الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    تشكيل لجنة تسيير لهيئة البراعم والناشئين بالدامر    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالفيديو.. فنان سوداني يعتدي على أحد الحاضرين بعد أن قام بوضع أموال "النقطة" على رأسه أثناء تقديمه وصلة غنائية بأحد المسارح    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه ( أسرار وخفايا ) 12
فوجئت اليمن بالمبعوث الأمريكي يطلب إيجاد مأوى للإرهابي كارلوس ؟! دخوله الخرطوم تحت اسم مستعار وتشاجره مع نجل زوجته السودانية في حي الرياض بالخرطوم إضاءة
نشر في الوطن يوم 13 - 09 - 2014

الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
إن القيادة السابقة لليمن الجنوبي فوجئت بمبعوث خاص أمريكي يطلب أن تسمح اليمن الديمقراطية وذلك بعد توحد اليمنين بأن يذهب كارلوس اليها من سوريا لأنه من المهم جدا إيجاد مأوى له حتى يمكن تنظيف سمعة سوريا بحيث تشترك في مؤتمر بدرين للسلام دون خوف من أي عملية تشهير او ابتزاز يستعملها طرف من الاطراف ضدها .
وحين ابدى الرئيس اليمني دهشته من هذا الطلب كان الرد الامريكي عليه أن خروج كارلوس بهدوء وسرعة من دمشق امر مطلوب لمسعى السلام في العالم العربي وان واشنطن سوف تضع تعاون عدن في هذا الامر الحساس في حساباتها عند النظر في ترتيب اوضاع المنطقة حسب مقتضيات النظام العالمي الجديد ؟! وان الرئيس يستطيع ان يثق ان جهوداً كافية سوف تبذل للحفاظ على سرية الموضوع وعلى عدم استغلاله ضد اليمن اذا تسرب.
هكذا انتقل كارلوس من دمشق الى عدن وكان انتقاله بطلب امريكي وبترتيب امريكي لفتح الطريق أمام اشتراك سوريا في محادثات الشرق الأوسط.
إن القيادة في اليمن الجنوبي قبلت كارلوس وهي بذلك تقدم خدمة للولايات المتحدة الامريكية وليس لسوريا ولا لكارلوس بالطبع .
إن كارلوس يسبب في مشاكل كبيرة بين قيادة اليمن الجنوبي في الجنوب وقيادته في الشمال خصوصا أن الوحدة بين البلدين جعلت من الصعب الحفاظ على أي سر وكانت الوحدة بين شطري اليمن قلقة في ذلك الوقت وفيما بعد تعرضت لمصاعب كادت أن تؤدي بها الى الانفصال ولكن مع مقدمات الازمة احس كارلوس أن اليمن لم يعد آمنا ثم إن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بمصيره وكان ان ظهر في الخرطوم وهناك امكن رصد تحركاته وانتهى الامر بتسليمه الى فرنسا . هذه باختصار شديد قصة الارهابي ... وقبل أن نتابع تحركاته في الخرطوم وأسرار مسيرته هناك يتبادر الى الذهن سؤال ما مدى اهتمام الولايات المتحدة بدخوله اليمن وايجاد ملاذ آمن له وهي تعلم الاوضاع في اليمن غير آمنة ولماذا تساعد الارهابي الخطير وهي التي صرعت رؤوسنا بمحاربة الارهاب ورعاية الارهاب ؟! ولماذا اليمن بالذات
ان الذين ينظرون الى القتال الذي دار في اليمن ويتصورون انهم رأوا مشهدا من حرب أهلية بين شمال وجنوب غاب عنهم أن ينظروا الى الصورة بشكل اوسع واعمق ذلك لأن نظرة ثانية الى الميادين التي دار فيها القتال كفيلة كما يقول هيكل أن تظهر أن ما جرى ماهو الآن جار على أرض اليمن هو بداية صراع كبير على مستقبل شبه الجزيرة العربية وهو صراع تدخل فيه قيادات كبرى ومصالح دولية وقوى ظاهرة وخفية بالطبع الى جانب عوامل إقليمية ووطنية ومذهبية وقبلية ايضا !! لم تكن بداية الصراع هي القتال كلا انما كان القتال كما يحدث عادة نقطة حرجة وصل اليها الصراع كما تقول الخريطة أن شبه الجزيرة العربية هي اهم دليل الى التفاعلات السياسية ودواعيها واهدافها - هي بطن الخليج وهي منطقة مهمة وغنية بموقعها الاستراتيجي ومواردها الاقتصادية البترولية بالطبع وهذا البطن يضم مجموعة دول هشة رغم ثرواتها الفادحة ويرجع ذلك لسببين اولهما :- ان كثافتها السكانية خفيفة وغريبة في توزيعها.
