ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف المسكوت عنه في السياسة السودانية
كشف المسكوت عنه بمجرد قبول الحكومة نزع أسلحة «الجنجويد» نسجت الميديا والحركات مئات الأكاذيب لإتهام الحكومة..!! تحركت المنظمات الإنسانية للتجسس والتنصير تحت شعار : التشويه والتلفيق مقابل الغذاء؟! إضاءة
نشر في الوطن يوم 16 - 08 - 2014

الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
عندما أُسدل الستار على مفاوضات نيفاشا تكرر السيناريو في أبوجا .. وأديس أبابا.. إذ أنه بمجرد موافقة الحكومة الكوفي عنان بنزع أسلحة الجنجويد نسجت حركات التمرد مئات الأكاذيب في إتهام الحكومة.. وأخذوا يمرحون ويهددون بمقاطعة المفاوضات ويشككون في جدواها وقالوا: «ما جدوى مفاوضات نتيجتها «حبر على ورق»..
وفيما كان المتمردون يرتكبون مختلف الجرائم في دارفور ويعتدون على قوات المراقبة؟ ويتهمون الجيش السوداني بهذا الإعتداء، كشف مني أركو ميناوي الذي ارتكب مقابر جماعية في قريضة كشف عن إجتماعات حاسمة تعقدها حركته خلال ساعات لتحديد موقف حاسم ونهائي من المشاركة في المفاوضات وأعتبر أن الخرطوم تجلس للتفاوض كنوع من العلاقات العامة لترضية المجتمع الدولي ولا ترغب في السلام، ونوه إلى تعهدات الخرطوم لمجلس الأمن الذي إتفقت فيه حول تجريد مليشيات الجنجويد المتهمة بإرتكاب إبادة جماعية وحظر طيران، وقال «لم تنفذ الخرطوم أياً من إلتزاماتها لذا نحن لا نضيع وقتنا في محادثات تخدم الخرطوم وتصرفنا عن قضيتنا»..
ودعا المتمردون المجتمع الدولي للقيام بدوره للضغط على الخرطوم وإنهاء الأزمة في دارفور.
وأدانوا الإعتداء الحكومي قرب نيالا على قوات تابعة للمراقبة أدت إلى إصابة ضابط تشادي بجروح خطيرة وتدمير آلية عسكرية تابعة للإتحاد الأفريقي، واعتبر المتمردون هذا الإعتداء رسالة واضحة للمجتمع الدولي في تحمل الإستهانة والسخرية من الخرطوم.. وتؤكد ضعف الإتحاد الأفريقي الذي صمت على الحادثة؟!
طبعاً لو كان صحيحاً أن الحكومة نفذت هجوماً واحداً ولو بأسلحة بيضاء على قوات المراقبة الدولية لكانت قامت القيامة.. ووجد ضالته الغرب كذريعة للإطاحة بها ولوجد مسوغاً للتدخل الدولي بقوات «المارينز» وأحتلال الإقليم.
لكن قوات المراقبة تعلم أن المتمردين هم من الذي يعتدي على قوات الإتحاد الأفريقي الذي صمت على الحادثة وكل هذه الأكاذيب لم ترد عليها الحكومة؟! لأنها لو كانت عندها الجُرأة لتعتدي على قوات المراقبة لنزعت أسلحة أركو ميناوي فوراً قبل دخوله القصر الجمهوري كما نصت إتفاقية أبوجا التي وقعها المرحوم مجذوب الخليفة في المادة «32 42» فتراخت الحكومة في تنفيذ هذا البند من إتفاقية أبوجا بند الأنشطة المحظورة المادة «82» التي تكفل للحركات الموقعة الدعم اللوجستي غير العسكري سعياً للحصول على مؤن لوجستية فقط والمفارقة الغريبة إنها إلتزمت لكوفي عنان بنزع أسلحة الجنجويد التي لا تلزمها أبداً لأنها ميليشيا غير منضبطة ومجهولة وغير معروفة «قُطاع الطُرُق» كما سعدت المليشيا المتمردة بقيادة ميناوي بذلك كما جاء في المادة 72 البند «833» والذي يقول: «الإجراءات التي تتخذ ضد الجنجويد «المليشيات المسلحة» تقوم حكومة السودان بتحييد فعالية الجنجويد/ المليشيا المسلحة المتواجدة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة السودان/ وتشمل الإجراءات حصرها والتحكم في حركتها ضمن مو اقع محددة ومقيدة بحزم.. وستزود بعثة الإتحاد الأفريقي في السودان بتفاصيل هذه الأنشطة وتقوم بعثة الإتحاد الأفريقي في السودان بالتحقق من تحييد فعالية الجنجويد/ المليشيا المسلحة وفقاً للخطة المتفق عليها» فلماذا تركت مني أركو مناوي يسرح ويمرح بأسلحة وميلشياته في المهندسين؟ ولماذا لم تلتزم بعثة الإتحاد الأفريقي بالتحقق الصارم من تحييد مليشيا مني مناوي ونزع أسلحته وفقاً للبند 72 ؟!
