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بروفيسور "جعفر بن عوف" ينفث الهواء الساخن عبر (المجهر):

ما أن يرد اسم بروفيسور "جعفر بن عوف" حتى تثب إلى عقول الناس مباشرة تلك الشخصية التي ظننتها في طفولتي أقرب إلى السحرة الذين يزيلون آلام الأطفال وأوجاعهم في غمضة عين وانتباهتها.. وغذى هذا الظن أن صارت كثير من الأمهات ينطقن اسم البروف كثيراً في ونساتهن، متناولات ما يقدمه المستشفى الذي تحمل اسمه، وقصدها كثير من الناس في طفولتهم، حتى صار اسمه مرادفاً طبيعياً للعلاج.
البروف "جعفر" تخرج في أواسط الستينيات من القرن الماضي، وأكمل تخصصه في طب الأطفال بالمملكة المتحدة، وعاد إلى السودان رافضاً الوظيفة الأكاديمية الكبيرة بمستشفى (برمنجهام) الجامعي في عام 1973، ليصبح مسؤولاً عن قسم حوادث الأطفال بمستشفى الخرطوم العام، حتى أنشأ مستشفى أطلق عليه رئيس الجمهورية اسمه، ومنحه نجمة الإنجاز كأرفع الأوسمة.
وخلال الفترة السابقة أثيرت قضية شغلت كل الناس.. بدأت بقرار وزارة الصحة بنقل حوادث مستشفى جعفر بن عوف وتحويله إلى مستشفي مرجعي.. ولكن الرجل الذي عُرف بمنافحته المستميتة عن علاج الأطفال المجاني، رفض الأمر، وتصاعدت القضية حتى صارت لا يخلو منها منتدى أو حلقة نقاش.
(المجهر) جلست إلى بروفيسور "جعفر بن عوف" وأدارت معه حواراً كشف فيه الكثير عن القضية، وعن نضالاته في إرساء دعائم أول مستشفى لعلاج الأطفال بالسودان.. فلنطالعه معاً:
{ كيف تنظر إلى قضية تحويل حوادث مستشفى جعفر بن عوف الذي تمثل فيه طرفاً أصيلاً ضد وزارة الصحة بولاية الخرطوم؟
- في تقديري إن أي شيء (إتعمل) حتى الآن فيه ضرر بصحة الطفل في السودان، و(المسائل دي) تتعلق بالإجراءات التي تمت حتى الآن، ولم يدرس القرار بطريقة علمية لتفكيك وتحديث خدمات الأطفال في السودان.
{ لست موظفاً في وزارة الصحة، ومع ذلك اعترضت على تحويل حوادث المستشفى الذي يحمل اسمك؟
- أنا لم أتسلم مليماً واحداً كأجر لمدة خمسين عاماً.. وكون أني لا أتسلم (قروش) ليس معناه أنني لست عاملاُ في وزارة الصحة.. أنا خرجت من مستشفى جعفر بن عوف في العام 2004 وعدت إليها بقرار من رئيس الجمهورية، ونفذه وكيل وزارة الصحة.. عدت للمستشفى لإعادة تسيير العمل فيها بالصورة المثلى.
{ لماذا يتحدث الناس عن وظيفتك التشريفية؟
- لا توجد وظيفة تشريفية في الدولة.. ممكن تقول وظيفة من دون أجر.. لكن لا يمكن أن تقول وظيفة تشريفية.
{ ما هو تعليقك على قرار فصلك من العمل إذن؟
- هناك أخطاء كثيرة، وقد جاء القرار من مدير مستشفى جعفر بن عوف بإبعادي من المستشفى لأسباب تخص صحة المواطن، لكن أنا من ناحية مهنية أعتقد أن الأشياء التي تمت غير دقيقة، لكن في أي وظيفة لا يملك الشخص الأدنى الحق في طردك.
{ قرار الطرد جاء بعد لجوئك للمحكمة الإدارية إثر تفكيك حوادث المستشفى؟
- أنا لجأت للمحكمة كمواطن مهني، وكوني من أوائل الناس الذين تخصصوا في طب الأطفال في السودان.. إذ لم يكن هناك تخصص لطب الأطفال في السودان.. وكنا نتبع لقسم الباطنية، ونعمل بجهد خاص لصحة الطفل، ووجدنا أن نسبة الوفيات بين الأطفال عالية جداً..
