سرعان ما جاء رد الفعل على خطوة الامام الصادق المهدي المفاجئة وتوقيعه لاتفاق التنوع المتحد أو(إعلان باريس) مع الجبهة الثورية التي تحمل السلاح، حيث القت السلطات القبض على كريمة الامام الصادق د. مريم نائب رئيس الحزب القادمة من العاصمة الفرنسية عقب توقيع الاتفاق واستجوابها وترحيلها إلى سجن أم درمان للنساء، في خطوة ربما تدفع بالعلاقة بين الحزبين إلى الوراء، وتضع نجل الصادق المهدي عبدالرحمن الذي يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية في موقف لا يحسد عليه، خاصة بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات حملت شيئاً من السخرية لموقف عبدالرحمن واخته ستقضي باقي يومها على أحد أسرة سجن النساء بأم درمان، بينما طالبه البعض بالخروج فوراً من القصر الجمهوري والعودة لدار الأمة. مشاهد: يتفق المراقبون على أن العلاقة بين حزب الأمة وزعيمه الصادق المهدي والمؤتمر الوطني متذبذبة، فلحظات تكون أكثر حميمية وقرباً، ولحظات أخرى يتساقط عليها الجليد، فالبيت المهدي وبحسب «المراقبون» شديد الغرابة، ففي الوقت الذي ينشط فيه الامام الصادق في تحالف قوى المعارضة ويبادر بحملات لاسقاط النظام ك(خطة المائة يوم)، يكون ابنه العميد عبدالرحمن المهدي متربعاً على مقعد مساعد رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري يضع (البورية) الأخضر، ويزاول ابنه الآخر البشرى دوامه اليومي كضابط في جهاز الأمن والمخابرات الوطني. منذ إنطلاقة مبادرة الحوار الوطني وفي أيامها الأولى، كان الصادق المهدي أكثر القادة نشاطاً فيها، بل وقام بدور تبشيري لكبير قادة الأحزاب التي رفضت المشاركة، وبعد شهور هدأ حماس المهدي وبدأ يتلاشى رويداً رويداً، ثم قدم في يوليو السابق ما أسماه «ميثاق بناء الوطن.. التنوع المتحد» بديلا لمبادرة الحوار الوطني ، ورهن العودة إلى مبادرة الحوار بإقرار قانونين، للوفاق الوطني، والسلام، وبرر لذلك بقوله:«إنه أضطر إلى طرح بديله بسبب مشكل النظام الحاكم، الذي تحول من الحديث عن السلام إلى وعيد بالقضاء على المخالفين بالقوة، وأوضح أن مبادرته تسعى لتوحيد كافة القوى السياسية المدنية والمسلحة في جبهة واحدة، وبعدها مباشرة وقعت حادثة اعتقاله التي ترتب عليها انسحاب حزبه من مبادرة الحوار. جس نبض: بالأمس.. نشرت مصادر من حزب الأمة على لسان الامام الصادق المهدي نيته الإستقرار في القاهرة إلى حين، وبحسب مراقبون فإن عودة نائب رئيس الحزب د. مريم المهدي وبقاء والدها في القاهرة إنما هي محاولة جس نبض الحكومة، ومعرفة رد فعلها على اتفاق التنوع المتحد (إعلان باريس)، خاصة وأن المهدي كان قد اتصل بقيادات في الحزب الحاكم وتنويرهم بمخرجات الاتفاق. توتر: أشار المحلل السياسي والباحث الأكاديمي النور آدم في حديثه ل(الوطن) إلى أن خطوة القبض على كريمة المهدي ستؤثر سلباً على سير الحوار الوطني خاصة وانه تعثر كثيراً خلال الفترة الماضية، وأضاف:«ستعضد مطالب المعارضة المستمرة بضرورة اطلاق الحريات السياسية والغاء القوانين المقيدة لها، وأردف :«ستعزز من موقف الامام الذي واجه انتقاداً كبيراً بسبب هروعه للحركات المسلحة وتوقيع اتفاق معها، مشيراً إلى أن ماحدث سيضع العلاقة بين الحزبين في خانه التوتر، ونوه آدم إلى أن ايفاد مريم للخرطوم وذهاب الصادق للقاهرة كانت لمعرفة فيما ماذا يفكر النظام وما موقفه النهائي من إعلان باريس خاصة.