والحق ليس على بعثة الإتحاد إنما على الغفلة الحكومية والتهاون في مواضيع حيوية لا يجوز التفريط فيها ميناوي هذا قال عنه أديبنا الراحل الطيب صالح :« إنه ولد صغير!!» رغم ذلك استطاع أن يلعب مع الحكومة بولتيكا ويهرب إلى التمرد مرة أُخرى وهو الذي بدد إموال الدعم لإعادة إعمار دارفور وأنفقها لحسابه الخاص وتاجر بها في تهريب المواشي ولا يزال مطالب بأموال أُخرى يطالب بها مقاتلو حركته فهرب إلى أوغندا لئلا تلاحقه تهم كثيرة من جماعته، وقد طلب اللجوء إلى فرنسا ولم يوفق، كل تلك الموبقات لأن الحكومة عجزت عن تحييده عندما وقع ونزع أسلحته وتطبيق بند الترتيبات الأمنية قبل أن يتبوأ منصب مساعد الرئيس أو كبير مساعدي الرئيس الذي لم يتشرف به يوماً أبداً ليس لأنه من المهمشين كما يدعي أو عسكري حلة بل لتمرده حتى بعد دخوله القصر هروبه من المسؤولية إلى جانب الرئيس ليقيم مع قواته في دارفور عدة شهور وليته عاد إلى القصر بعدها بلغ إستهتاره بمنصبه الجديد أن يذهب من هناك إلى جوبا ليقيم فيها ولتلقي دعم عسكري من سلفاكير وعاد للتمرد من جديد وللحرب؟!
إتفاق أبوجا وقعته الحكومة قادة دكتور مجذوب الخليفة رحمه الله لو كان حياً لإستطاع نزع أسلحة حركة ميناوي كما نزع أسلحة مليشيا كاربيو كوانين حينما شكلت حشودها خطراً في الخرطوم، بعد عودته من التمرد فقد نزعها في سرية تامة كما ضبط إيقاع حركة أمتنا عندما كان والياً على الخرطوم.
وتقول المادة 92 من الإتفاقية المادة 933 يجوز للحركتين طلب دعم لوجستي غير عسكري عندما يتعهدان بتأدية الأنشطة التالية التي تحظى برضى بعثة الإتحاد الأفريقي في السودان
«أ» عند إنفتاح قواتهما وأسلحتهما البعيدة المدى ولمدافع.
«ب» إيداع أنظم أسلحتهما البعيدة المدى والمدافع الثقيلة والأسلحة التي تديرها الأطقم ذات الصلة في أماكن آمنة وخاضعة لتفتيش بعثة الإتحاد الأفريقي في السودان.
«ج» تسجيل أسماء مقاتليهما وتحديد أرقام واعمار ونوع جنس المقاتلين الذين يحتاجون للدعم ولم يلتزم مناوي بأي من ذلك ودخل بأسلحته الثقيلة ولم يحدد أسماء مقاتليه ولا جنسهم ولم يخضع لتفتيش بعثة الإتحاد الأفريقي واعتدت قواته على البعثة عدة مرات دون أن تحرك البعثة ساكناً وخرق وقف طلاق النار.