{ في اي سنة؟
- في بداية السبعينيات.. ووجدنا أن الأمراض الكثيرة - ومنها الأمراض العاجلة - تفتك بالأطفال.. بجانب الأمراض المزمنة، وكان لا بد من إنشاء أول مستشفى للأطفال في السودان.. أنشأتها بالعون الذاتي، وقمت بوضع خريطتها مع مهندس، وانخفضت نسبة الوفيات من 30% إلى أقل من 1% بعد إنشاء المستشفى، وأعتقد أن هذه طفرة عالية في صحة الطفل بالسودان.. وبنينا (16) عنبراً في فترة ستة أشهر، وبنينا العيادات الطارئة والمحولة، وأنشأنا الأقسام الأخرى مثل المعامل وغيرها، وبنينا فيها قسم التغذية والصيدلية والمعامل.. ولفترة ستة أشهر كان العمل أربعة وعشرين ساعة يومياً.. وكنت أرتاح حوالي خمس ساعات وأعمل باقي ساعات اليوم.. ولأن الناس كلهم كانوا متطوعين كان يجب أن أكون موجوداً معهم، وأخدم بيدي، و(اشتغلت) بناءً ونجاراً وحداداً و(كهربجي).. (اشتغلت) كل الأعمال بيدي بسبب ما كان عليه حال الاطفال في ذلك الوقت.
{ بحسب وزير الصحة بالولاية فإن المستشفى يجب أن يكون مرجعياً، ويمكن تحويل الحوادث للمستشفيات الطرفية.. لماذا اعترضت؟
- أولاً يجب أن نفهم أن تخصص طب الأطفال أحد أفرع التخصصات الموجودة ومن أهم التخصصات، خاصة في البلدان النامية، ولا يمكن أن تفصل بين خدمات حوادث الأطفال من مستشفى يعمل للأطفال.. كان بهذا المستشفى (498) سريراً وافتتحه السيد الرئيس بعد أن بنينا المبنى الجديد باعتباره ثاني أكبر مستشفى في العالم، وهذه حقيقة، لأن أكبر مستشفى في العالم بأمريكا فيه (500) سرير، وما كنا نريد أن نكون في وجه مقارنة مع أمريكا، وسمي المستشفى باسمي الذي أطلقه عليه السيد رئيس الجمهورية الذي منحني نجمة الإنجاز، وهو أعلى وسام في الجمهورية، ومنح العاملين في المستشفى مرتب شهرين، ونشكر السيد الرئيس لاهتمامه بالطفولة في السودان، لأنه أمّن على مجانية علاج الأطفال في السودان، وعملنا بذلك الأمر حتى الآن.. (طيِّب) هنا يوجد مستشفى للأطفال به (498) سريراً، وفي المستشفيات الأخرى أقسام أطفال.. وهناك مستشفيات تقع جميعها جنوب الخرطوم، وهي ليست مستشفيات أطفال، وإنما مستشفيات عامة بها أقسام للأطفال.. (يعني) القسم ممكن يكون فيه عشرة أو عشرين سريراً.. لكن لا تصل إلى مائتي سرير.. وكنا نفحص ما بين (800) إلى ألف طفل في اليوم.. وفي المستشفيات الطرفية لا تستطيع أن تكشف على (800) طفل في اليوم وتمنحهم العلاجات المجانية في ذات اليوم.
وكل الأعمال التي قمت بها في السودان، وليس في الخرطوم، كانت بالعون الذاتي والدعم الشعبي ودعم المنظمات الخارجية.. فتحت أقساماً للأطفال في الشمالية وزالجي والجنوب والوسط والشرق.. لم يكن عملي في الخرطوم فقط وإنما في كل أصقاع السودان.
{ ما هي خطورة نقل حوادث الأطفال إلى الأطراف.. وهل سوف تؤثر على تحديث مستشفاك ليصير مرجعياً؟
- في الأساس المستشفى سماه السيد رئيس الجمهورية مستشفى حوادث الأطفال التخصصي.. وتخصصي تعني مرجعي.. وتخصصات طب الأطفال تصل إلى (26) تخصصاً، بما فيها حوادث الاطفال وقسم العناية بالأطفال حديثي الولادة وقسم العناية بالأطفال الأكبر سناً، ومعظم هذه الأقسام تم تجهيزها وتأهيل المعامل وكل الأجهزة التي يمكن أن تساعد في خدمة المواطن السوداني، مثل التكييف المركزي، وكان بها أوكسجين في كل سرير.. كانت مكتملة في كل شيء وتركتها عندما طُلب مني الخروج.. وعند عودتي في 2007 لم أجد ما وفّرته من جميع أنحاء العالم.