وثانيها :- أن الشرعية لنظم الحكم فيها لاتزال في مراحل التطور مبكرة فهي شرعية أسر او شرعية قبائل في احسن الاحوال وهذا الوضع في كل دول مجموعة الخليج الست السعودية الكويت قطر الإمارات العربية عمان ولكن بطن شبه الجزيرة يضم الى جانب ذلك دولة اخرى هي اليمن وكان اليمن الى عهد قريب كيانا نائما او غائبا لأن الاستعمار البريطاني احتل جنوبه السهل وترك شماله الجبلي الوعر لسلطة من اسوأ ما عرف التاريخ وهي ولاية أسرة حميد الدين التي كان آخر ملوكها وهو الإمام أحمد يحكم بمزيج من السحر والسم والسجن كهوف الجبال حتى انتهى عهده بالموت سنة 2691م ثم قامت بعد موته ثورة حاولت أن تمشي باليمن الى مرحلة بناء دولة حديثة وكانت المهمة بالغة الصعوبة خصوصا أن عملية التحديث رافقتها وكان لابد ان يرافقها مطلب توحيد اليمن بانهاء الحكم البريطاني في جنوبه وعودة شعبة الواحد الى مجتمع واحد ودولة واحدة، من هنا أن السعودية كانت دائما ضد وحدة اليمن شماله وجنوبه .
فان الملك فيصل كان يخشى آن يبدو تعداد مملكته وسكان دول مجموعة الخليج كلها وكأنه اقل من سكان اليمن ومن ثم هي دعوة لليمن ان تتقدم الى دور كبير في شبه الجزيرة العربية وذكر هيكل أن أحد اخوة الملك فهد قال له إن ذلك تنفيذاً لوصية من والدهم مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود الذي اطلق على المملكة اسم أسرته سعود وكانت وصيته وهو على فراش الموت قوله لبعض أبنائه وهم 201 بينهم 46 من الذكور أن عليهم أن يحاذروا من يمن موحد، فهذا خطر عليهم وعلى المملكة التي سوف يرثونها بعده أن البطن الرخو لشبه الجزيرة العربية اظهر قدرا هائلا من المرونة والقدرة على الحركة حينما افلح بالتعاون مع قوى اخرى كنوع من الاستناد الى حائط ثابت من الدوار ومن الوقوع مع من وقعوا نتيجة للزلزال العالمي الذي وقع على الجسر الممتد من الثمانينيات الى التسعينيات .
ولعل اغرب المشاهد جرى بعد اندلاع الحرب الاهلية ذلك ان الاسطول الامريكي في البحر الاحمر اوقف سفينتين مصريتين تحملان أسلحة سعودية كانتا متوجهتين الى عدن لامداد الجنوب الذي أعلن انفصاله بالسلاح الذي يضرب به دولة الوحدة في اليمن.
كان موقف الخرطوم من تأييد صدام حسين خطأ فادحا لا يغتفر في غزوه للكويت بكل المعايير لو انها كانت وقفت في الحياد او لزمت الصمت حتى ينجلي غبار الموقف عن الحرب لو كان هناك انتصارا عربيا يلوح في الافق ولكن كل الشواهد والقرائن كانت تشير الى هزيمة العراق حتى في بغداد نفسها، فكيف تقف الخرطوم في مناصرة الكفة الخاسرة من الحرب ولا يثيرها ان بعض دول الخليج راحت تتدخل في الازمة لأسباب تخصها والسعودية لا تريد يمنا موحدا والكويت ترغب في معاقبة اليمن على موقفه من حرب الخليج الثانية فقد اعتبرته اقرب الى موقف الرئيس صدام حسين .