ماهي قصة ميليشيا الجنجويد؟! فقد نسجت وسائل الإعلام قصصاً أسطورية أغلبها ملفقة عن الإبادة والتطهير العرقي وينسب بعضهم لها قوة خارقة بينما هم يمتطون الدواب فأين الخيل من عربات الدفع الرباعي التي يملكها المتمردون؟
ولكن لأن الآلة الجهنمية في الغرب والإعلام الخارجي وهو الذي نسج على منواله الإعلام العربي والداخلي كما حذا حذوه ولنضرب أمثلة ونماذج على سبيل الحصر.
قال أحد مراسلي صحيفة الحياة اللندنية وهو يتحدث عن الجنجويد وقد تأثر بما سمعه من الناس او عن قناعة استحوذت عليه بما سمعه من أفواه الناس فانسرب إلى عقله الباطن دون أن يلقي إليه بالاً:« تسللت إلى الإقليم المنكوب دارفور» ورغم أن تغطية هذا الصحفي للحدث كانت ميدانياً إلا إنها في نظري تظل أُحادية الجانب أي مجروحة لأنه قال:«رافقت إحدى الفصائل المتمردة المسلحة في غرب السودان، توغلت في المنطقة في السابع والعشرين من شهر يوليو عام 4002م إلى داخل العُمق.
من إقليم دارفور على إمتداد الحدود التشادية إذ أنه لا يمكن الوصول إلا بعد عملية تسلل معقدة.
فالسلطات التشادية لا تسمح لمعظم الصحفيين الأجانب بعبور الحدود لكنها تأذن لعدد منهم بالوصول إلى مخيمات اللاجئين فقط، فتسللتُ إلى شمال دارفور ليلاً متخطياً الحشود التشادية الكبيرة التي بلغت حوالي أربعة آلاف جندي على الحدود بين مدينتي الطينة التشادية والطينة السودانية يفصلها وادٍ صغير، وقد عززت السلطات قواتها على الحدود أخيراً لمنع تسلل عناصر «الجنجويد» إلى تشاد ونهب القرى بعدما كثرت عملياتهم المسلحة والتي طاول بعضها مخيمات اللاجئين.
تحركت تحت حراسة مشددة مع مقاتلي حركة تحرير السودان إحدى الفصائل المسلحة في غرب السودان في سيارة تايوتا رباعية الدفع ترافقها أخرى مزودة مدفعاً من نوع دوشكا وقاذفة «أر بي جي» وأسلحة خفيفة يحملها سبعة رجال كانت السيارتين تنطلقان بسرعة وسط الكثبان الرملية و الأودية سألت مرافقي القائد محمدين عن الوجود الحكومي في المنطقة؟ فأجاب: نحن نبحث عنهم وعن الجنجويد دون جدوى!! ولولا وقف إطلاق النار لذهبنا إليهم في مواقعهم ولكنت شهدت هزيمتهم ؟! «إذا خلا الجبان بأرضٍِ الطعن وحده والنزالا» ؟! كأن الحركات المتمردة أصبحت مخلوقات لطيفة تلتزم بوقف إطلاق النار !! ما علينا نواصل يقول سألته أين الجنجويد؟ فقال هم خلف الجيش هناك حول مدينة الطينة في شمال ولاية دارفور وكلبس في غرب الولاية؟! «مرة يقول نبحث عنهم وفي نفس الوقت يحدد موقعهم بالدقة؟!»
بين قوسين من عندي وأستطرد :«قطعنا مئات الكيلومترات في الشمال الغربي حتى مشارف مدينة كُتُم ثم مررنا ببلدان وقرى فوراوية كرنوي امبرو دبسة بوبا وبامنة وحالنقة التي بدت جافة وخالية من سكانها معظمها محروق، بعض المنازل تحولت رماداً والأخرى مدمرة جزئياً أو كلياً ومعظم المنازل في هذه المنطقة قطاطي أي نصفها الأول مبني من الطين ونصفها الآخر من القش.. لكن لا حياة فيها أو خارجها إلا عندما يمر بها بعض رعاة الإبل متخفين من أعيُن الجنجويد وهم في طريقهم نحو آبار المياه القريبة.