{ لكن وزير الصحة بالخرطوم في حواره مع (المجهر) قال إنك ساهمت في إنشائها والباقي قدمته الدولة والخيرون؟!
- (معليش).. إذا الإنسان (ما بيعرف) لا يمكن أن نلومه.. هو تحدث عن رأيه، ولكن الصحيح غير ذلك.. الدولة لم تدفع مليماً واحداً.. وتم توفير المعدات من جميع الدول.. من شرق آسيا إلى غرب أوروبا وإلى أمريكا ..
{ من الذي استجلب هذا الدعم من انحاء العالم؟
- أنا من كنت أتصل بهم.
{ منذ بداية تأسيس المستشفى وأثناء عملك كعامل بناء و(كهربجي) وحتى اكتمالها؟
- كلها بمجهود شخصي قمت به حتى اكتمال المستشفى، ولم نجد رفضاً من أي دولة، ولم نجد رفضاً من أي اشخاص داخل السودان وخارجه لدعم المستشفى.
{ وزير الصحة قال إن الحوادث كانت ناقصة والخدمة ضعيفة وبها سريران فقط في العناية المكثفة.. وإذا لم يتم تفريغ المستشفى فلن يتم تطويره؟
- هناك أمران لا أحب الخوض فيهما، الأول هو أن الحوادث كانت في قسم اسمه (عنبر 15).. كانت فيه حوادث الأطفال، وطلب من المدير نقل الخدمات لإجراء تاهيل للمبنى، والتأهيل اصبح تكسيراً. والأمر الثاني الاقسام الموجودة في حوادث الأقسام بالمبنى الجديد لا تمثل كل العددية.. لكن كانت توفر خدمات للمواطنين، وأزيلت وكتبت لافتة عريضة تقول: الرجاء من المواطنين التوجه إلى مستشفى كذا وكذا.
{ نعم.. ولكن اذا لم يتم تكسير المستشفي كيف سوف يتم تطويره؟
- هل تعتقد أنه يُراد تطوير المستشفي؟ أؤكد لك أنني كنت على وشك تجهيز المستشفى تجهيزاً كالملاً بكل التخصصات، وهناك خرائط (دعومات) لهذا المشروع.. لكن لسبب خاص توقف هذا المشروع.
{ ما هو هذا السبب؟
- السبب (التهديم) الذي بدأ.
{ التهديم كان للإصلاح.. لماذا اعترضت؟
- أنا لم أعترض، أنا اعترضت على نقل الحوادث باعتبارها جزءاً من تخصصات طب الأطفال، وهي جزء مهم في الدول النامية لحماية الاطفال من الأمراض، وهي سبب قوي لتقليل نسبة الوفيات. هناك دول غير السودان نقلت هذه التجربة واستفادت بتقليل نسبة الوفيات، وكان الأحرى أن تنقل هذه التجربة إلى المستشفيات الطرفية حتى تنخفض نسبة الوفيات. أنا لست ضد زيادة عدد (الأسرّة )للاطفال في السودان أو في الخرطوم.. إذا افترضنا أن سكان الخرطوم (8) ملايين نصفهم أطفال، هل توجد (أسرة) لأربعة ملايين طفل بالخرطوم؟ بالقطع لا.. الأمر الثاني هذا المستشفى بوضعه المتوسط كان الناس يأتون إليه ليجدوا قمة الرعاية الصحية الأولية، وكان يخدم السودان بأكمله.. يعني لا نخدم الخرطوم فقط.. فهناك من كان يحضر من أقصى الغرب والشرق والشمال والوسط، وقبلها كان من الجنوب.. ولا يُمنع من نقل التجربة، ولكن يُمنع (قفل) التجربة لأن (قفل) التجربة تأثيره واضح الآن.
{ إذن لماذا لم تتفاهم مع وزارة الصحة وتبلغها بخططك لتطوير وتحديث المستشفى؟
- لم يتحدث معي أحد حتى أخطره بما في نيّتي.
{ هل تعتقد أن هناك من يتربّص بك في الوزارة؟
- لا أرد علي هذا السؤال.