فالسعودية تعرف ان يمنا موحدا وقويا وقابلا للنمو الاجتماعي والنمو السياسي يمكن أن يكون خطرا على المملكة ثم إن هذا اليمن كتم طويلا مطالب تاريخية له في ولايات ضمتها السعودية اليها بالحرب في الثلاثينيات واهمها ولايتا جيزان ونجران وقد يغرية النصر بإعادة طرح الملفات وبشكل ما فان السعودية وربما غيرها من مشيخات الخليج سوف تشعر أن الانتصار العسكري لقوات الشمال في اليمن سوف يفتح ابوابا للتغيير لابد من إغلاقها بسرعة وهذه هي القضية في تعميق هوة الخلاف بين دولتي الظهر الكبيرتين إيران والعراق، وقاد ذلك الى حرب الخليج الاولى وقد انتهت باستنزاف الاثنين وكانت حركة البطن الرخو لشبه الجزيرة العربية في تلك الحرب موالية للعراق بظاهر القومية لأن النداء الإسلامي الصادر من طهران كان مصدر تهديد جاثم خصوصا ان النداء الشعبي الصادر عن أيات الله في إيران كان قادرا على النفاذ الى قلوب ومشاعر مئات الالوف من سكان دول الخليج وهم في الاصل مهاجرون إليها من ايران كما ان المنطقة الشرقية من السعودية بالذات هي مواطن حقول النفط الشيعية المذهب .
وعندما انتهت الحرب العراقية الايرانية بعد ثمان سنوات بترجيح كفة العراق فان بغداد خرجت بالنداء القومي تطلب جزاء ما قدمته حين كفت الباقين خطر الثورة الاسلامية الشيعية وكان الثمن الذي اراده العراق لنفسه فادحا فقد طلب دولة باكملها من دول الخليج وهي الكويت ولم تكن دول البطن الرخو في منطقة شبه الجزيرة وحدها هي التي رفضت دفع الثمن انما كان من بين الرافضين ايضا اصحاب المصالح الكبرى في الغنائم من النسر القوي الى الأسد العجوز الى الذين ينتظرون الفتات اوالعظام من القوى الاوروبية او الشرق اوسطية وهكذا قامت حرب الخليج الثانية وهي الحرب التي قادها الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب وحولها الى عملية استعراض لقوة الاسلحة الجديدة التي كانت معدة لحلف وارسو قبل انهيار الاتحاد السوفيتي سابقا ثم سنحت الفرصة لتجربتها على سهول دجلة والفرات .
ولم تكن تلك نهاية القصة ذلك ان الحروب الكبرى لا تحصر معاركها في تحركات الجيوش نصرا وهزيمة انما الحرب كما يقال دائما - هي (مُولدة) داية الثورات خصوصا ان توحيد شطري اليمن صاحبته عملية انتخابات كانت اكثر حرية في اي شئ شهدته المنطقة وكانت تلك ظاهرة صحية والمشكلة ان الصحة في السياسة كالمرض يمكن ان تكون معدية خصوصا اذا ما اتصلت بمطلب الحرية !!
في الوقت نفسه فان القيادة السابقة لليمن الجنوبي كانت قيادة ماركسية اصابتها صدمة سقوط حائط برلين وزوال الاتحاد السوفيتي بعده وهرعت الى عملية الوحدة ان القراءة الخاطئة المتعمدة لواقع مازال تتواصل بالنسبة للحكومة تجاه امريكا وهي لا تتعظ من التجارب التي تمر بها وهي ايضا لا تتأس ببعض دول المنطقة التي تحولت بادراك المشاعر الوطنية القوية التي تحولت الي مشاعر معادية للولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر 1002م .
إن الجري وراء سراب الكلمات والصياغات امر عقيم وإلا فقد كشفت الولايات المتحدة الامريكية عن وجهها الحقيقي حين تبنت خيار العقوبات النفطية على السودان واعادت انتاج تكييف الازمة في دارفور على اعتبار انها ابادة جماعية وذلك بالمخالفة لموقف الامم المتحدة بل بالتراجع عن موقف وزير الخارجية نفسه الذي اعلن في دارفور انه لا توجد ابادة جماعية بعد زيارته للمنطقة .