قرية بوبا تضم حوالي 003 منزل لم يبق فيها سوى بضعة منازل وعدد قليل من سكانها الأصليين ..
سألت أحدهم اسمه محمد ابراهيم عن سبب خلو القرية من السكان؟ فقال :«إن القوات الحكومية قصفت المنطقة بطائرات الأنتينوف قبل 9 أشهر فقتلت بعض السكان، ثم هاجمت مليشيا الجنجويد القرية ونهبت مواشيهم وأموال السكان وفرّ بقية السكان نحو تشاد.. وأضاف:«أن الجنجويد يهاجمون مناطق المدينة في أعقاب القصف الجوي والقصف المدفعي في معظم الأحيان، انهم يأخذون مرتباتهم وموادهم التموينية من الجيش السوداني» إذن الجنجويد في عرف الغرب والجيش السوداني وقوات الدفاع الشعبي وكذلك في عرف الحركات لأن قطاع الطرق من الجنجويد لا يهاجمون إلا بعد أن يفر السكان لكي ينهبون ويقتلون وهم موجودون في المنطقة المجاورة لدارفور وفي دارفور ولا يعقل أن تحمي الدولة وتسلح قطاع الطرق لكي ينهبون؟! فهم موجودون منذ الأحزاب عام 6891م يقول ابراهيم في قرية «فوراوية» لا وجود للمنازل فكلها محروقة ورمادها فقط يدل على انها كانت موجودة ذات يوم في هذا الموقع والعِيادة الوحيدة لم تنجُ من الدمار ايضاً والسوق خالية ومابين السوق والمدرسة قنبلة لم تنفجر.
تعاملت الدول الكبرى مع المنظمات في حالة السودان بأن أوقفت الإغاثة المباشرة ودفعت أموالاً وميزانيات عالية لبعض المنظمات لتقوم بدورها المرسوم لها حيث بلغت ميزانياتها فقط مابين عامي «7002م 8002م» 935 مليون دولار فهي لا تقوم بتقديم خدماتها للنازحين في معسكرات النزوح بدارفور فمنذ بداية الأزمة 3002م وإلى الآن مازالت الأوضاع الإنسانية في المعسكرات كما هي مما يؤكد فشلها ولكنها في دورها الإستخباري وحياكة المؤامرات وما سرده المراسل أعلاه كان بنتيجة لما سمعه.. فإنسرب إلى عقله الباطن دون أن يلقي إليه بالاً فدخلت بعض المنظمات الأجنبية البلاد تحت ستار تقديم الخدمات الإنسانية لمتضرري الكوارث الطبيعية وضحايا الحروب والمجاعات.. وأهم الخدمات التي تقدمها هي المواد الغذائية والدواء ومياه الشرب عبر حفر الآبار والمأوى بتقديم الخيام والخدمات التعليمية بالإضافة إلى إصحاح البيئة ومكافحة الزحف الصحراوي والتصدي للفيضانات من هذا الباب سمحت الحكومة السودانية لها بالدخول إلى البلاد ويستند عملها على إتفاقيات قطرية وفنية توقع الحكومة والمؤسسات المختصة هذه الإتفاقيات لإلزام المنظمات بالعمل.
ولكن أثبتت التجارب أن هذه المنظمات تعمل منذ بداية الأزمة وما زالت الأوضاع الإنسانية في المعسكرات كما هي مما يؤكد فضل تلك المنظمات في حل المشاكل التي تفضي إلى زعزعة الإستقرار بما يؤكد تجاوز تلك المنظمات للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الطوعي في البلاد مما قامت من تقارير سالبة عن السودان رفعتها إلى الأُمم المتحدة وغيرها ومن أخطر سلبياتها إنها قامت بتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي والمعلومات للحركات المسلحة مما ساهم في تأجيج الصراعات في دارفور وإستقلال الكوارث سياسياً وإبرازها عالمياً بصورة غير حقيقية والهدف تشويه سمعة السودان وخدمة أغراض التدخل الأجنبي وشن حملات إعلامية ملفقة عن أوضاع السودان السياسية والإجتماعية والأوضاع الإنسانية منها مثلاً وليس للحصر.