- إغلاق حوادث مستشفى الأطفال.. هل يمكن قراءته كاتجاه من وزارة الصحة لخصخصة صحة الأطفال؟
- والله خصخصة صحة الاطفال لم تكن جزءاً من خططي.. وقد عملت طوال هذه الفترة. ثانياً لم أعمل في تخصص، وعندي القدرة لفتح أكبر مستشفى للاطفال في السودان من مالي الخاص، أو من مال أسرتي التي تملك الكثير داخل الخرطوم. التجربة من ناحية قد تكون إسهاماً في الخدمات العاملة وتوظيف القطاع العام لمعالجة الناس.
{ هذه يمكن أن تكون إجابة دبلوماسية ومفرطة في الغموض؟
- أشكرك.. وكفي.
{ هل تتكلم عن أن وزير الصحة يملك مستشفيات الخاصة؟
- نعم، وكلها في العمل الخاص، ويملك جامعة، ونظرته ربما كانت نظرة اقتصادية بحتة، وأنا ما عندي المقدرة لهذا العمل.. أنا عملي يساهم في حدود المعقول لتوفير خدمات للمواطنين بالمجان.. هذان اتجاهان مختلفان..
{ بينك ووزير الصحة؟
- نعم.
{ أنت تعمل بالمجان.. إذن هذا هو أس الخلاف بينكما؟
- هو ليس أس الخلاف، ولكل شخص الحق في أن يتجه إلى هذا الاتجاه أو غيره.
{ هل تعتقد أن إغلاق وزير الصحة للمستشفى يأتي في إطار إتاحة الفرصة لمستشفياته الخاصة؟
- والله هذا أمر يخصه وحده، وأعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ستكون منه شخصياً.
{ نعم، ولكني أسألك من وجهة نظرك، إلى ماذا تعزو هذا الذي يحدث؟
- أنا كل همي ان تتوفر خدمات للاطفال في السودان بالمجان في كل المناطق بخدمات متكاملة، حتي نخفض نسبة الوفيات، ولا أظن أن تهديم خدمات في الخرطوم وغيرها يساهم في تقليل هذه النسبة.
{ ما الذي ستعمله بعد إغلاق حوادث مستشفى الأطفال؟
- سأناضل حتى أرجع الأمر إلى ما كان عليه، وكل الطرق الممنوحة لي كفرد في المجتمع سأستخدمها لإعادة المستشفى إلى مكانه الطبيعي.
{ هناك عدد كبير من الناس يتحدثون عن أن هناك جهات استخدمت قضيتك للمزايدة السياسية؟
- لا.. ولم.. ولن.. طالما أنا قائد لهذه الحملة لن أشرك أي جهة سياسية في ما نقوم به، بل أشركت المواطنين الأحرار بإفادتهم بالمعلومة، وأعلمتهم بحقهم كواطنين، ولأطفالهم، ولكن لم اتصل بأي جهة سياسية لتفعيل ما أقوم به..
{ أنا لا أتحدث عن اتصالك بهم، ولكن ألم يتسرب البعض إلى القضية لتمرير أجندة سياسية؟
- لم تشارك الجهات السياسية في مشروعنا هذا حتى الآن.
{ ولا حتى عناصر حوّرت القضية سياسياً؟
- أبداً.. العنصر الوحيد الذي يتحدثون عنه بكثرة هو وجود "مريم الصادق المهدي".. وقد قالت في بداية حديثها إنها اختصاصية أطفال وتدربت في هذا المستشفى، وهي أم لأطفال، ولا تتحدث من الناحية السياسية إطلاقاً.
{ إذن من يشارك معك في حملتك؟
- المواطنون هم من يقفون معي.. وهم كثيرون.
{ ولكن وزير الصحة قال إنهم لم يتعدوا الثلاثين شخصاً؟
- لك أن تنظر إلي الصور لترى حقيقة هذا الأمر.. نعم كان هناك جزء من الناس يقف بعيداً، لكن عدد الناس لم يكن سهلاً.
{ هل وقفتك ومناهضتك للقرار ضد تحويل حوادث المستشفى.. فقط لأنه يحمل اسمك.. وهل كنت ستقف ذات الموقف في حال كان الأمر يخص مستشفى آخر؟
- بالتأكيد سأقف نفس الموقف، ليس لأنني مؤسس المستشفى، بل أنا مؤسس لطب الأطفال في السودان، وبالتالي سأقف نفس الوقفة في أي اتجاه يؤثر على صحة الطفل في السودان.