لقد كانت النخب السياسية عندنا للاسف اسيرة للحسابات الخاطئة فرجل مثل النائب الاول علي عثمان كيف لا يعلم ان الضغوط الامريكية افرزت في العراق سنة وشيعة وتركمان وأكراد، فكيف يخضع للضغوط في نيفاشا ويرتكب اخطاء كبيرة من المسالب القوية في الاتفاق لاخفاقه في رؤيتها وغياب التوازن اثناء المفاوضات مثل رفض مصر المشاركة ولو بصفة مراقب في نيفاشا ثم كان لاتهامها له بتحمله الذنب الاكبر في تردي العلاقات المصرية السودانية وهذا طبعا بايعاز وضغوط امريكية لأن حادثة أديس أبابا كانت ملفقة بتخطيط من الدكتاتور حسني مبارك اي الاغتيال ولا علاقة للسودان بها من قريب او بعيد ثم انه نفسه علي عثمان الذي خضع بعد ابعاد غازي صلاح الدين لضغوط افرزت هذه المسالب النيفاشية ومنها على سبيل المثال لا الحصر .
التذكير على سيطرة منفردة للحركة الشعبية على الجنوب كله ومن اخطرها جيش يملك حرية القرار في التسليح بينما يخضع السلاح في الشمال لسيف العقوبات الامريكية
اشتمال قسمة السلطة على انعدام سلطات لرئيس الجمهورية الشمالي على الكيان الجنوبي في وقت يكون فيه من حق النائب الجنوبي جون قرنق ان ينقض اي قرارات يصدرها البشير الامر الذي يتناقض مع وثيقة مشاكوس الاطارية التي طرحت نظاما فيدراليا تقوم به الحكومة على مستوى السودان كله تكون فيه للجنوب حكومة إقليمية ذات صلة بالشمال على انه لا تتعارض التشريعات الصادرة من الحكومة الفيدرالية بالخصوصية الجنوبية دينيا وثقافيا وعرقياً
واما في ما يخص اقتسام النفط بالنصف رغم أن الجنوب لا يمثل الا ثلاثين بالمائة من السودان بحجة الحق في استخدامه في تعويض المظالم التي عانى منها الجنوب طوال العهود الماضية .
فعلي عثمان نفسه عندما كان نائبا اولا للبشير لا يستطيع ان ينقض اي قرار للرئيس وكما حاول عراب النظام د. الترابي فاطيح به في المفاصلة الشهيرة في الرابع من رمضان 9991م وحبذا النفط الذي منح للجنوب كان تعويضا للمظالم فكان وقودا للسلاح ولدعم التمرد سواء كان في تمرد عقار في النيل الازرق ام جبال النوبة ام دارفور لقد اضحت الحكومة السودانية متخصصة في تنفيذ مخططات واشنطن انها دجاجة عظيمة دجاجة ودية دجاجة مستعدة لاقامة علاقة كات براون
نائب مدير ملجا الحيوانات بمدينة سان فرانسسكو متحدثا عن دجاجة تم انقاذها من بين اسلاك الكهرباء بعد ان كانت علقت بحبل مربوط ب 001 بالون مليئة بالهليون واطلقت في الجو على احد المشاكسين كما تقوم الطرفة او النكته الامريكية التي رسمتها الكاريكاتيرست في الصحيفة
الشخصيات التي تتعلق بامريكا هذا التعلق لا تحصد في النهاية الا الهشيم بيد ان العذر ممهد لرؤساء مثل السعودية لانها من الدول الهشة التي تحتاج الى الحماية الامريكية ولاسيما بعد غزو الكويت ولكنها رغم ذلك لم تسلم من اللوم من امريكا فقد اتهمتها مجلة نيوزويك الاسبوعية قائلة في مقالة اثرت عنها اليك نبذة يسيرة منها ان القائد العسكري لتنظيم القاعدة سيف العدل الغامدي وسعد بن لادن احد ابناء اسامة بن لادن يعتقد الامريكيون ان الغامدي في تلقي المساعدة من المتعاطفين مع بن لادن في صفوف الحرس الوطني السعودي نفسه وهو تطور يمكن ان يحدث هيجانا في المملكة العربية السعودية حيث إن عدداً من افراد الحرس الوطني السعودي قد قتلوا في تفجيرات الرياض من اجل استئصال شبكة بن لادن .