٭٭ لجنة الإنقاذ الدولية:
وقعت مذكرة تعاون مع المحكمة الجنائية الدولية عام 5002م لمدها بالمعلومات والوثائق والشهود وتوفير الحماية للشهود بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة بالسودان في ديسمبر 4002م تم ضبط أربعة صحفيين هولنديين أحضرتهم المنظمة بنيالا «لتوثيق أنشطتها» وبحوزتهم صور لجنجويد قرب المعسكرات في فيلم مفبرك عن عمليات نهب لعاملين بالحقل الإنساني ومحاولات اغتصاب نازحات ولقاءات مع نازحين شهود على عمليات تعذيب وضرب بواسطة السلطات الحكومية إعترفوا بذلك وتم فتح بلاغ جنائي وتوثيق إعترافاتهم وتم حفظ البلاغ بعد تدخل السفير الهولندي؟!
لو كانت الحكومة رفضت تدخل السفير الهولندي وحاكمت هؤلاء الأربعة الصحفيين والمنظمة محاكمة شهيرة مثل محاكمة تشتانير الجاسوس الألماني في عهد النميري وطردت المنظمة بعد أن تمرغ أنفها في التراب هل كانت بقية المنظمات تجرؤ على ممارسة أعمالها القذرة في دارفور؟!
نشرت قناة C.N.N تصريحاً للسيدة روبيرتا وصفت فيه ما يحدث في دارفور بأنه أسوأ عملية إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، وقالت إن الحكومة ترمي بالأطفال أمام أهلهم وتغتصب النساء وتشرد الأهالي.. وبمواجهة المنظمة إعتذرت وأشارت إلى أن ما صدر مذكرات شخصية للسيدة روبيرتا الموظفة بالمنظمة ولا يمثل رأي المنظمة؟!
وقبلت الحكومة الغافلة بكل طيبة الإعتذار مع أن الغرض من النشر تحقق سواء أكان رأياً شخصياً أم عاماً طالماً أن السيدة روبيرتا موظفة لا تزال بالمنظمة؟! ولم تقف عن هذا الحد فقد رحلت هذه المنظمة النازحة مريم وابنها حسين من معسكر كلمة إلى الخرطوم دون إذن من الحكومة ولا علم السلطات بالولاية بغرض تسفيرهم خارج السودان للإدعاء أن الطفل حسين به حروق ناتجة عن هجوم الجنجويد على قريتهم.. وانه تم رميه في النار؟! وعند ضبطهم بالخرطوم إعتذروا وذكروا إنهم إفتكروا أن المفوضية السامية للاجئين أخطرت الحكومة وانهم تكفلوا بعلاج الطفل ؟! فقط ولكنها عادت في يناير 8002م وسفرت كل من العمدة حمد شرف الدين وعبد المؤمن محمد عبد الجبار وصالح عبدالرحمن حسن آدم من شطايا إلى فرنسا .. وهذه المرة ليس للعلاج من حريق إنما للإدلاء بشهاداتهم للمحكمة الجنائية الدولية بعد أن وثقت منطقة شطايا وكيلك عام 4002م وهي تعد تقارير استخبارية وتقارير معلومات ورصد أمني لولايات دارفور بصورة دورية وأعدت تقارير عن الترحيل القسري لقبيلة الزغاوة وإشعال الحكومة للصراعات القبلية لتحقيق مصالح تخصها.
٭ منظمة كير العالمية الأمريكية
إعداد المنظمة لتقارير أمنية وعسكرية واتهام للحكومة بقصف المدنيين وقد أعدّ مسؤول الأمن الإقليمي الكساندر كارل تقرير عن منظمة قريضة يتناول التركيبة العرقية للمنطقة ويشير لهجمات الجنجويد المتواصلة على المنطقة بدعم ورعاية الحكومة السودانية وأن الحكومة تضيق على النازحين وتواصل تهجيرهم ودعوة المجتمع الدولي للضغط على الحكومة.