{ هل تعتقد أنك تملك الآلية والأدوات لتحقيق مطالبك؟
- طالما هناك دولة بها مؤسسات فهناك طرق لمناهضة ما يجري الآن.
{ ولكن وزير الصحة يمثل الدولة؟
- الوزير له دور في المجتمع، فإذا كان دوره الأساسي (تهديم) خدمات طب الأطفال في السودان، فنحن لسنا معه، وإن كان إغلاق أقسام الأطفال في شمال وشرق بحري وفي أم درمان وجنوب الخرطوم، فسنناهض تلك القرارات التي تمس الطفل في المقام الأول.
{ هل تم إغلاق كل تلك الاقسام؟
- نعم، تم إغلاق قسم الأطفال في أم بدة وفي مستشفى حاج الصافي ببحري والبان جديد.. وأكثر مكان مكتظ بالسكان هو الحاج يوسف.. وفي السجانة تقريباً. وخدمات الأطفال أصبحت مقصورة في ثلاث مستشفيات فقط، وهي الاكاديمية وبشائر ومستشفى إبراهيم مالك، وكلها تقع في جنوب الخرطوم، فكيف سيكون الحال لبقية السكان الذين يأتون من شمال الخرطوم والولايات.. كيف لهم أن يجدوا العلاج اللازم.
{ كمؤسس لطب الأطفال، وبمثابة الأب الروحي، ما الذي ستفعله كدور تاريخي مناط بك لتجعل علاج الأطفال مجاناً وممكناً؟
- إذا ذهبت إلى إنجلترا وأصابتك حالة عاجلة ستجد العلاج المجاني...
{ (مقاطعاً): (ديل ناس بره).. لكن ما الذي سوف تفعله لأطفال السودان؟
- سأستمر في المناهضة إلى أن يعرف الجميع أن تجفيف الخدمات الطبية للأطفال أمر ضار ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في السودان التي هي أصلا عالية.
{ إذن ما هي مساوئ خصخصة طب الأطفال في السودان؟
- 90% من سكان السودان تحت خط الفقر..وإن كان الأمر كذلك فنحن نسعى على الأقل لتقديم الصحة للمواطنين بالمجان حتى يقضي الله أمراً.. وندعو ربنا أن الحالة الاجتماعية ترتفع، والاقتصادية كذلك، وبالتالي لن يكون المواطن محتاجا لشيء.. وعندها يمكن أن تخصص تلك الخدمات، لكن في هذا الحين لا يمكن خصخصتها.
{ قبل ذلك قلت لي إن لديك القدرة المالية والمهنية إذا فقد مستشفى جعفر بن عوف الحالي كثيراً من خدماته ووظائفه.. هل سوف تتجه لإنشاء مستشفى خاص للأطفال؟
- والله لست صغيراً في السن كما يدعي البعض، ولا أملك القدرة الشبابية، ولكن مالياً ليس لدي أي مشكلة.
{ أليس هناك من يأتي خلفك، سواء من أسرتك أو تلامذتك؟
- في الأسرة هناك من هم متخصصون في طب الأطفال والصيدلة.. وهؤلاء يمكن أن أساعدهم لإنشاء مستشفى للاطفال.
{ وتحمل اسمك أيضاً؟
- ممكن تحمل اسمي.
{ هل ستكون العلاجات فيها مجاناً؟
- ممكن يكون جزء كبير منها مجاناً.. والحوادث.
{ هل يمكننا القول إن "جعفر بن عوف" سينشئ مستشفى للأطفال في حال تم إغلاق المستشفى الحالي؟
- حتى الآن لم نفقد الأمل ونستبق الأحداث.. وممكن نشوف الطريقة التي يمكن أن نساعد بها الأطفال.
{ الوزير قال إنه ليست لديك أي علاقة بالمستشفى لأنك لست مديرها ولاعلاقة لك بها؟
- الأمر يتصل برئاسة الجمهورية التي أعادتني للمستشفى.
{ هل تعتقد أنك بطل شعبي يقف مع الفقراء ضد التمدد الرأسمالي الذي يرى البعض أنه قد يطال الأطفال في صحتهم؟
- لا أعتقد ذلك.. إنني فرد وأمثل الشعب السوداني، وهناك عدد كبير من الناس الذين يحملون نفس الرأي، لكن لم تسمح لهم الظروف للتعبير عن رأيهم.
{ هل تعتقد انك ستنتصر في قضيتك؟
- إذا شاء الله الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.