[email protected] الدولة السودانية مبنية علي العواطف وليس علي التخطيط والاستراتيجية ، عندما نظمت رئاسة الجمهورية زيارات لعدد من رموز الثقافة السودانية ، وفي واحد من الزيارات قال السيد الرئيس ، اخطأنا عندما زوبنا وزارة الثقافة ، في اشارة منه الي تأسيس وزارة الثقافة التي عادت من جديد وهي تحمل برامج طموحة من اجل التراث والثقافة السودانية . هناك شريحة هامة من المجتمع الذي ينتج بصمت دوت عويل او صراخ ، شريحة المغتربين من الشرائح المهمة جداً لكثير من دول العالم ، اثيوبيا الجارة والاخت الشقيقة تعتمد كثيراً علي المغتربين والمهاجرين الذين يسعون في مناكبها وياكلون من رزقه واليه النشور . وللامانة فانني لم اكن ضمن المدعوين لحضور مؤتمر المغتربين الذي انعقد في اليومين الماضيين الا انني سوف اجعل جُهيّزة تقطع قول كل خطيب ، سوف انقل ما قاله السفير حاج ماجد سوار الامين العام لشؤون السودانيين العاملين بالخارج عن شريحة المغتربين ليكون شاهداً علي قوله . ( قال الاستاذ حاج ماجد سوار الامين العام لجهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج أن العاملين السودانيين بالخارج رغم تباين مواقفهم وإختلاف رؤاهم إلا أنهم يجتمعون على حب الوطن وعشق ترابه ويرددون دائماً ( وللاوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق). وأكد السيد السفير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس للمغتربين الذى يجيء تحت شعار (المغتربون سفراء الوطن وبناة النهضة) أن المغترب والمهاجر من ابناء السودان لم يخرجوا من بلادهم متسولين بل خرجوا بكفاءاتهم وشهاداتهم العلمية فساهموا فى نهضة الكثير من البلدان التى عملوا بها ونالوا شهادات التميز على مستوى العالم . وأوضح أن المغترب السوداني تشهد له البلاد التى يقيم بها بانه ليس مصدر قلق او فتنة لعدم تدخلهم فى شئونها الداخلية حيث تم تصنفيهم عبر دراسات علمية بأنهم من أفضل الجاليات . وأضاف أن المشاركين فى المؤتمر بلغ عددهم خمسمائة مشارك من دول المهجر عابرين آلاف الأميال ليسمعوا صوتهم وأراءهم ومقترحاتهم لحلول مشاكلهم ثم ينطلقوا ليبشروا أخوانهم فى دول المهجر مبيناً أن المؤتمر ينعقد كل ثلاثة سنوات ويأتى فى ظل متغيرات كثيرة تشهدها البلاد كما ستتم مناقشة عدد من أوراق العمل للخروج بتوصيات تسهم في دفع مسيرة التنمية بالبلاد). لابد من ضرورة رعاية المغتربين ومساعدتهم وتدريبهم وتأهيلهم وفقاً لحاجة سوق العمل العالمي وتيسير سفرهم وتحسين مظهرهم ومساعدتهم من خلال استخراج الوثائق المطلوبة لتحقيق نصيب أكبر من سوق العمل العالمي خاصة وأن المفاهيم السائدة تشير إلى أن المغترب أصبح يقدم خدمة ويتقاضى أجراً عليها يعود جزءً كبيراً منه إلى دولته فيما يعرف بتحويلات أو عائدات المغتربين. إن من إيجابيات الهجرة توطين ونقل التكنولوجيا الي الداخل ، بجانب دور المغترب في الاقتصاد السوداني والذى يتمثل فى تحويلات المغتربين أو العاملين بالخارج والتى تعد من أهم مصادر الإيرادات بالعملات الأجنبية، وذلك نسبة لمساهمتها في تحسين موقف ميزان المدفوعات، وتخفيض العجز في الحساب الجاري، وزيادة معدل نمو الناتج المحلى الإجمالي، وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصةً في الدول النامية التي تواجهه نقص في موارد النقد الأجنبي. ولبناء دولة قوية لابد من تخفيض مستوى الفقر والبطالة بتوفير فرص العمل وإيجاد مصادر للدخل الاستهلاكي والإنتاجي بزيادة التكوين الرأسمالي، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، والإلمام بالمهارات المختلفة عن طريق التجربة والتدريب. ووفقا لتقديرات البنك الدولي فان تحويلات المغتربين تصل إلي 10 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة وقدرت في العام 2010م ب 3.2 مليار دولار فضلاً عن الموارد التي يدفعونها نظير الخدمات التي تقدم لهم في الداخل والخارج. وللاستفادة من هذه الموارد البشرية المهولة علي الدولة ان تنشئ وزارة للمغرتبين وتضم اليها جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج وهي ليست وزارة بدعة ، بل هناك دول كثرة استفادت من هذه الشريحة وعمرت عبرها وشيدت الكثير من الحضارات . (مالكم كيف تحكمون )