وأعاد باركر المدير القطري للمنظمة ورقة كانت عبارة عن سيناريو لدخول القوات الدولية بديلاً للقوات الأفريقية مع تحليل أمني إستخباري يوصي بإمكانية قبول الحكومة السودانية لدخول القوات الدولية بصفة تحفظ ماء وجهها؟!
٭ العمل ضد الجوع الفرنسية:
تم ضبط خطاب من المنظمة يشير إلى أن منطقة أم الخيرات بدارفور تم ضربها بواسطة الجنجويد؟! وعندما تم فتح بلاغ جنائي ضد المنظمة قدمت إعتذاراً عن ذلك ودعت انها أجرت تحقيقاً عن كتابة المعلومات على ورقها وختمه ولم تتوصل لنتائج.. أما منظمة التضامن الفرنسية ومرسى كورب الأمريكية فحدث ولا حرج الأولى أخف جرائمها انه تم ضبط تصديق ترحيل براميل فارغة بولاية جنوب دارفور فوجدت مليئة للوقود في طريقها للحركات المتمردة كدعم للتمرد وتم فتح بلاغ وتم حفظه لتدخلات دبلوماسية.. والثانية قامت بأدوار استخبارية في منطقة أبيي لخلق فتنة بين سكان أبيي من قبائل الدينكا والمسيرية والتحيز من خلال عقد الورش التحريضية وتحريض أبناء دينكا نقوك لخلق فوضى وإيهامهم بأنهم أصحاب المنطقة والبترول وعليهم سد الفراغ الإداري وإستغلال الوضع..
ومدير المنظمة بأبيي فرانك أحضر وفداً من جنوب السودان لابيي لتكوين غرفة تجارية بإسم السوق النموذجي وأقصى المسيرية من الغرفة لصالح دينكا نقوك واخراج اللواء" 13 مشاه من المدرسة بحجة أن المنظمة ستعمل على صيانة المدرسة ومضت تمارس أنشطة لا علاقة بالعمل الإنساني بمحلية الكرمك بولاية النيل الأزرق.. حيث أنشأت إذاعة محلية وزعت راديو المجتمع ويبث في برامجه الكراهية وتحريض المواطنين على الإنفصال والتبشير الكنسي.. الخ وهذا غيض من فيض فهناك منظمة أطباء بلا حدود الهولندية ومؤسسة التمويل والتعاون الأمريكية وانقاذ الطفولة البريطانية والمجلس النرويجي للاجئين واكسفام البريطانية.. وما أدراك ما اكسفام...الخ
لو ذهبنا نعدد جرائمها لاربت على فعال الوليد كما قال احمد شوقي بك في رثاء السلطان عبدالحميد أن عبد الحميد قد هدم الشرع وأربى على فعال الوليد؟!
والمرء يصاب بالذهول والحيرة لأن كل ذلك لم يحرك غضب حكومة الإنقاذ وهي تتحمل كل تلك البلاوي وإعلامنا الأعور يناقش جنس الملائكة ويتبارى في شتم الحكومة ولو شتمها على سكوتها على عمل المنظمات لصفقنا له طويلاً ولخلعنا له القبعة تحية وسلاماً.
فكلاهما مصداقيته أصبحت على المحك ولا نملك إلا أن نردد مع نزار قباني رحمه الله
غير أني لم أعُد أفهمُ ما معنى الكلام
لم أعُدْ أهضم حرفاً
من أكاذيب أمير المؤمنين
صارت الألفاظ مطاطاً
وصارت لغةُ الحُكام صمغاً وعجين
فأعذُروني إنْ كنتُ ضَحِكتْ
كان في وُدّي أن أبكي ولكنّي ضحكت
لم أكُن أملكُ إلاَّ الصبر
«واللّه يُحِبُّ الصَّابرينْ»
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.