يقول المسئولون في الادارة الامريكية ان السعوديين قد تحركوا بصورة اكثر جسارة في الآونة الأخيرة لإغلاق مؤسسات خيرية ذات علاقة بتمويل القاعدة وبدأوا يتعاونون مع وكالة الاستخبارات المركزية سي اي ايه في عمليات سرية حساسة جديدة ويقو مسئول كبير في اجهزة مكافحة المخدرات السعوديون يقدمون باشياء لا تصدق الان احد الامثلة الممكنه على هذا الغارة التي تمت على شاكلة غارات الكاوماندو في ملاوي التي اسفرت عن اعتقال خمسة من المشتبه في انهم ارهابيون بمن فيهم مواطن سعودي كان المدير المحلي للجنة الامير سلطان بن عبدالعزيز للاغاثة وهي مؤسسة خيرية يرعاها وزير الدفاع السعودي قديم العهد المشتبه فيهم الخمسة الذين يعتقد انهم عناصر اساسية في تمويل عمليات القاعدة في افريقيا تم اعتقالهم في وقت مبكر وتم ترحيلهم سرا على طائرة استأجرتها وكالة الاستخبارات من ملاوي بعد يومين من ذلك التاريخ رغم امر اصدرته محكمة العدل العليا في ملاوي يوقف ترحيلهم وتطالب المحكمة الان باجوبة من المسئولين الملاويين الذين ساعدوا في ان السعوديين سيواصلو حملة ضرب شبكة بن لادن
هذه التطورات لاسباب سياسية - مسؤلو البيت الابيض يشعرون بقلق شديد حيال تقرير الكونغرس واقع في 008 صفحة عن هجمات 11 سبتمبر يوثق وجود روابط مزعومة بين مسئولين سعوديين وبعض خاطفي الطائرات ... الخ وطبعاً كل هذه المعلومات استخباراتيه محرفة وهي نفس السجلات الالمانية السرية التي القت بظلال السوء على علاقات صدام حسين بشبكة القاعدة !! ولكنهم استطاعوا ان يبتزوا به المملكة السعودية في محاربة الارهاب وقد نجحوا بجدارة فائقة
قارن بين هذا وبين ضغوطهم على السودان للمساعدة في محاربة الارهاب وموقف اليمن من نفس الموضوع في صفقة يمنية اسبانية في قضية المواطن الاسباني من اصل سوري نبيل ناناكلي الذي حكم عليه بالاعدام في صنعاء لتورطه في اعمال ارهابية وتخريبية خلقت ازمة صامتة بين صنعاء ومدريد على خلفية طلب اسبانيا بتخفيف الحكم على ناناكلي وشهد الموضوع تحركات دبلوماسية ساخنة من خلال اتصالات اجراها ملك اسبانيا خوان كارلوس ورئيس وزاراته ازنان مع الرئيس علي عبدالله صالح إلا أن موقف اليمن لم يتغير بشكل معلن على الاقل اذا اكد الرئيس صالح مجددا ان القضاء في اليمن لم يتغير بشكل معلن علي الاقل اذا اكد الرئيس صالح مجدداً ان القضاء في اليمن سلطة مستقلة طبقا للدستور وان احكام القضاء ينبغي احترامها ولا سلطان علي القضاء ولم يكتف صالح بذلك بل طلب من رئيس الوزراء الاسباني للتدخل لاطلاق صراح تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة مشيرا الي ان اعتقاله يمثل سابقة واعتقالا سياسيا يمس حرية الاعلام والحقوق الانسانية الخ وهذا طبعا هو السبب في وقوف واشنطون والدول الغربية مع ثورة الربيع التي هبت على اليمن .
اما الانقاذ فهي تفعل العكس ولا تساوم فلو حكمت علي مبعوث واحد بالاعدام من الجواسيس التي قبضت عليهم بتجسسون تحت ستار المنظمات الانسانية في دارفور لكانت قضية دارفور قد شقت طريقها الي السلام ولكنها استجابت للوساطة واطلقت صراحهم وعادوا الي شر ما كانوا عليه من التجسس وكتابة التقارير المفبركة وكأن شيئا لم يحدث وهي تري الامريكان والصهاينه يحكمون لمن يوجهون اليه تهمة الارهاب بعشرة مؤبدات وخمسة واربعين مؤبد كما حكمت محكمة امريكية على موسى الموسوي وهو والحالة هذه لم ينفذ خطته بعد على البيت الابيض ضمن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وجريمته انه كان يعلم فقط بالهجوم علي برجي التجارة ووزارة الدفاع قبل وقوعها الرئيس لامريكي ذات نفسه كان يعلم بالهجوم وهؤلاء الجواسيس في المنظمات جرائمهم افظع كا سنتحدث عنهم بالتفصيل في الحلقة القادمة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.